Saturday, November 24, 2012

أطفال فلسطين والرياضة

     
     ترافق كرة القدم الطفل الفلسطيني وتشهد على عشقه لها  وتعايش معاناته وحرمانه من أن يمارسها بحرية وفي ظروف طبيعية، فهو يلعبها في أزقة وشوارع المخيمات ويضطر أن يخرج من المخيم بحثا عن ساحة يلعب بها مع زملائه ليعيشوا طفولة مثل بقية أطفال العالم. يكتب سامر مناع في صحيفة (الحياة) "يقول علاء مصطفى (12 سنة) من مخيم عين الحلوة (قرب صيدا في جنوب لبنان): «أحب كرة القدم وأمارسها منذ سنوات في ملعب صغير قرب حي حطين، القريب من بيتي في وسط المخيم، لكن الملعب بات صغيراً جداً ونحن كُثُر، نكبر ويكبر عددنا، فيما المخيم يضيق بنا، فنضطر أحياناً إلى السير إلى خارج المخيم بحثاً عن ملعبٍ خالٍ». ويضيف أن «أكثر ما يزعجنا، اضطرارنا إلى حمل بطاقات الهوية دائماً والبحث عن مكان لحفظها أثناء اللعب، إذ لا يمكن دخول المخيم من دونها، بسبب حاجز الجيش عند المدخل، حيث نُسأل عنها في الذهاب والاياب»."
    لم تسلب الأرض في عام 1948 فقط ، ولم تدمر البينة التحتية للحركة الرياضية الفلسطينية فحسب، ولكن على مدى ستين عام ما زال الطفل الفلسطيني محروما من الطفولة ، محروما من أدنى الحقوق الدنيا وهي ممارسة الكرة مثله مثل أطفال العالم اجمع . إن الرياضة بحاجة إلى ظروف مناسبة من أجل أن تنمو وتتطور ، ومع ذلك فقد رأينا أن الكثير من الرياضيين الفلسطينيين بدأوا طريقهم في هذه المخيمات واستطاعوا أن يبرزوا مواهبهم فيما بعد ، وأن يشاركوا في منتخبات فلسطين ، وبالتأكيد فإن المعاناة هي عامل وسيلة عظيمة من أجل إثبات الذات والهوية. وهذا ما حدث بالضبط لكل فئات شعبنا سواء في مخيمات الشتات أو في الضفة أو قطاع غزة ، فالرياضة والمعاناة سارا معا منتزعتان اعتراف العالم بنا ، بأننا موجودون . وستبقى الكرة التي يحملها طفلنا في المخيم دائما شعار بقائنا ومعاناتنا واستمراريتنا . إن الأندية الرياضية بالنسبة للاجىء الفلسطيني هي تجسيدا حيا للاعتزاز الوطني وهي تعمل على إبراز مشاعره الوطنية - الفكرية. إن هذا أيضا يذكرنا بما قاله الشهيد ياسر عرفات عن نادي الوحدات في الأردن "في الوقت الذي لم يكن لدينا صوت ، كان نادي الوحدات صوتنا".
  

No comments:

Post a Comment