عصام
الخالدي
منذ نهاية القرن التاسع
عشر حاولت الصهيونية استخدام الرياضة كوسيلة من اجل تحقيق أحلامها في فلسطين. وقد لعب النشاط الرياضي الصهيوني دورا هاما في
صهينة الشبيبة اليهودية وفي إعدادها من اجل حمل السلاح والسعي من اجل اغتصاب
فلسطين. كما أن هناك علاقة وطيدة بين الوضع السياسي في فلسطين وتطور الرياضة
العبرية عندما استغل الصهاينة الظروف السياسية من اجل توطيد علاقاتهم مع الانجليز.[1]
كان للرياضة تفسير مميز في
العقل الصهيوني وبصفتها عنصراً ثقافياً وشكلاً من أشكال الوعي الاجتماعي فقد استخدمت كوسيلة من اجل إعادة بناءا لحس القومي وخلق "رياضة يهودية" ، تقوم بتحويل المشاعر والمفاهيم الدينية
التاريخية إلى قومية صهيونية (مثل المكابي والبيتار وبار كوخبا) .[2]
فقد كانت الرياضة بنظرهم وسيلة من أجل بعث
حياة جديدة بدنياً بالإضافة إلى أنها وسيلة
من أجل بناء الوطن القومي واستعادة اللغة والأدب والتاريخ ، وكان هناك اعتقاد أيضا أن هدف إقامة دولة إسرائيل لا يتحقق إلا إذا
سبقه إعداد بدني وروحي ومعنوي للأجيال التي كان عليها تحقيق هذا الهدف ، وانه لا وطن واحد دون ثقافة واحدة
والتي اعتبرت الرياضة جزء مقوما لهذه الثقافة التي كانت خاضعة لأيديولوجية صهيونية
عنصرية.
فبعد أن بدأ الصهاينة بتأسيس أندية المكابي الرياضية في المستعمرات في فلسطين في بداية القرن الماضي ، وأندية الهابوعيل والبيتار
في منتصف العقد الثالث رأوا في الرياضة وسيلة من اجل تحقيق أهدافهم في تهويد
فلسطين وإقامة دولتهم وكان وعد بلفور المشؤوم حافزاً فعالا في تحقيق ذلك.[3] وبدأت أيضا الرغبة في منتصف العشرينيات لدى
القيادة الرياضية اليهودية في استخدام اللقاءات الرياضية من اجل إثبات الهوية
القومية وتعريف يهود الشتات إلى الوطن الموعود فعزمت على التباري مع مثيلاتها من
الفرق اليهودية في أوروبا وسوريا ولبنان
ومصر ، وعلى جذب الفرق الرياضية الانجليزية إلى جانبها من اجل التأثير على
قياداتها العسكرية. [4] .
فقد أدركت هذه القيادة أن هذه اللقاءات
الرياضية بين فرقهم الرياضية والفرق الانجليزية سوف تعزز من مقدرة لاعبيهم وتُستغل
كوسيلة تدريبية. في عام 1928، وبنيّة طيبة ، شارك العرب في تشكيل ما سمِّي في ذلك
الوقت ب (جمعية فلسطين لكرة القدم) مع اليهود والانجليز والتي انضمت إلى الاتحاد
الدولي في عام 1929 .[5] لكن اليهود فيما بعد رأوا انه كون هذه الجمعية عضواً
في الاتحاد الدولي وبسبب تنكرهم لحقوق شعبنا ، وحتى الرياضية منها ، قاموا بالسيطرة عليها
وتفردوا بها مع الانجليز. هذا ما اثأر نقمة الفرق العربية التي تزامنت مع الغضب
الشعبي الذي نجم بفعل أحداث ثورة البراق عام 1929 وتزايد الهجرة اليهودية. هذا ما أدى أيضا إلى مزيد من سوء العلاقات
الرياضية
بين العرب واليهود والى
تعزيز التعاون الرياضي بين اليهود والانجليز .
ودليلا على السعي المتواصل من اجل الهيمنة على الحركة الرياضية تم في عام 1930 تشكيل فريق كرة قدم من ستة لاعبين يهود وتسعة من الانجليز سمي بمنتخب
(ارض إسرائيل) قام بزيارة إلى مصر ، كان فريقه يرتدي زياً رياضياً وضع عليه حرف P أي Palestine فلسطين بشكل واضح وحرفان
صغيران بالعبرية LD أي Land of Israel في الأسفل , والسبب في ظهور هذين الحرفين بشكل مصغر هو الخوف من إغضاب المصريين . وقد مني هذا الفريق
بالهزيمة مع فريق القاهرة خمسة إلى صفر، وفريق الإسكندرية هزيمة اثنين إلى صفر، ومع
فريق عسكري من القاهرة كانت هزيمة خمسة إلى اثنين.[6]
انتقدت صحيفة دافار ودوار هيوم في 15
ابريل 1930 هذه الرحلة والهزيمة ( إننا
نقدر عاليا هذه اللقاءات بين بلدنا والدول المجاورة . إن الرياضة تستطيع بالطبع أن
تساهم في تطوير مثل هذه العلاقات. مرة أخرى ذهب فريق من (ارض إسرائيل) إلى مصر
للتباري هناك ولم يكن زيه ابيض وازرق (وفقا للعلم الصهيوني) بل اسود وابيض وشعارهم
ليس في العبرية وإنما حرف P (بالانجليزية) وحرفان LD صغيران . هذا ما كان يعكس قبول الفريق بتسوية مذلة مع المصريين
هناك - فقط مع المصريين وليس مع العسكريين
الانجليز الذين رافقوا الفريق والذين
وجودهم في البلاد (فلسطين) يعتبر مؤقتاً ولا يمثلون بلدنا ).
لقد سعى الصهاينة لتطوير علاقاتهم الرياضية مع
مصر حيث كانت هناك عدة أسباب دعتهم لاستقطاب
الفرق المصرية والتلاقي معها أهمها أولا: وجود أندية "المكابي" في مصر
والتي كانت تسعى الصهيونية إلى توطيد عرى التعاون بين فروعها أينما وجدت.[7]
ثانيا: وجود هذا التعاون الرياضي الوثيق بين
اليهود والجيش البريطاني في فلسطين من جهة والجيش البريطاني في مصر من جهة أخرى. ثالثا:
أن الرياضة في مصر كانت قد خطت خطوات سريعة لتصبح مؤهلة لأن تمد الفرق الرياضية في
المنطقة يد التعاون والتلاقي معها (وهذا ليس فقط من الجانب الرياضي فقط وإنما من
الجانب الثقافي بشكل عام) . لذا فان هذا التلاقي مع الفرق المصرية كان سوف يعزز من
أهمية الفرق اليهودية ويوعز للمصريين بأن الذي يمثل فلسطين هم اليهود وليس العرب.
بعد
صدور الورقة البيضاء في أكتوبر 1930 (التي عمدت إلى الحد من الهجرة اليهودية) ساءت
العلاقات الرياضية اليهودية الانجليزية بسبب الغضب اليهودي. وهذا ما أدى إلى حدوث مواجهات
ومصادمات بين المتفرجين والفرق الانجليزية وبين اليهود والعرب من كلا الطرفين.
ولكن هذه العلاقات تجددت بعد أن تم تراجع في المواقف الانجليزية بشأن الهجرة
اليهودية.[8] في
عام 1931 تم تشكيل الاتحاد الرياضي الفلسطيني للهواة من الفرق اليهودية وبدعم من
الانجليز. [9] كتب
احد قراء صحيفة "فلسطين" مشيراً إلى مباراة نادي الترسانة المصري مع أحدى
الفرق اليهودية (...وعندما قرب موعد اللعب برز إلى الميدان المنتخب المصري وما
يسمونه فريق الاتحاد الفلسطيني (أي جمعية فلسطين لكرة القدم التي تذكرها) وهوهو
خليط من الجند البريطاني والشبان اليهود... وأخذت لهم عدة رسوم وقد وقف بينهم حاكم
القدس وقنصل مصر.... أما الإعلام التي رفعت على جانب الملعب فالعلم المصري بين
العلمين البريطاني والصهيوني... وكان يحيط بالملاعب عدد كبير من الجند البريطاني
والبوليس الفلسطيني الراكب للمحافظة على النظام). [10]
في شباط
عام 1931 حضر إلى فلسطين فريق منتخب الجامعة المصرية الذي كان يضم أشهر اللاعبين في
الكرة المصرية بدعوة من (الاتحاد) اليهودي ولم يتقدم لمباراة هذا الفريق من الفرق
العربية في فلسطين سوى فريق نادي الشبيبة الأرثوذكسية في يافا وقد حثت صحيفة
"فلسطين" الغراء الجمهور اليافي حضور تلك المباراة التي ستكون حجرا
متينا في أساس سمعة فلسطين الرياضية ومستقبلها الرياضي وفي نفس الوقت انتقدت هذه
الصحيفة الفرق العربية لتقاعسها عن التباري مع الفرق المصرية التي حضرت إلى فلسطين
ولم تتبار إلا مع الفرق اليهودية .
تعبيراً عن السخط بسبب الممارسات اليهودية تقرر في بداية عام 1931 البحث في
تأسيس منتخب عربي فلسطيني لكرة القدم يسعى من أجل تمثيل فلسطين على الصعيدين
المحلي والدولي. فمن خلال اجتماع حضره مندوبون عن النادي الإسلامي في يافا والنادي
الرياضي العربي في القدس ونادي الشبيبة الأرثوذكسي في يافا تم تشكيل أول منتخب
عربي فلسطيني توجه إلى بيروت للتباري هناك، وكان لاعبوه يمثلون خمسة أندية
فلسطينية. في نيسان 1931 تم تأسيس الاتحاد
الرياضي العربي الفلسطيني والذي كان يعتبر أول اتحاد رياضي عربي منظم في فلسطين له
قوانينه وغاياته وماليته. كان هذا الاتحاد يضم الأندية التالية : النادي
الرياضي العربي في القدس ، كلية روضة المعارف ، النادي الرياضي الإسلامي يافا ،
النادي الأرثوذكسي يافا ، النادي الرياضي الإسلامي حيفا ، النجمة البيضاء حيفا،
ونادي السالزيان حيفا. واستمراراً في التعبير عن روح الحقد والسخط والإصرار
على عدم التعاون مع الطرف الصهيوني بسبب ممارسته الخبيثة في السيطرة على الحركة
الرياضية ، فقد تم الإشارة في القانون الداخلي
إلى عدم التعاون مع الأندية الرياضية الصهيونية وعدم تعيين حكام يهود لإدارة المباريات بين الفرق العربية.
في تشرين الأول من ذلك العام شاركت كل من هذه الأندية في مباريات الاتحاد الرياضي
على بطولة درع مؤتمر الشباب وهي : النادي
الرياضي العربي القدس ، النادي الرياضي الإسلامي يافا ، النادي الساليسي ، نادي
الشبيبة الأرثوذكسية يافا ، النادي الرياضي الإسلامي حيفا ، نادي الروضة القدس ،
نادي النجمة البيضاء حيفا .[11]
في
عامي و1935 أقام هذا الاتحاد الرياضي
العربي الفلسطيني مهرجانا رياضياً كبيراً في مدينة يافا بالتعاون مع مؤتمر الشباب
واللجنة العربية العليا واشتركت فيه الفرق الكشفية والرياضية العربية مع الفرسان
العربية التي جاءت خصيصا للاشتراك فيه . وقد بلغ عدد المشتركين في هذا المهرجان حوالي
خمسة آلاف شخص. أدى هذا إلى تخوف الصهاينة من هذا المهرجان حيث وصفوا محاولة
تنظيمه بأنها (تنظيم لحركة شباب قوية من مختلف المدن والقرى الفلسطينية). كانت هذه
المهرجانات تعبيرا عن النزعة الوطنية والعداء للانتداب والصهيونية في تلك الفترة ،
وإبراز روح الأخوة بين أبناء الشعب الواحد حيث أدركت الحركة الوطنية مدى تأثير هذه
المهرجانات ودورها في رص صفوف الشبيبة وإبراز الهوية الوطنية الفلسطينية ، ولأول
مرة أيضاً استخدمت القوى الوطنية الفلسطينية الرياضة لتكون عنصرا فعالاً في نظامها
الإيديولوجي والثقافي .
بدأ اليهود والانجليز في عام 1932 بإجراء
تصفيات ما سمي National
League بمشاركة تسعة أندية معظمها من الفرق اليهودية وفريقي
البوليس والطيران الانجليزيين حيث فاز في هذه البطولة فريق البوليس الفلسطيني ولكن
هذه البطولة توقفت بسبب العراك في الملاعب بين الفرق اليهودية فيما بينها والفرق
الانجليزية مما أدى إلى امتناع الفريقين الانجليزيين عن المشاركة. يكتب احد أعضاء الهابوعيل
في ذلك الوقت ( على من يجب أن يلقى اللوم ومن هو المسئول عن توقف العلاقات
الرياضية بيننا وبين الانجليز ... اعتقد أن هذا خطأنا لم نعرف كيف نسمو فوق الاعتبارات الصغيرة ونتحكم بأعصابنا في الملاعب... لقد كان
لسلطات الانتداب رغبة في هذه اللقاءات كما أننا أيضا استفدنا منها كثيرا).[12]
كان الصهاينة يسعون دائما إلى إيجاد أفضل الوسائل من أجل إدخال المزيد من
المهاجرين إلى فلسطين ، فكما يشير عيسى السفري أن الصهاينة استنبطوا منذ عام 1924
حيلا جديدة لإدخال المزيد من المهاجرين اليهود إلى البلد، فلجئوا إلى التهريب
والخديعة ، وتظاهروا بالرضوخ للقيود التي ينص عليها قانون الهجرة وتحويل العديد من
طالبي الدخول إلى فلسطين ، ثم إخفائهم في المستعمرات . وكان إحدى هذه الوسائل
"المكابياد" مهرجان رياضي على
نسق الألعاب الأولمبية ، دعت له القيادات الصهيونية عام 1929 . كانت تشارك به
الشبيبة الصهيونية من كافة أنحاء العالم حيث يبقى جزء كبير منهم بلا عودة.[13]
قام الصهاينة بتنظيم هذا المهرجان في عامي 1932 و 1935 . وحذرت الصحف
الفلسطينية من هذا المهرجان ومن أهدافه. [14] ففي
إحدى المقالات جاء في صحيفة فلسطين (10 آلاف يهودي رياضي بأي حق تسمح لهم الحكومة
بالقدوم؟ ..... والذي نعلمه أن هؤلاء الشباب الرياضيين لا يملكون أموالا تخولهم حق
الدخول إلى فلسطين كسياح والوكالة اليهودية لم تمنحهم شهادات هجرة إلى فلسطين فكيف
سمحت الحكومة بإدخالهم ؟ وهل اتخذت الاحتياطات اللازمة لضمان عودتهم إلى بلادهم .
إن دورة المكابياه الأولى قد علمتنا أن معظم من اشتركوا فيها قد أتوا إلى فلسطين واختبئوا
في المستعمرات اليهودية . فلماذا تريد الحكومة تكرار ذلك الحدث. قد تزعم الحكومة
أنها سمحت لهم بالدخول بحجة تشجيع السياحة إلى فلسطين ولكن هذا الزعم باطل لأن
المقصود من تشجيع السياحة هو أن يكون السياح من الممولين الذين يصرفون نقودا في
البلاد تساعد على تحسين الحالة الاقتصادية، أما هؤلاء الشباب الذين يأكلون مجانا
من مطاعم الجمعيات الصهيونية فلا يعدون سياحا وفوق ذلك فإن معظمهم لا ينتمون إلى
جمعيات المكابي كما تصرح بذلك الصحف اليهودية نفسها).[15] كما
شرحت صحيفة الإسماعيلية المصرية في
أبريل 1935 للقراء مغزى هذا المهرجان وحقيقته (نظريا هو رياضي وعمليا هو عسكري..
فان المكابيين يخدمون كقاعدة للجيش اليهودي في المستقبل حيث يحوي على أقوى الشباب
اليهودي). وتساءلت الصحيفة أيضا (إذا كان الشباب العربي أيضاً مستعد لتأدية
واجباته إذا يدعوه الوطن).[16] تتبجح المصادر الإسرائيلية اليوم بأنه وبرغم
التحذير من قبل الصحافة العربية ضد هذا المهرجان إلا أن سوريا ومصر قررتا المشاركة
بالمهرجان الأول عام 1932 (بالإضافة إلى اثني عشر دولة) بوفد بلغ تعداده تسعة وستين رياضيا . [17]
أما في المهرجان الثاني 1935 فقد امتنعت كلا البلدين عن المشاركة بسبب
تفهما لطبيعته ولأهدافه.
استغلت القيادة الصهيونية الرياضية أحداث 1936 لتوطيد علاقاتها الرياضية مع
الانجليز. فمنذ اندلاع ثورة عام 1936-1939 المجيدة قام الصهاينة بمنافسات رياضية
في مجال السباحة وكرة القدم والكرة المائية والهوكي مع الفرق الانجليزية من اجل
جلبهم إلى المستوطنات الصهيونية. يشير احد قياديي المكابي ناحوم شيت (إن ما يهم
الانجليزي هو النساء والرياضة . فالأول ليس من اختصاصنا أما الرياضة فهي الحقل
الوحيد الذي نستطيع أن نجد لغة مشتركة مع الشباب الانجليزي ومعظم الجيش الانجليزي
. فنحن نتمنى أن تقام علاقات وثيقة مع الانتداب في وجه الثورة العربية). لذا فقد دفعت مذكرة شيت إلى
أن تقوم الوكالة اليهودية بتعيين جورج فلاش (انجليزي) في منصب منسق ومنظم للعلاقات
الرياضية بين المنظمات اليهودية الرياضية والجيش الانجليزي في فلسطين. وفي كانون أول
1937 أجرت الفرق اليهودية فورا مباريتين مع الجيش الانجليزي حيث عمدت القيادات
الرياضية الصهيونية إلى استضافة فرق الجيش وتكريمها. في عام 1938 استؤنفت بطولة National League أيضا بمشاركة البوليس
الفلسطيني وسلاح الطيران (الانجليزيين).
في الوقت الذي كانت الإدارة البريطانية تقدم
به تسهيلات ومساعدات للجانب اليهودي فإنها كانت تضع الضغوطات على الجانب الفلسطيني
فمنذ بدء انتدابها على فلسطين حذرت سلطات الانتداب من انتشار الأندية الرياضية
المذهبية.[18] وفي بيان أذاعته في آذار 1926 أرادت حكومة الانتداب
من خلال تسجيل كل جمعية أو ناد يؤسس في فلسطين مهما كانت الغاية خيرية أو سياسية .
كما عملت على عرقلة التوقيع على طلبات ترخيص كانت تتقدم بها الأندية العربية وتأخيرها.
كان هناك أيضا تخوف من "عناصر الشباب" : إذ جاء في تقرير الحكومة الرسمي
لسنة 1935 تحت عنوان "عناصر الشباب"
"كان من الظواهر التي لها مغزاها في الحركة الوطنية العربية تقوية
جماعات الكشافة ونوادي الرياضة المختلفة ودخول الشباب على وجه العموم في مؤسسات
منتظمة تحت أسماء مختلفة ولم يكد آخر العام يجيء حتى كانت عناصر الشباب قد وطدت
مركزها وأصبحت عاملا قد يكون منه أن يتحدى نفوذ من هم أكبر من الشباب من زعماء
العرب".[19]
حسب
المصادر ، فإن نشاط الإتحاد الرياضي الفلسطيني العربي كان قد توقف عن العمل بسبب
اندلاع ثورة 1936 المجيدة وتشتت أعضائه. هذا ، مما أدى إلى أن تتجه بعض الأندية
العربية للعمل ضمن "جمعية فلسطين لكرة القدم" أو "الاتحاد الرياضي
الفلسطيني" الذي كان يهيمن عليها الصهاينة
. في ظل تلك الظروف و بسبب
عدم وجود أي اتحاد عربي يضم الفرق العربية قررت بعض الفرق الرياضية العربية في
حيفا في عام 1937 تأليف اتحاد من أجل إقامة مباريات فيما بينها. هذا ما كان يعكس
إصرار هذه الفرق على عدم المشاركة مع الاتحاد اليهودي. في بداية عام 1939 اتجهت أنظار قياديي الفرق الرياضية العربية نحو
تأسيس اتحاد رياضي يضم جميع الفرق الرياضية في فلسطين ، كما وتألفت لجنة للعبة كرة الطاولة
اشترك فيها مندوبو نحو 12 ناديا رياضيا في فلسطين في آذار 1940.
لقد لوحظ من خلال الدراسة أنه
قامت لقاءات كثيرة بين الفرق العربية واليهودية
بين الأعوام 1939 و1942 ويعود السبب في ذلك إلى عدة عوامل أهمها غياب
الاتحاد الرياضي الفلسطيني (العربي) الذي بدونه استطاعت الأندية اليهودية أن تظهر
كرائد للحركة الرياضية وكمنظم لها من خلال تعاونها مع الإدارة البريطانية ومبرزة
وجهها الرياضي فقط مخفية محتواها السياسي.
لقد كان الطابع المميز للحركة الرياضية العربية يأخذ شكلا عشوائيا يعتمد
على التنظيم الإداري العفوي ، ولم ترتكز
هذه الحركة على أسس تنظيمية وإدارية تجعلها قادرة على تأدية دور فعال خاصة في
دعمها للحركة الوطنية التي هي بدورها كانت تعاني من خلل وتفكك لبنيتها التنظيمية ،
متعرضة لضغوط جمة من قبل حكومة الانتداب.
إبان الحرب العالمية الثانية
حاولت الوكالة اليهودية أن تضع كل ثقلها وإمكانياتها من اجل الوقوف بجانب الانجليز
في حربهم ضد المانيا. لذلك فان العلاقات الرياضية في تلك الفترة شكلت عاملاً هاماً
من اجل تحقيق هذه الأهداف ، هذا ما عكسته مذكرة المكابي في فلسطين فورا بعد بدء
الحرب العالمية الثانية (عندنا الفرصة الآن بأن عشرات الآلاف من الجيش البريطاني من
مختلف الدول سوف يزورون البلاد بعضهم سوف يلعب دوراً مهما في السياسة البريطانية
وعلينا أن نؤثر عليهم ونكسب صداقتهم من خلال اللقاءات الرياضية ، هذه هي مهمتنا
ليكون عملنا على أحسن وجه). لقد اقترح المكابي أن يقيم مكتبا له قرب الوكالة اليهودية تكون مهمته تنظيم
اللقاءات من الفرق العسكرية الانجليزية . وقد كانت إجابة الوكالة اليهودية بالرد
الايجابي مدركة أهمية وجود مثل هذا
المكتب وضرورته من اجل تشجيع اللقاءات الرياضية بين الجيوش ، الاسترالي منها خاصة ، والفرق الرياضية المختلفة
في البلاد. استطاعت المكابي والهابوعيل خلال الحرب التباري مع فرق من الجيوش
البريطانية والاسترالية والأمريكية والتشيكوسلوفاكية واليونانية والجنوب افريقية والبولندية
والهندية آملين أن تعزز هذه اللقاءات العلاقة مع الحكومات.
لقد أتت زيارة فريق
"الوندرز" البريطاني لكرة القدم تتويجا لهذا التعاون الصهيوني الانجليزي
في الأعوام 1941 و 1943 و 1944 . لذا أراد "الاتحاد الرياضي الفلسطيني"
تشكيل فريق من اليهود للتباري مع هذا الفريق ، ولكنه اضطر تحت ضغط الانجليز (خوفا
وخجلا منهم فقط ، فهم كانوا يرون
بالانجليز السيد الذي ساعدهم وسيساعدهم على إقامة وطنهم الموعود ولم يسعوا للتناحر
معه) أن يشكل فريقاً مختلطاً. وبسرعة تم
تشكيل فريق مكون من ستة لاعبين يهود وثلاثة من الانجليز وعربي واحد ويوناني. وأمام
1200 متفرج في تل أبيب هزم هذا الفريق 8 إلى ثلاثة (وكما تدعي المصادر الصهيونية
بوقاحة) أن النتيجة كانت في النصف الأول ثمانية إلى صفر ولم يتم أي تقدم إلا عندما
تم تبديل حارس المرمى العربي بواحد يهودي. [20]
على
الجانب العربي فقد بدأت هذه اللقاءات مع الجانب اليهودي تتوقف بالأخص في وسط عام 1943. ليس باستطاعتنا التجاهل أيضا أن
بعض هذه اللقاءات مع الجانب اليهودي كانت تعكس حسن النيّة من الجانب الفلسطيني
وقناعتها أن هذه اللقاءات كانت تأخذ طابعا إنسانيا رياضيا بحتا ، ثم أن هناك فرقاً
يهودية كانت تنطلق بعض الأحيان من نفس المنطلق . إلا أن في الجوهر العام فان الهدف
النهائي للحركة الرياضية الصهيونية هو المساهمة الفعالة في إقامة دولة إسرائيل
وليس التعاون ومد جسور الصداقة مع العرب. وقد أصبحت العلاقات بين العرب واليهود
سواء كانت اجتماعية أم رياضية خاضعة للظروف السياسية التي عمل اليهود على تهيئتها
في فلسطين. تعتبر الرياضة نشاطاً بدنياً تنافسياً ووسيلة من اجل تربية الأجيال في
روح التآخي والصداقة. فالقيم المعنوية والأخلاقية التي تكمن في النشاط الرياضي
كانت تنعكس في تعاون الفرق اليهودية فيما بينها ومع الفرق الأجنبية التي ترتبط
معها بمصالح خاصة. وحول العلاقة مع العرب في فلسطين فإنها تنكرت لأي تعاون شريف
معهم سواء في المجال الرياضي أم في المجالات الأخرى. فكما يصف Richard Thompson هذا اللاتعاون الصهيوني " لم يسع المهاجرون اليهود منذ البدء
للتعاون ، لقد كانوا صهاينة وقد ذهبوا إلى فلسطين لكي يجدوا ويحيوا الصهيونية"
.[21] لقد
كان اليهود يستخدمون الرياضة من اجل تحقيق أهدافهم ونراهم في أدبياتهم يتهمون
العرب بأنهم (يخلطون بينها وبين السياسة)
فمثلا يكتب احد الصحفيين شيمون ساميت حول
العلاقة مع العرب في صحيفة هآرتس في 17 ابريل 1936 )ربما في
البداية يتحتم علينا أن نجد مجموعة صغيرة من العرب التي باستطاعتها الاستماع لنا
وعدم خلطها بين الرياضة والسياسة وإدراكها أن العلاقات الجيدة والمتبادلة
بين رياضيي كلا الشعبين تستطيع أن تعمل على تحسين العلاقات الودية بشكل عام(.
وحسب المنطق الصهيوني فانه على العرب الذين اكتووا بنار السياسة البريطانية
وبوقاحة الصهاينة أن لا يخلطوا بين الرياضة والسياسة وأن يقبلوا بهذه المخططات
والهيمنة الصهيونية على الحركة الرياضية وكأن الرياضة هي بمعزل عن السياسة والمعاناة وعن
الوطن الذي كان يغتصب أمام أعين أصحابه.
في 11 أيار 1944 اجتمعت اللجنة التحضيرية
للاتحاد الرياضي العربي الفلسطيني العام في قاعة النادي الرياضي القومي بيافا ووضعت
مشروع قانون هذا الاتحاد وقررت طبعه وتوزيعه على جميع الأندية. وفي شهر حزيران،
وفي اجتماع في نادي الرابطة الإسلامية بيافا، تم التصديق على القانون الداخلي
للاتحاد وانتخاب اللجنة الإدارية للاتحاد لسنة 1944-1945. في أيلول 1944 تم إعادة
تشكيل الاتحاد الرياضي الفلسطيني ( العربي) عندما لبى خمسة وثلاثون ناديا دعوة عقد
اجتماع رياضي في مدينة يافا. فيما بعد أخذت تتوالى على الاتحاد طلبات انضمام
العديد من الأندية في فلسطين، كما وزعت من قبل الاتحاد تعميمات إلى قياديي الأندية
من أجل الانضمام إلى الاتحاد. وأرسلت التعميمات إلى سكريتيري الاتحادات الرياضية
في الببفلسطين،بية المجاورة تشعرهم بتشكيل الاتحاد وتسجيله رسميا في فلسطين ويعلق
رغبة هذا الاتحاد العربي في توثيق العلاقات الودية مع الأقطار العربية الشقيقة شارحاً
لها طبيعة الصراع في المجال الرياضي القائم في فلسطين . ثم تم توزيع العلم العربي
عليه شعار الاتحاد على المناطق بفلسطين ، وعمم عليها القانون الأساسي والداخلي .
قسم الاتحاد الأندية حسب المناطق
التالية : غزة ، القدس ، نابلس ، الجليل ، حيفا (وتضم أندية عكا)، يافا - كانت تضم
أندية اللد والرملة والعباسية وبعض القرى التي كانت تدخل ضمن منطقة يافا . كانت
أهداف الاتحاد تتلخص بتنظيم العلاقات الرياضية والودية بين فلسطين والبلاد العربية
المجاورة، الاشتراك في الجمعيات والمؤتمرات الدولية العامة والخاصة وتنظيم الألعاب
الرياضية على اختلاف أنواعها لتحقيق هذه الغايات.[22]
لقد نبه القانون الأساسي إلى عدم التقارب مع
الفئات اليهودية ، ففي المادة السادسة حول تأليف الاتحاد : "يتألف الاتحاد من
الأندية والهيئات العربية وغير اليهودية في فلسطين ، ويشترط أن تمارس لعبة واحدة
من الألعاب الرياضية على الأقل وأن لا يكون يهودي بين أفراد فرقها الرياضية"
. وفي مادة مالية اللجنة المركزية في البند "ب" يذكر "أن احد مصادر
التمويل للاتحاد هي الهبات والتبرعات التي ترد من أشخاص رياضيين أو هيئات غير
يهودية" كما ودعا القانون الأساسي الفرق العربية لاختيار أي حكم تريده لتحكيم
المباريات بشرط أن لا يكون الحكم يهوديا . [23]
في الجلسة الثامنة للاتحاد في كانون أول 1944 قرر الاتحاد أنه يجوز إقامة
مباريات ودية بين الفرق المشتركة في الاتحاد مع فرق الدوائر والشركات والمدارس غير
اليهودية بعد أخد موافقة لجنة المنطقة المختصة.
لقد بلغ عدد الأندية العربية في فلسطين قبل
النكبة خمسة وستين ناديا. كان خمسة وخمسين منها مسجلا في الاتحاد الرياضي
الفلسطيني. هذه الأرقام تعكس حقيقة الأكاذيب التي تحاول الصهيونية إيصالها للعالم
موهمة أن الفلسطينيين لم يكن لهم أي نشاط رياضي. لقد قامت الحركة الرياضية
الفلسطينية على أسس وطنية واجتماعية وتنظيمية واستطاعت أن تلعب دورا فعالا في تعميق الحس الأخوي بين أبناء فلسطين وفي دعم
الحركة الوطنية ، وان تساهم في إرساء صرحا
للثقافة الفلسطينية من خلال الأنشطة الفعالة للأندية وتنسيق عملها تحت لواء
الاتحاد الرياضي الفلسطيني.[24]
ولولا ابتلاء شعبنا بنكبة 1948 لاستطاعت هذه الحركة أن تحقق انجازات اكبر بفضل هذه
القاعدة التنظيمية التي أرستها في الفترة
التي تلت إعادة تأسيس الاتحاد.
كما أشير
سابقا أن القيادات الصهيونية استطاعت إيجاد منافذ لها من أجل الوصول إلى الاتحاد
الدولي، فتمثيل فلسطين من قبلها على الصعيد الدولي أعطى الإمكانية للاتصال مع
الفرق الرياضية العالمية وإقناعها بوجود نشاط رياضي مقتصر على اليهود فقط. لذلك
فقد سعى الإتحاد الرياضي الفلسطيني العربي فوراً بعد إعادة تأسيسه من أجل تمثيل
فلسطين على الساحة العربية والدولية . وقد نجح بتوثيق عرى الصداقة مع جميع الاتحادات العربية
بفضل التعاضد القومي بين الشعوب العربية وتفهم الاتحادات العربية لجوهر المشكلة
الفلسطينية بشكل عام والمشكلة الرياضية في فلسطين بشكل خاص . وقد عمل تأسيس
الاتحاد الرياضي الفلسطيني العربي على بلورة الكثير من الأمور التي لم تكن مفهومة
لدى الفرق والاتحادات العربية في خارج فلسطين عن جوهر الصراع داخل الحركة الرياضية
في فلسطين والتي تتمثل بالهيمنة الصهيونية وبتطويع الرياضة لصالح أهدافها القومية
.
كما أشرنا في السابق أن ما سمي بالاتحاد
الرياضي الفلسطيني غير العربي كان هو ممثلا لفلسطين في الاتحاد الدولي (الفيفا). وقد عرض الاتحاد الفلسطيني مسألة دراسة الاتحاد الرياضي الفلسطيني لكرة القدم غير
العربي المعترف به دوليا على المسؤولين الرياضيين المصريين وطلب منهم التوسط
والمطالبة بإلغاء الإتحاد اليهودي وتم اقتراح من الجانب الفلسطيني أنه إذا تعذر
إلغاء هذا الاتحاد فمن الممكن أن تطالب مصر بثلثي مقاعده للفلسطينيين والثلث
لليهود حسب تشريع الانتداب في فلسطين. تم مناقشة هذا الموضوع في عام 1946 عندما حاول
مندوبو الدول العربية عمل كل ما في وسعهم من اجل ذلك. إلا أنه كان واضحا أن أكثرية
أعضاء الاتحاد الدولي كانوا منحازين إلى جانب "جمعية فلسطين لكرة القدم"،
لذلك جاءت أكثرية الأصوات ضد انضمام الاتحاد الرياضي الفلسطيني العربي إلى الاتحاد
الدولي لكرة القدم.
بعد الحرب العالمية ساءت العلاقات اليهودية الانجليزية بسبب حقد اليهود على
الانجليز بعدم السماح لليهود الألمان دخول البلاد. هذا مما أدى بدوره إلى سوء
العلاقات الرياضية بين الطرفين. وبسبب قيام المجموعات اليهودية المتطرفة Irgun Zeva’i Le’umi بأعمال إرهابية ضد الانجليز والعرب فقد رفضت الفرق العسكرية الانجليزية
اللقاءات مع الفرق اليهودية . وقد أعلنت هذه المقاطعة في ابريل 1945. في آب 1947 أعلنت
السلطات البريطانية أن حركة "البيتار" Beitar الرياضية هي محظورة وغير مشروعة مما دفع هذه المنظمة إلى
تغيير اسمها إلى "نورديا" ( نسبة إلى ماكس نوردو احد معاوني هرتسل) فيما
بعد تعهدت هذه المنظمة بعدم القيام بأعمال إرهابية ضد مواقع الانتداب البريطاني
ومنشآته.[25]
استغل الاتحاد الرياضي العربي
الفلسطيني تردي العلاقات الرياضية بين اليهود والانجليز محاولا استقطاب الفرق
الانجليزية (رغم إدراكه بأنها كانت تمثل الانتداب) للتباري معها . ففي شباط من عام
1947 تم انتخاب أعضاء المنتخب الفلسطيني العربي لكرة القدم ليباري منتخب الجيش
والطيران الانجليزي. هذا بالإضافة إلى العديد من اللقاءات بين الأندية العربية والفرق الرياضية
للانتداب البريطاني في فلسطين . وقد عبرت القيادات الرياضية الصهيونية عن استيائها
من هذه اللقاءات من خلال العديد من المقالات في صحفها ولكن دون جدوى.[26]
المصادر
والملاحظات
[1] انظر :Harif, H. Galily Yair”Sports
and Politics in Palestine,
1918-48: Football as a Mirror Reflecting the Relations between Jews and Britons, Soccer and Society, Vol. 4,
No.1 (Spring 2003), pp.41-56.
[2] أنظر: Khalidi, Issam. Body and Ideology, A
short history of athletics in Palestine 1900-1948 , Journal of Jerusalem
Studies , Quarterly, Fall 2006.
[3] بدأ تأسيس أندية المكابي في
فلسطين في بداية العقد الأول من القرن العشرين وحسب المصادر اليهودية فإن عددها
بلغ في فلسطين حتى الحرب العالمية الأولى
حوالي العشرين . في عام 1926 تشكل أول ناد للهابوعيل ( التي كانت تابعة لمنظمة العمل اليهودية –
الهستدروت) . يقول بن غوريون عن هذه المنظمة أنها "قلعة للطبقة العاملة ،
وعليها يتوجب مساعدة اليهود الجدد". وقد ساهمت هذه المنظمة التي كانت أنديتها
منتشرة في العديد من المدن والمستعمرات في فلسطين مساهمة فعالة في تهريب السلاح من
دول أخرى إلى فلسطين. تشير الموسوعة
الصهيونية إلى أن "الهابوعيل" كانت تحاول استخدام اللقاءات الرياضية على
الساحة العالمية من اجل التعريف بفلسطين أكثر مما كان يسعى إليه المكابي الذي كان
يطمح دائما لتحقيق الفوز والنتائج الرياضية . في عام 1925 تأسست منظمة البيتار
(كان يتزعمها المتطرف جابوتنسكي) التي اتخذت فيما بعد من الرياضة غطاء من أجل أعمالها
العسكرية الإرهابية والهجرة اليهودية غير المشروعة.
[5] بعد وعد بلفور بدأ يلاحظ هذا
التسارع في تأسيس الأندية والجمعيات الخيرية والكشفية والنسائية . وقد أصبح
تأسيسها مطلبا ملحا من اجل الرد على الخطر الصهيوني. لذا كان نشاط الأندية في تلك
الفترة يأخذ طابعا وطنيا اجتماعيا (مثل النادي العربي). فنشوءها كمؤسسات اجتماعية
كان يعكس سعي الفئات المثقفة من اجل التعبير عن حسها الوطني المعادي للانتداب
والصهيونية. فيما بعد بدأ يبرز الطابع الرياضي على هذه الأندية بالإضافة إلى
الاجتماعي والثقافي. ففي العشرينات اخذ النشاط الرياضي في النمو وأصبحت الرياضة
تشكل جزء من الوعي الاجتماعي لدى فئات مختلفة من السكان وعنصرا مكونا من عناصر
الثقافة الفلسطينية. إن ظهور بعض الأندية كان يعود لأهداف رياضية ومن ثم اجتماعية وثقافية.
حيث كان نشاطها الرياضي يشكل الجزء الأكبر بين بقية النشاطات (مثل النادي الرياضي الإسلامي
في يافا والنادي الرياضي العربي في القدس).
1. [7] يشير
عبد الوهاب المسيري في كتابه "أرض الميعاد" أنظر: Elmissiri Abdelwahab.
The Land of Promise Brunswick 1977
p.39 Newإلى
أن الوكالة اليهودية عملت منذ العشرينات على تأسيس شبكة تجسس لها فروع في الدول
العربية كانت تعمل تحت ستار بعض المؤسسات الخيرية وأندية المكابي الرياضية هناك.
[9] يجب الإشارة إلى انه في الصحافة
العربية كان يستخدم اصطلاح "جمعية فلسطين لكرة القدم" أو"الاتحاد
الرياضي الفلسطيني" للتعبير عن الاتحاد الرياضي اليهودي. تشكلت "جمعية
فلسطين لكرة القدم" في عام 1928 من قبل الانجليز والعرب واليهود. أما الثاني
فقد تشكل في بداية الثلاثينات وكان كليهما يستخدمان كمفهومين مترادفين حتى من قبل
الصحافة اليهودية في ذلك الوقت.
[11] عصام
الخالدي: الحركة الرياضية الفلسطينية دروس وعبر، المجلة الثقافية، الجامعة الأردنية،
عمان العدد 53
It was Quoted by Haaretz, April 12, 1935; see also
Davar, April 3, 1935,
p.1 and April 20, 1935,
p. 6
انظر أيضا الموقع: www.jewishsports.net/the_maccabiah_games.htm
[18] تشير صحيفة "بالستين
ويكلي" التي كانت تصدر باللغة الانجليزية في نيسان 1921 بشأن الاحتفال بتدشين
النادي الرياضي في القدس أن المستر ستورس محافظ القدس أصر على وجوب اشتراك الجميع
فيه بغض النظر عن الدين والمذهب وذيلت على ذلك بقولها أن النوادي الرياضية
"المذهبية" كانت في مصر عاملا من عوامل الاضطرابات فلا يجب أن يرتكب مثل
هذا الخطأ في فلسطين.
[24] عصام
الخالدي: تاريخ الحركة الرياضية في فلسطين (منذ مطلع القرن العشرين وحتى عام النكبة)، انظر موقع: مؤسسة فلسطين للثقافة.
No comments:
Post a Comment