عصام الخالدي
استخدمت الصهيونية الرياضية منذ نهاية القرن التاسع عشر وسيلة من
أجل تحقيق أطماعها, ولعبت الأندية الصهيونية في أوروبا
وفلسطين دورًا مهمًا في صهينة
الشبيبة اليهودية وإعدادها من أجل حمل السلاح والسعي من أجل اغتصاب فلسطين.
كان المفكرون الصهاينة ينظرون إلى الرياضة كوسيلة
من أجل بعث حياة جديدة بدنيًا, بالإضافة إلى أنها وسيلة من أجل
بناء الوطن القومي واستعادة اللغة والأدب والتاريخ. وبنظرهم فإن هدف إقامة دولة
إسرائيل لا يتحقق إلا إذا سبقه إعداد بدني وروحي ومعنوي للأجيال التي كان عليها تحقيق
هذا الهدف. كما أيقنوا أنه لا وطن واحدا دون ثقافة واحدة والتي اعتبرت الرياضة جزءً مقوّمًا لهذه الثقافة. يشير ألن
تايلور في كتابه (العقل الصهيوني) إلى أن هذه الحركة التي نظمها
هرتسل عام 1887 تبنت تفسيرات صهيونية مختلفة - ثقافية, دينية, اجتماعية, وسياسية. [1]
فالرياضة كعنصر ثقافي وشكل من أشكال الوعي
الاجتماعي كان لها تفسيرها في العقل الصهيوني, فهي وسيلة من أجل إعادة بناء
الحسّ القومي من خلال خلق (رياضة يهودية) تقوم بتحويل المشاعر والمفاهيم الدينية
إلى قومية صهيونية.
وسعت أيضًا إلى إبراز أن التفوق اليهودي لا يقوم
على الذهني
والعلمي فقط, بل وعلى البدني والرياضي أيضًا.[2]
لقد برزت فكرة الرياضة والتربية البدنية في
المؤتمر الصهيوني الثاني عام 1898 عندما طرح ماكس نوردو - أحد
معاوني هرتسل - فكرة (العضل
اليهودي) الذي
كان تعبيرًا عن خلق جيل جديد مشابه بصفاته البدنية
لذلك الجيل إبان الدولة اليهودية. فالصهيونية
أرادت أن ترفع اليهودية إلى مرتبة أسمى عن طريق بعث المثل العليا وتربية
الجيل الجديد بدنيًا, وهذا بدوره سوف يساعد في إعادة "العضل الصهيوني الضائع".[3]
في عام 1883 أسس اليهود الأتراك منظمة (المكابي)
الرياضية في اسطنبول ، وفي عام
1912 تم تأسيسها في فلسطين. يقول أحد
أعضاء منظمة المكابي الرياضية في فلسطين واصفًا هذه
التجمعات الرياضية في المستعمرات قبل الحرب العالمية الأولى "بالإضافة إلى تعليم
العبرية والتاريخ والأدب, فإنها كانت طليعة للدفاع ضد الجيران المعادين (يعني بهم العرب في فلسطين)". هذه إحدى المقالات في صحيفة (فلسطين) التي تشرح جوهر المكابي حين حاولت الصهيونية استخدام
المفاهيم والأحداث التاريخية وتحويلها إلى سلاح قومي "وترجع فكرة المكابي إلى نحو قرن قبل التاريخ الميلادي.
ذلك أن الدولة الرومانية كانت قد رأت من الخير لسلامة الإمبراطورية وقوة وحدتها
أن يندمج اليهود بالرومان , فيصبحوا
روماناً, ولكن اليهود أبوا إلا المحافظة على
شخصيتهم اليهودية. وكانت فكرة اليهود في بدايتها دينية خلقية, ثم تطورت الفكرة وتطورت
معها الوسائل فتنزلت من علياء الدين والخلق إلى أرض الوطنية والسلاح, ولم تعد
الفكرة المكابية غاية روحية".[4]
لقد كان
التعاون بين الحركة الرياضية والحركة الصهيونية في العقد الأول من القرن العشرين
قائما على أساس شعار "الفكر القومي اليهودي والإرادة غير المتزعزعة للأمة
اليهودية". وقد حاولت القيادة الرياضية الصهيونية طرح هذا الشعار بشكل دائم
في المؤتمرات الصهيونية . وظهر هذا التعاون واضحا عندما أقامت الحركة الرياضية
مهرجانات رياضية سبقت إنعقاد المؤتمرات الصهيونية السادس - 1903 والتاسع والعاشر.
وقد أعجب هرتسل HERZL بهذا المهرجان (السادس)،
حيث قال عنه " إن قيمة هذه المهرجانات تفوق
مائة خطاب". وكان قد تم النقاش في المؤتمر الرابع عام 1900 حول إنشاء
حركة رياضية يهودية قومية.
في عام 1921 تم تأسيس منظمة المكابي العالمية MWO وقد ضم كل
أندية المكابي في أوروبا وفلسطين . وقد أعلن عن أهداف هذه المنظمة في هذا المؤتمر
الذي عقد قبيل بضعة أيام من إنعقاد المؤتمر الصهيوني الثاني عشر، إن أهمية هذا
المؤتمر كانت تكمن كما يشير يكوتيلي أحد قادة المكابي ليس في جوهر مقرراته ولا في
نقاشاته الأيديولوجية ، وإنما بتفهمه للواقع السياسي في ذلك الوقت (خاصة الفترة
التي تلت وعد بلفور والانتداب البريطاني) . وكانت
أهداف المكابي تنعكس في النزعة الصهيونية لهذه الحركة وهي تربية أعضائها
بالروح الصهيونية وإعدادها من خلال الرياضة من أجل الدفاع عن حياة اليهود
وممتلكاتهم أينما كانوا والتوجه العسكري لها.
في خلال زيارة فريق نادي (فينا هكواح) إلى فلسطين في كانون ثاني 1924 نوقش موضوع
نقل مركز اتحاد المكابي العالمي إلى فلسطين . وقد لاقى هذا الاقتراح معارضة من
كثير من الأعضاء بسبب أن الظروف ما زالت غير مواتية لذلك, ولكن في النهاية تم نقله
في عام 1925.
في العقد الثاني للقرن
العشرين حدث تغير إيجابي ملحوظ في الجانب التنظيمي الأيديولوجي للحركة الرياضية
الصهيونية. فالمؤسسة الصهيونية في المانيا قررت توسيع التعاون والجهود بين اليهود
الألمان وذلك بالتأثير على منظمات الشبيبة والأندية الرياضية هناك . قليلا وقبل
انعقاد المؤتمر الصهيوني تم عقد اتفاقية بين المنظمة الصهيونية والحركة الرياضية
اليهودية في ألمانيا تم بموجبها أن الأندية الرياضية سوف تتلقى المعونة المادية من
الحركة الصهيونية مقابل نشر الفكر الصهيوني. في تلك الفترة اجتمع رئيس هذه
المنظمة مع الإصلاحي جابوتنسكي أحد مؤسسي منظمة الهاغاناه الفاشية. وقد دار الحوار
على أن يعرض الثاني مذكرة المكابي على المؤتمر الصهيوني بشأن الدعم المالي
والمعنوي لها من قبل المؤسسة الصهيونية. وكان جابوتنسكي يرى في هذه المنظمة نصيراً
للتدريب البدني والاطاعة ، فالرياضة بمفهومه كانت
تعني وسيلة من أجل إعداد الشباب لحمل السلاح.
كان الصهاينة يسعون دائما إلى ايجاد افضل الوسائل
من إجل إدخال المزيد من المهاجرين إلى فلسطين ، فكما يشير عيسى السفري أن "
الصهاينة إستنبطوا منذ عام 1924 حيلا جديدة لإدخال المزيد من المهاجرين اليهود إلى
البلد ، فلجئوا إلى التهريب والخديعة ، وتظاهروا بالرضوخ للقيود التى ينص عليها
قانون الهجرة وتحويل العديد من طالبي الدخول إلى فلسطين ، ثم إخفائهم في
المستعمرات . وكانت احدى هذه الوسائل "المكابياد" مهرجان رياضي على نسق الألعاب الأولمبية ، دعت له
القيادات الصهيونية عام 1929 , كانت تشارك به الشبيبة الصهيونية من كافة أنحاء
العالم حيث يبقى جزء كبير منهم بلا عودة..... دخل فلسطين سنة 1935 ستة آلاف مهاجر
من هذا النوع وسلموا جوازات سفرهم الى الحكومة ودفعوا التأمينات المطلوبة ، ظلوا
في البلاد ولم يخرجوا منها إلى الآن". كما يشير أيضا إلى "أنه هناك ثلاث طرق رسمية تستغلها الجمعيات
الصهيونية في تهريب اليهود إلى فلسطين نذكرها فيما يلي المكابياد : نسبة إلى
المكابي ، وهي اصطلاح يهودي يقابله بالأفرنجية " المكابياد" يقيمها
اليهود في كل سنتين مرة ، يدخل فلسطين بواسطتها – عدا اللاعبين الرسميين وعددهم لا
يتجاوز العشرات – الألوف من غير اللاعبين الذين يبقون في البلاد" .[5]
اعطى وعد بلفور المشؤوم ووجود الانتداب البريطاني في فلسطين الصهاينة دفعة من أجل التسارع في
تحقيق أحلامهم . فمنذ بداية العشرينيات كانوا يحاولون تمثيل فلسطين على الصعيد
الدولي غير مبالين بوجود شعب فلسطيني . ففي عام 1924 أرسل المكابي وفدا من فلسطين
إلى المؤتمر الدولي لألعاب القوى ساعياً للانضمام إلى الاتحاد الدولي لرياضة
الهواة كممثل لفلسطين ، وقد قوبل طلبه بالرفض لأن المؤتمر لم ير بالمكابي ممثلا
لدولة مستقلة .
كان قياديو الحركة الرياضية الصهيونية يتباكون
على أنهم لم يستطيعوا تمثيل فلسطين في الألعاب الأولمبية - هذا الحلم بأن يروا العلم "الأزرق والأبيض"
يرفرف عاليا بين بقية أعلام الدول المشاركة للألعاب الأولمبية ، هذا الحلم الذي
كان يعتبر بالنسبة لهم مؤشرا لإعادة إحياء دولتهم . إن رفضهم في المشاركة كممثلين
ضمن دول مختلفة والإصرار على تمثيل فلسطين صهيونية وكأنها كانت خالية من الفلسطينيين
دفعهم لأن يتبنوا فكرة إقامة مهرجان رياضي صهيوني مستقل . ففي عام 1925 أقام
الاتحاد العالمي للمكابي مهرجان رياضيا على شرف المؤتمر الصهيوني الرابع عشر في
فينا والذي كان عبارة عن إعداد لمهرجان رياضي على نسق الألعاب الأولمبية خطط له في
المستقبل القريب . في نفس السنة وخلال زيارة فريق "فينا هكواح" الصهيوني
إلى فلسطين تم تحديد موعد هذا المهرجان في ربيع عام 1927 . ولكن المنظمة الصهيونية
رفضت إقامته والسبب هو أنها كما يدعي حاييم وايزمان خشيت اثارة غضب الإدارة
البريطانية في فلسطين . كما أن الاحتجاج من قبل القيادة الوطنية الفلسطينية في ذلك
الوقت ضد الهجرة والتجمعات الصهيونية لعب دوراً في عرقلة إقامة هذا المهرجان.
ولكن مساعي الصهاينة لم تتوقف فقد أقام المؤتمر
السنوي لاتحاد المكابي العالمي في تشيكوسلوفاكيا مهرجان رياضيا وقد ألهب حماس
المشاركين مما دعى رئيس الاتحاد إلى تقديم اقتراح لاقامة المهرجان الأولمبي
اليهودي والذي فيما بعد سمي بالمكابياد في فلسطين في مدينة تل أبيب عام 1932. وحول هذا المؤتمر يكتب يكوتيلى أحد قادة
المكابي في فلسطين " أن اليهود لم يكن بوسعهم المشاركة في الألعاب الأولمبية
في أمستردام عام 1932 لأن اللجنة الأولمبية تعترف بحقوق المشاركين ضمن حدودهم فقط
.... إن المساعي المستمرة للسماح لنا بالمشاركة في هذه الألعاب حثنا على أن نقوم
بتنطيم أولمبياد يهودي يساعدنا للمشاركة في المنافسات العالمية ويهيء لنا الطريق
من أجل تطوير الرياضة بين شبابنا".[6]
لقد أدعى القادة الرياضيون الصهاينة أن هذا
المهرجان سوف تكون له قيمة اقتصادية بالإضافة إلى القيمة القومية ، فالمشاركون
والسائحون سوف ينفقون المال خلال وجودهم في فلسطين . والقيمة القومية كانت تكمن في
المفهوم الصهيوني في جلب أكبر عدد من الشباب إلى فلسطين "أرض اسرائيل"-
(كما كانوا وما زالوا يطلقون عليها في أدبياتهم) ،" من أجل استنشاق هواء
الأرض المحببة، ثم العودة إلى بلدانهم التي يعيشون بها ليعملوا على إنشاء الوطن
القومي اليهودي في فلسطين". [7]
لا شك أن سياسة الانتداب المنحازة تجاه دعم
الحركة الصهيونية أعطى دفعة للرياضة الصهيونية
في فلسطين من خلال التباري مع فرق الجيش الإنجليزي المختلفة ومشاركة ومساندة حكومة الانتداب للمنظمات
الصهيونية في إقامة العروض والمهرجانات في المدن والمستعمرات وتسهيل إعطائها
السماح والرخص لإنشاء أنديتها وفرقها الرياضية. ولكن هذا الدعم والمساندة لم يؤهلها لأن تصل
إلى مستوى دولي تستطيع من خلاله إقامة مهرجان على مستوى دولي مشابه للألعاب
الأولمبية . ومع ذلك فإن القادة الرياضيين
والسياسيين الصهانية كانوا يدعون أن الظروف السياسية والاجتماعية في فلسطين كانت
مهيأة لإقامة مثل هذا المهرجان . والمتتبع لتاريخ فلسطين يؤكد أن الوضع السياسي في
فلسطين في تلك الفترة لم يكن مستقراً بسبب
ردود الفعل العربية على الهجرة اليهودية
وعلى تواطؤ حكومة الانتداب مع المخطط الصهيوني في فلسطين.
في عام 1929 نشبت الاضطرابات الكبرى بين العرب
واليهود مما اضطر سلطات الانتداب إلى إصدار الورقة البيضاء التي بموجبها حدت من
سيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين . هذا بالتالي أدى إلى أن يزيد من سيل لعاب الحركة
الصهيونية بأن وجدت بالمكابياد وسيلة فعالة من أجل زيادة الهجرة بطرق غير مشروعة –
من خلال إدخال الزائرين والمشاركين إلى فلسطين وإبقائهم بها بعد انتهاء المهرجان.
كان الدعم الانجليزي عاملا مساعدا في إنجاح
هذا المهرجان فقد تم إرسال وفد إلى لندن وكان هذا الوفد قد تلقى نصائح ودروس من
قبل القادة الصهاينة مثل وايزمان وسوكولوف حول كيفية إيجاد المنافذ الخاصة التي
يستطيع من خلالها الوصول إلى مكاتب المستعمرات ووزارة الخارجية . وقد كان اهتمام
هذا الوفد يتركز حول موضوع إشارات الدخول
للرياضيين والزائرين لهذا المهرجان ولمعرض ليفانت وهو معرض تجاري كان يقام سنويا
في تل ابيب . كان الصهاينة يهدفون إلى تأمين الحصول على جوازات سفر جماعية وتأشيرات
دخول جماعية من أجل تقليل تكاليف الرحلة للمشاركين والزائرين ، والأهم من ذلك هو
جلب أكبر عدد ممكن من اليهود إلى فلسطين وذلك بالتلاعب بقيود الهجرة التي وضعتها الإدارة البريطانية .
ومن جانبها وعدت وزارة الخارجية البريطانية تسهيل الاجراءات وإعطاء المزيد من
إشارات الدخول إلى المشاركين والزائرين لهذا المهرجان .
في نهاية عام 1931 تم تعيين المندوب السامي
لفلسطين أرثر واشوب Arthur Wauchope الذي لم يخف تعاطفه مع الحركة الصهيونية والذي نمت بينه وبين
أرسلوسوروف وهو عضو قيادي في الوكالة الصهيونية صداقة حميمة ، ففي خلال لقائهم تم
عرض فكرة رعاية المهرجان من قبل المندوب السامي . وبمهارة وحنكة استطاع ارسلوسوروف
إقناع المندوب السامي أن هذا المهرجان ليس له أي اتجاه وهدف سياسي ، كما أن
المكابي يسعى إلى دعوة الأندية العربية والفرق الانجليزية من أجل المشاركة في هذا
المهرجان . لذا فقد أدت موافقة المندوب السامي لرعاية المهرجان بأن أخذت دائرة
الهجرة في فلسطين في تسهيل المعاملات للمشاركين والزائرين اليهود.[8]
وكما يقول أحد القياديين الرياضيين الصهاينة
حول دعوة الأندية العربية للمشاركة في هذا المهرجان "كانت مناورة مدروسة لتهدئة
الشكوك من الجانب الانجليزي حول هذا المهرجان ، في ذلك الوقت التي كانت به الحركة
الصهيونية بحاجة إلى الدعم البريطاني". أما فكرة أن هذا المهرجان ليس له
اتجاه سياسي فإن الصهيونية كانت دائما تستخدم مفهوم "ليس للرياضة علاقة
بالسياسة" ، فهي من جهة كانت تستغل الرياضة من أجل نيل مآربها بالتلاعب
والخداع ، ومن جهة أخرى كانت توحي للعالم أن ممارساتها على الصعيد الرياضي كان
بمعزل عن السياسة.
حاولت الصهيونية جذب الفرق غير اليهودية من
أوروبا وبعض الدول العربية الشقيقة ،
بالإضافة إلى محاولتها في حث العديد من الدول (سوريا ، مصر ، النمسا ،
استراليا ، انكلترا ، استونيا ، الولايات المتحدة ، بلغاريا ، بلجيكا ، المانيا ،
الدانمرك ، هولاندا ، هنغاريا ، تشكوسلوفاكيا ، فرنسا ، كندا ، رومانيا ، سويسرا) على
السماح لفرق "المكابي" فيها والزائرين بالذهاب إلى فلسطين ، فقد تم
إغراء الحكومة البولندية من خلال إقناعها أن فوز مكابي بولندا في المهرجان سوف
يعود عليها بالنفع. فمن خلال محادثات سرية استطاع الصهاينة حث الحكومة البولندية
على السماح لأكبر عدد من "الزائرين" بالهجرة إلى فلسطين.
مهرجان 1932
افتتح المهرجان في 29 آذار عام 1932 بمسيرة
كشفية رفعت بها الأعلام الصهيونية متوجهة إلى الاستاد الرياضي المزدان بالأعلام
الصهيونية والبريطانية وبأناشيد بالعبرية وكلمات أريد بها شحن الحضور بالروح
الصهيونية. وليس من العجيب أن تزف صحيفة "هآرتس" في عددها في يوم
الافتتاح قرائها بهذا الخبر " اليوم ، في الساعة الثانية بعد الظهر ، ستجري
حفلة افتتاح المكابياد تحت رعاية المندوب السامي السير آرثر واكوب وباشتراك ممثلي
الشعب اليهودي والجمعيات اليهودية ومجلس محلي تل ابيب. فعليكم أيها اليهود أن
تزينوا بيوتكم بالأعلام اليهودية طيلة النهار".[9]
وحول افتتاحية هذا
المهرجان تشير صحيفة "فلسطين" عن أحد الاشخاص الذين شاهدوا الافتتاحية
"جرى يوم الثلاثاء استعراض المكابيين في شوارع تل أبيب فكان مما يثير الدهشة
أن عددهم بلغ حوالي العشرين ألفا مع أنهم كانوا قبل أسبوعين لا يزيدون عن ثلث هذا
العدد ، ولعل السبب في ذلك هو أن جمعية المكابيين أرادت أن توجد استعراضا مزيفا
فالبست أكبر عدد ممكن من الفتيان والفتيات اليهود ثياب المكابيين وأشركتهم مع
أعضائها !". [10]
لقد بلغ عدد المشاركين في هذا المهرجان
3500-4000 رياضي من سبع عشر دولة . وكما يدعي منظمي هذا المهرجان أن نجاحه كان
نصراً ودعاية للافكار الصهيونية بشكل عام وللرياضة اليهودية بشكل خاص. والذي ميز
هذا المهرجان أنه كان أول حدث ثقافي يجلب زائرين (مهاجرين) بهذا القدر الكبير –
هذا العدد الذي فاق أعداد الزائرين لمعرض "ليفانت" التجاري ، واحتفالات
افتتاح الجامعة العبرية في القدس. تدعي المصادر الصهيونية أن حوالي 1591 سائحا
استطاعوا البقاء في فلسطين في أول ثلاثة أشهر من عام 1932 . ولكن مصادر تقرير
اللجنة الملكية Royal Commission Report فإنه خلال العام 1932-1933 بقي في فلسطين 17900 مسافر. وفي تقييم
للوكالة اليهودية اعترف انه بعد سنوات من تقييد الهجرة فإن نقطة تحول بدأت في ربيع
عام 1932 ، عندما هاجر آلاف من اليهود إلى فلسطين كسائحين تحت ذريعة المكابياد.
ولم تدين الحكومة البريطانية هذه الهجرة غير المشروعة ولم تأخذ على عاتقها أي عمل
ملموس من أجل وقف هذا التدفق من المهاجرين وقد أعارتها مستوى أدنى من الاهتمام.[11]
لقد أدانت المؤسسات والأندية الاجتماعية
الرياضية العربية هذا المهرجان حيث كانت على وعي تام لمخاطره. فقد تساءلت صحيفة
"فلسطين" في عددها الصادر في 18 آذار 1932 حول ما إذا كانت السلطات
البريطانية قد اتخذت إجراءات لوقف هذا التدفق من "السائحين" أو إنها على
علم ببقائهم في البلاد كمقيمين دائمين . أيضا فقد حذرت الصحف الأخرى الرياضيين
العرب من المشاركة في هذا المهرجان وبالذات أعضاء جمعية الشبان المسيحية في القدس،
وحذرتهم من عدم التفكير في المشاركة في هذه
"المؤامرة الصهيونية " التي تقام لأسباب دعائية.[12]
وقد اتهمت الصحف اليهودية الإداريين في هذه الجمعية بالاستسلام للضغط الذي وجهته
"الصحافة العربية المتطرفة". وفي مقال أخر في هذه الصحيفة اشار إلى
التضخيم والمبالغة من قبل الصحف اليهودية لهذا المرجان "وقد أسرفت الجرائد
اليهودية في وصف استعراض جيوش "المكابي" ونظامها، وكيف أنها اجتذبت
وراءها أمة برمتها حين سارت إلى ملعبها في أول يوم ، حتى لقد قالت صحيفة (البيولتن
Bulletin) إن صفوف
الجماهير التي تبعت (المكابي) في ذلك اليوم بلغ طولها نحو ميل. وليس يعنينا نحن أن
نعرف هل بلغ طول تلك الصفوف ميلا أو أكثر ، وإنما يعنيها أن نذكر أولئك الذين
يتحدثون عن السلام يكثرون من الحديث عنه، أن مثل هذه المظاهرات وما يعلن أثناءها ،
وينشر حولها ، ويذاع بشأنها ، كما يجد القارىء وصف ذلك فيما ترجمناه من الأخبار
اليهودية ، ليس مما يساعد على السلام المنشود لا سيما ونحن مقبلون على فترة مواسم
كثيرة يتعرض فيها السلام لأخطار كثيرة. وقد بلغنا عن مصدر ثقة ، أن (المكابي)
سيقومون إلى القدس لزيارة المبكى وفوداً متتابعة يعد كل منها بالمئات ، وأن هذه
الوفود ستسافر في يوم 1, 2 , 3 , 4 , 5 نيسان بالتتابع، فهل من حكمة في ترتيب بعث
الوفود إلى المبكى بهذه الصورة الغريبة ؟ ونحب ألا يفوتنا أن نعيد الرجاء بأن تشدد
الحكومة المراقبة بشأن الإشراف على الوافدين والتأكد من رجوعهم حين تنتهي أجازتهم
الرسمية التي تخول لهم حق الاقامة في البلاد".[13]
مهرجان 1935
كانت الألعاب الأولمبية الحادية عشر سوف تقام
في برلين في ألمانيا عام 1936 وقد أرسلت اللجنة الأولمبية الألمانية دعوة إلى خمسة
وخمسين دولة من ضمنها فلسطين من أجل
المشاركة في هذا الأولمبياد. فبرغم صعود هتلر إلى الحكم وموقف الفاشية من اليهود
إلا أن القيادة الرياضية الصهيونية رأت أنه من صالحها الاشتراك في هذه الألعاب
الأولمبية كممثلة لفلسطين ، فهي تستطيع إرسال رياضيين ليرفعوا العلم "الأبيض
والازرق" وجعل حضورها دليل على وجود ممثلين (لأرض اسرائيل). وقد أرسل (فريدنثال)
رئيس المكابي في ألمانيا رسالة يطلب بالحاح مشاركة "فلسطين" في هذه
الألعاب ، ولكن وبعد صدور قوانين نوريمبرج
(تجريد أي مواطن غير آري من الجنسية الألمانية) فقد قرر الصهاينة عدم المشاركة في
هذا الأولمبياد. فمن هنا رأوا أن هذا المكابياد الذي كانوا خططوا له في ربيع عام
1935 تكمن به أهمية أكبر بتحقيق أهدافهمٍ.[14]
من خلال محادثات بين المندوب السامي واللورد
ملشيت Lord Melchett (بريطاني اعتنق اليهودية)
وأحد قياديي المكابي تم الاتفاق على أن يسمح لكل فريق مشارك أن يضم 250 لاعبا فقط
وقد تبين أن عدد المشاركين حوالي الخمسة آلاف ككل. بشرط أن يغادر كل مشارك البلاد
حالما ينتهي المهرجان. لم يعجب هذا الشرط قيادة المكابي وفي آن واحد لم يكن من
صالحها الدخول مع سلطات الانتداب في نقاش مستمر. لذلك فقد إرتأت أن تبحث عن وسائل
خبيثة في جلب أكبر عدد من المشاركين. فوجدت
مثلا أن مئة تأشيرة دخول لفريقها في هنغاريا لم تكن في حيز الاستخدام مما دفعها
إلى أن تطلب من مائة "زائر" يهودي بولندي الانضمام إلى الفريق الهنغاري
كمشاركين رياضيين. وقد علمت السلطات الحكومية في هنغاريا بهذا الغرض مما أدى إلى
توقف هذا المخطط.
لقد شنت الصحافة العربية حملة إعلامية ضد هذا
المهرجان حيث أنها ركزت على أمرين الأول: افتتاحية المهرجان أي العروض التي كانت مشابهة
للعروض العسكرية ، والثاني: الهجرة غير المشروعة. كما أنه وتحت حجة تقوية فريق
" فلسطين" للسباحة ببعض
السباحين المهاجرين من أوروبا (وذلك بسبب ضعف هذا الفريق وعدم أدائه أداء جيدا في
مكابياد 1932) فقد طلبت الإدارة الرياضية من الوكالة اليهودية الحصول على شهادات
هجرة من أجل هؤلاء السباحين.
تتبجح المصادر الاسرائيلية اليوم بأنه وبرغم
التحذير من قبل الصحافة العربية ضد هذا المهرجان إلا ان سوريا ومصر قررتا المشاركة
بالمهرجان الاول عام 1932 (بالاضافة الى اثنى عشر دولة) بوفد بلغ تعداده تسعة وستين رياضيا من كلا البلدين.[15]
أما في المهرجان الثاني 1935 الذي شاركت به وفود من سبعة وعشرين دولة فقد
امتنعت كلا البلدين عن المشاركة في مهرجان عام 1935 بسبب استجابتها للمقاطعة التي
دعت اليها القوى الوطنية في كل من فلسطين ومصر وسوريا وشرح الصحافة العربية لطبيعة
واهداف هذا المهرجان. [16]
تشير المصادر الصهيونية إلى أن اللورد ملتشيت ذكّر كل
المشاركين في المكابياد بهذا الوعد الذي قطعوه على أنفسهم بأن يغادروا البلاد قبل
أن ينتهي موعد اقامتهم " إنا على علم ويقين أن الأوضاع في أوروبا وأن الرغبة
في الهجرة هو كبير جدا ، ولكن ليكن بالعلم أن هذا المهرجان لا يمكن أن يستمر إذا
كان هذا الحدث سوف يكون سببا لخرق القوانين في فلسطين ، لذلك أنا أطلب من كل واحد
شخصيا أن يتذكر هذا الوعد وأن يبين الالتزام والانضباط في هذه الحركة
المكابية". لقد كان اللورد ملتشيت على يقين عن عدد الذين بقوا في البلاد بعد
المكابياد. وعندما سئل أحد المسؤولين اليهود في دائرة الهجرة حول هذا العدد الهائل
من المهاجرين بالعلاقة مع المهرجان كان الجواب "من المستحيل فإن اللورد ملشيت
أعطى ضمانة بنفسه".[17]
منعت سلطات الانتداب موكب الكشافة الذي كان
سيسبق المهرجان ويعود السبب في ذلك إلى الاحتجاجات العربية وإلى أنه قبل المهرجان
كان قد تم الاتفاق بين منظمة المكابي ومؤسسة الهابوعيل والبيتار على أن يشاركا هاتين المنظمتين في
الموكب الكشفي وقد دفع ذلك السلطات إلى التخوف من حدوث اضطرابات ومواجهات بين
العرب واليهود ، وبين هاتين المنظمتين بعضهما البعض بسبب حزازات بينهما.
في مقالة في صحيفة "الإسماعيلية"
المصرية شرح كاتب المقال للقراء مغزى وهدف هذا المهرجان "... فإن المكابيين يخدموا كقاعدة للجيش
اليهودي في المستقبل حيث يحوي على أقوى الشباب اليهودي". وكان قد أرسل منظمو المكابياد دعوة للفرق
العربية في الدول العربية الشقيقة ولم يكن في نيتها دعوة الفرق العربية في
فلسطين والسبب في ذلك اولا: هو إعطاء
الرياضيين من الدول العربية انطباعاً بأن
الذي يمثل فلسطين هم اليهود . ثانيا: أنها لم تكن تسعى للتعاون مع العرب في فلسطين
في أي مجال وأن أي تعاون معهم يعني بالنسبة لهم أن الرياضة ممكن أن تصبح جسرا بين
الشعبين ، وهذا مثلا ما كانت تطرحه مجموعة "بريت شالوم" وتنادي بأن تكون
فلسطين دولة للعرب واليهود يمارس كل من الشعبين حقوقهم المدنية والسياسية
والاجتماعية على حد سواء.[18]
إن اقامة المهرجانات
الرياضية اليهودية في وقت متزامن مع انعقاد المؤتمرات الصهيونية لهو أكبر دليل على
هذا التعاون والتنسيق بين الحركة الصهيونية والحركة الرياضية . فقد جاء المؤتمر
الصهيوني التاسع عشر المنعقد في لوسيرن في
نفس الوقت مع المكابياد الثاني الذي اقيم في تل أبيب 1935. تشير الموسوعة
اليهودية Encyclopedia Judaica إلى انه أكثر من 1700 رياضي من
27 دولة بمن فيهم مدربيهم وطاقمهم بقوا في فلسطين بسبب العداء للسامية التي كانت
قد إجتاحت أوروبا بعد صعود النازية إلى السلطة في المانيا. بينما يشير تقرير
القنصلية الامريكية في تل أبيب في حزيران عام
1935 أنه حوالي 16900 زائر دخل فلسطين خلال شهر آذار من ذلك العام . وفي
تقرير آخر أشير إلى أن العامل الرئيسي للهجرة غير المشروعة هو زيارة
"المكابيين" لفلسطين ، حيث أعطى هذا التقرير أيضا تبريرا لهذه الهجرة
التي كان سببها "معاناة" اليهود في الدول الأخرى .
حول هذه القضية ورد خبر في الصفحة الأولى
لجريدة "فلسطين" في العشرين من آذار 1935 أي قبل افتتاح المهرجان بعدة
أيام تحت عنوان "10 آلاف يهودي رياضي
بأي حق تسمح لهم الحكومة بالقدوم؟" "..... والذي نعلمه أن هؤلاء الشباب
الرياضيين لا يملكون أموالا تخولهم حق الدخول إلى فلسطين كسياح والوكالة اليهودية
لم تمنحهم شهادات هجرة إلى فلسطين فكيف سمحت الحكومة بإدخالهم ؟ وهل اتخذت
الاحتياطات اللازمة لضمان عودتهم إلى بلادهم . إن دورة المكابياه الأولى قد علمتنا
أن معظم من اشتركوا فيها قد أتوا الى فلسطين واختبأوا في المستعمرات اليهودية .
فلماذا تريد الحكومة تكرار ذلك الحدث. قد تزعم الحكومة أنها سمحت لهم بالدخول بحجة
تشجيع السياحة إلى فلسطين ولكن هذا الزعم باطل لأن المقصود من تشجيع السياحة هو أن
يكون السياح من الممولين الذين يصرفون نقودا في البلاد تساعد على تحسين الحالة
الاقتصادية ، أما هؤلاء الشباب الذين يأكلون مجانا من مطاعم الجمعيات الصهيونية
فلا يعدون سياحا وفوق ذلك فإن معظمهم لا ينتمون إلى جمعيات المكابي كما تصرح بذلك
الصحف اليهودية نفسها".
حول الأهمية الدعائية لهذا المهرجان فقد أشارت
صحيفة هآرتس الصهيونية في آذار عام 1935 " أننا لا نبالغ إذ نقول أن دوائر
عديدة في دول مختلفة بدأت تنظر باهتمام إلى الوطن القومي اليهودي وذلك بفضل
الشعبية التي أحاطت هذا المهرجان" . وفي مقالة أخرى تعكس مدى التبجح والغرور
للصحافة الصهيونية في ذلك الوقت تقول " إن رقما قياسيا واحدا يحرزه رياضي
يهودي يكسب أصدقاء غير يهود ألف مرة أكثر من الدعاية والصحافة".[19]
كما وعلل القادة الرياضيون الصهاينة أهمية هذا المهرجان بأن كان له أثر سيكولوجي
على اليهود الأوروبيين لأنه جمع ووطد الترابط المعنوي بين يهود الشتات وفلسطين.
يشير للوير أحد قادة المكابي أن هذا المهرجان
قد أنقذ الكثير من اليهود من حالة اليأس التي كانوا يعانون منها وأن هذا المهرجان
سوف يكون حافزا من أجل أن يقاتل يهود فلسطين ويهود الشتات جنباً إلى جنب من أجل إعادة بناء الدولة اليهودية.
أيضا فإن القيمة الثقافية لهذا المهرجان تكمن في أنها أبعد بكثير من قيمته
الترفيهية . وتكتب هنرييتا سزولد عضو بارز في القيادة الصهيهونية في صحيفة (بالستين بيوليتن) وتوجه حديثها إلى
الضيوف والمشاركين في هذا المهرجان "إن
شعاراتكم وأهدافكم وانجازاتكم التي حققتموها تدل على أنكم اكتشفتم في (اسرائيل)
حقيقة مهملة.... أنتم تعبرون بتوكيد خاص عن الحقيقة التي نحن كلنا نقبلها وهي أن
العودة إلى هذه الأرض هي الفرصة للعودة لحياة انسانية طبيعية" . [20]
ويقول يكوتيلي أحد قادة
المكابي بعد عدة سنوات أن الاعتراف بأرض
اسرائيل من قبل الاتحادات الدولية كان نتيجة لمهرجان المكابياه.[21]
لقد اعتبر الصهاينة أن هذا المهرجان قد
شكل نصراً لهم وذلك بإستخدامهم لكل الوسائل من أجل إنجاحه ، لقد كانوا على يقين
تام بالأهمية المعنوية والدعائية لهذا المهرجان. فهم نجحوا باستخدام الرياضة – هذه
الوسيلة الأخلاقية التربوية الصحية العظيمة في تهميش شعبنا وتنكرهم لحقوقه القومية،
وفي جعلها (الرياضة) عنصراً اساسياً في نظامهمم الايديولوجي السياسي من اجل بناء
وطنهم القومي. والشيء الملفت للنظر ان كل شعوب المعمورة استخدمت الرياضة ضمن دولها
لتربية اجيالها وتعزيز سيادتها وحسها الوطني وتطوير انظمتها سواء الثقافية ام
الاجتماعية, أما الصهيونية فقد استخدمتها وبطريقة التلاعب والخداع من اجل بناء
دولة اقيمت على معاناة وتشرد وجماجم شعبنا، وهذه الظاهرة لم نر مثيلا لها في
التاريخ البشري من قبل!!
المراجع والملاحظات
[3] موسوعة اليهود واليهودية والصهيونية ، عبد الوهاب المسيري ، دار الشروق ،
القاهرة 1999 ، المجلد السادس ، ص 339
[14] يجب الإشارة هنا إلى هذا التعاون الوثيق بين الصهيونية والنازية ففي عام
1933 وقعت شركة الحمضيات الفلسطينية معاهدة تجارية مع ألمانيا النازية تقضي ببيع
الحمضيات لألمانيا من أجل توفيرها للمشاركين في الألعاب الأولمبية في برلين عام
1936 . ولقد كانت هناك فكرة شراء منبر متحرك Portable
tribune من ألمانيا من
أجل مكابياد عام 1932 ولكن هذه الصفقة لم تحدث بسبب السعر العالي له.
انظر ايضا
الموقع : www.jewishsports.net/the_maccabiah_games.htm
No comments:
Post a Comment