عصام
الخالدي
إن ما أسعى إليه في كتابة هذا المقال ومقالات أخرى
عن الرياضة في فلسطين قبل النكبة هو الكشف عن هذه الكنوز التي كانت تشكل قيما
ثقافية لشعبنا في تلك الفترة ،
وإظهار دور النشاط الرياضي في تشكيل وصقل شخصية الإنسان الفلسطيني المعاصر، وفي ما
لعبه هذا النشاط في تعزيز الترابط العضوي بين أبناء فلسطين فيما بينهم ، وبينهم
وبين إخوانهم في الدول العربية الشقيقة ،
فلقد استطاع الشعبين من
خلال النشاط الرياضي أن يعملا على إزالة هذه الخطوط الوهمية التي رسمها الاستعمار للتفريق
بين أبناء الشعب الواحد .
ولقد قامت العلاقات
الرياضية بين سوريا وفلسطين على أسس التعاضد القومي والدعم المعنوي من الشعب
السوري لأخيه الفلسطيني مدركا لما كانت تمر به فلسطين
من محن ونكبات، كما وكان النشاط الرياضي يشكل إحدى المقومات الأساسية لهذا التبادل
الثقافي بين البلدين ، وتثبت الوثائق أنه كانت هناك العشرات من اللقاءات
الرياضية بين البلدين منذ
الثلاثينيات وحتى الأشهر الأخيرة من عام 1947. [1]
في أيلول عام 1933 افتتح نادي الملاكمة
والرياضة في حيفا (الذي سمي فيما بعد أيضا بالنادي الغازي نسبة إلى الملك غازي)
وكان أول ناد للملاكمة في فلسطين على حد تعبير مؤسسيه ، وقد تأسس بقيادة الملاكم أديب بك كمال (أو أديب التركي
كما كان يطلق عليه) وكان يعتبر بطلا لسوريا والعراق وفلسطين التقى فيما بعد مع
العديد من الملاكمين في سوريا ولبنان ومصر. [2]
في كانون ثاني 1937 سافر النادي
الرياضي الإسلامي في حيفا إلى
دمشق وأقام مباراة مع نادي بردى هناك وفاز الأخير بنتيجة ثلاث إصابات إلى واحدة ،
وفي شهر حزيران 1937 سافر نادي شباب العرب إلى دمشق وتبارى مع نادي بردى هناك
وكانت النتيجة التعادل إصابة لكل منهما ، وفي أيلول التقى بطل فلسطين أديب الدسوقي وبطل سوريا ولبنان مصطفى
الارناؤوط على مسرح مدرسة الفرير في يافا حضرها رئيس بلدية يافا ، وفي المصارعة
ظهر في آب 1937 في صحيفة (الدفاع) خبر من بطل سوريا شفيق البغدادي عن تحديه لأي
ملاكم له الرغبة في مواجهته واستجاب له الملاكم الفلسطيني المعروف محمد أحمد
العوضي على مواجهته وقبول التحدي.
في أبريل 1938 التقى
نادي شباب العرب (الحيفاوي) في مباراة ودية مع النادي الرياضي الحلبي في حيفا. وفي
المصارعة أقيمت في 10 كانون ثاني 1942 حفلة مصارعة في مدينة الرملة خصص ريعها
للترفيه عن المتطوعين العرب (في الحرب العالمية الثانية) تبارى بها من وزن الريشة
السيدان عبد الرحمن العابودي ومحمد الحافظ ، ثم تبارى السيدان مصطفى الحلواني بطل
سوريا ولبنان في المصارعة الحرة ، مع السيد محمد أبو هدلا من سكان الرملة في
مصارعة عربية حرة ففاز السيد أبو هدلا على منافسه. [3]
في تشرين الثاني 1942 حضر فريق أسود حلب إلى فلسطين ليتبارى في مدينة القدس
مع فريق جمعية الشبان المسيحية حيث كانت النتيجة إصابة واحدة إلى أربعة لصالح
الجمعية. في نيسان 1943 حضر فريق النادي الأهلي في دمشق إلى فلسطين وتبارى مع
جمعية الشبان المسيحية في القدس وكانت النتيجة اثنين إلى صفر لصالح الجمعية.
في أيار عام 1944 جاء في صحيفة (فلسطين) " يشاهد الجمهور الدمشقي اكبر مهرجان رياضي
سوري فلسطيني عربي إذ يتبارى النادي الإسلامي بحيفا ضد أهلي دمشق تحت رعاية وزير
المعارف ، نادي الاتحاد الرياضي تحت رعاية دولة وزير الخارجية ، نادي الهومنتمن
الأرمني تحت رعاية وزير الخارجية". في نيسان 1944 سافر النادي الأرثوذكسي
اليافي إلى سوريا والتقى مع الأندية هناك.
لقد كان القياديون السوريون على علم بطبيعة
الصراع السياسي في فلسطين بشكل عام والرياضي بشكل خاص. ومن الجدير تذكير القارئ أن
هذا الصراع بدأ في فلسطين عندما أراد الصهاينة الدخول في الاتحادات الدولية منذ
أواسط العشرينيات ولكن الاتحادات الدولية بدورها رفضت دخولهم واشترطت عليهم أن يكونوا
ضمن منظمة تشمل العرب. هذا ما دفعهم إلى تأسيس (جمعية فلسطين لكرة القدم) التي
كانت تضم يهودا وعربا وبريطانيين ،
وبعد أن دخلت هذه الجمعية في الاتحاد الدولي في حزيران 1929 بدأ اليهود الكشف عن
نواياهم بأن حاولوا عزل العرب والتفرد بهذه الجمعية من أجل تحقيق أهدافهم في تمثيل
فلسطين على الساحة المحلية والدولية مما أدى إلى خروج العرب من هذه الجمعية وتأسيسهم
للاتحاد الرياضي الفلسطيني في نيسان عام 1931، عمل هذا الاتحاد بجهد ونجاح ولكنه
توقف عن العمل بسبب اندلاع ثورة 1936 المجيدة ، ثم عاود نشاطه حتى عام 1939 واندثر
فيما بعد تاركا الأندية الرياضية تعمل دون مظلة إدارية منظمة ، هذا ما أدى إلى
دخول العديد من الأندية في عضوية الاتحاد الرياضي اليهودي.
طرأ تحول كبير في
العلاقات الرياضية بين البلدين خاصة بعد إعادة تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني في
أيلول عام 1944 لثلاثة أسباب أولاً: أن الاتحاد الفلسطيني حال إعادة تأسيسه أرسل
تعميمات لكل الاتحادات العربية يبلغها بوجود اتحاد عربي مستقل في فلسطين ، ويسعى لأن يوطد علاقاته معها. ثانياً: كان الاتحاد السوري يدرك تماما طبيعة الصراع
القائم في فلسطين في المجال الرياضي بين الأندية العربية في فلسطين وما سمي ب (جمعية
فلسطين لكرة القدم) أو (الاتحاد الرياضي الفلسطيني اليهودي). ثالثا: التهديدات
التي كانت تعصف بفلسطين كانت تحتم على كلا الشعبين تسخير مزيد من الطاقات من أجل
التعاون في جميع المجالات بما فيها الرياضية.
على الصعيد الكروي فوراً وبعد إعادة تأسيس
الاتحاد وفي تشرين الثاني 1944 حضر إلى فلسطين فريق حلب السوري الرياضي ليتبارى مع
فريق النادي القومي (الإسلامي سابقاً) في يافا وجمعية الشبان المسيحية في القدس
ونادي إسلامي حيفا ، وبهذا الخصوص كتبت صحيفة (فلسطين) "افتتح الاتحاد
الرياضي العربي الفلسطيني أمس أولى مبارياته لهذا الموسم في كرة القدم في مدينة يافا
بمباراة شائقة بين فريق منتخب مدينة حلب وفريق النادي الرياضي الإسلامي بيافا على
ملعب البصة وقد حضرها فريق كبير من الشخصيات والشباب الرياضي والجمهور وزاد عدد
الجميع عن الخمسة آلاف متفرج ملأوا جوانب الملعب وقد ابتدأت المباراة في الساعة الثالثة والنصف
بعد الظهر وافتتحها السيد على المستقيم وقدم لرئيس فريق حلب باقة زهور وقام بحكم
المباراة السيد اسبيرو اقديس وقد جرى اللعب بحماسة كبيرة ومهارة فائقة من الفريقين
وانتهى القسم الأول من المباراة بعد أن كان فريق النادي الرياضي الإسلامي قد سجل
ثلاث إصابات...... وبعد ذلك انتقل فريق حلب في الساعة السادسة والنصف إلى نادي
الشبيبة الإسلامية بيافا تلبية لدعوته ، فاستقبل استقبالا حافلا من الشبيبة وحضر
الحفلة بعض أعضاء فريق النادي الرياضي وقدمت للجميع أكواب من الشاي والحلويات
والفواكه وتبودلت الأحاديث عما يكنه الفلسطينيون لأشقائهم السوريين من عواطف الود
ثم تبودلت بضعة كلمات بهذا المعنى ".[4]
وفي حيفا
قدم قنصل سوريا ثابت العريس كأسا للفريق الفائز في المباراة التي أقيمت في 18 أيار
1945 بين نادي بردى الدمشقي – بطل دمشق – والنادي الرياضي الإسلامي بحيفا على ملعب
إسلامي حيفا.[5] وفي تموز 1945 حضر
إلى فلسطين نادي دمشق ليلتقي مع الأندية العربية في القدس ويافا وحيفا في كرة
القدم والسلة. في تشرين الثاني 1946 حضر إلى فلسطين لمنازلة أبطال المصارعة
الرومانية البطل السوري شفيق البغدادي في الوزن الثقيل وقد رد على تحديه السيد
مصطفى الهباب من النادي الرياضي الإسلامي في يافا.
حضر إلى فلسطين في تشرين أول 1947 فريق النادي
العربي في حلب وتبارى مع نادي إسلامي يافا حيث كانت النتيجة التعادل إصابة واحدة
لكل منهما ، ولعب الفريق الضيف أيضا مع نادي إسلامي حيفا وتغلب عليه بثلاث إصابات
إلى اثنين
،
وفاز أيضا على فريق سكة حديد فلسطين اثنين إلى واحد واستطاع أيضا أن يتعادل مع
نادي شباب العرب في حيفا بإصابة لكل منهما. وفي تشرين ثاني 1947 التقى النادي
الرياضي الإسلامي في يافا مع فريق بردي بطل دمشق فتغلب عليه بثلاث إصابات مقابل إصابتين وقد حكم
المباراة بدقة متناهية حكم الاتحاد الفلسطيني المعروف السيد إبراهيم سليم نسيبة.[6] أيضا والتقى الفريق الضيف
مع فريق النادي الرياضي الإسلامي في حيفا. وكما تدل الوثائق أن هاتين المباريتين
مع نادي بردى الدمشقي كانت آخر اللقاءات الكروية مع الفرق العربية حيث فيما بدأت
أحداث النكبة والتصادم المسلح مع العصابات الصهيونية.
أخذت اللقاءات بين
فلسطين سوريا وفلسطين تزداد حجما لتصل إلى مستوى منتخبات وطنية، ولولا هذه النكبة
التي ابتلي بها شعبنا الفلسطيني لرأينا الكثير منها قد تحقق ، ففي تشرين الثاني جاء
في صحيفة (فلسطين) كانون الأول 1947 تحت عنوان (مباراة دولية بين فلسطين وسوريا ولبنان) "كان اجتماع اللجنة المركزية للاتحاد الذي
عقدته صباح يوم الأحد الماضي في يافا من أهم اجتماعات اللجنة ،
فقد أقرت مبدئيا إقامة مباراة في كرة القدم بين منتخب فلسطين ومنتخب سوريا بناء
على طلب مديرية الشرطة في دمشق وستقام هذه المباراة الدولية في عاصمة سوريا بعد
ظهر يوم الجمعة 12 كانون الأول (1947) المقبل ،
وقررت الطلب من الاتحاد اللبناني تنظيم مباراة بين منتخب فلسطين ومنتخب لبنان بعد
ظهر يوم الأحد 14 القادم في بيروت ، أما المباراة الأولى فستكون برعاية فخامة
السيد شكري القوتلي رئيس الجمهورية السورية ، وسيقدم فخامته كأسا كريمة للفريق
الفائز ، وسيرصد ريعها – أي ريع المباراة – لقضية فلسطين العزيزة على كل عربي"
. ولم يستطع الرياضيون الفلسطينيون من القيام بهذه المباريات بسبب أحداث النكبة
لتتحول مواجهاتهم الكروية إلى مواجهات مع المغتصب الصهيوني وتضيع أحلامهم وثمرة
جهودهم في بناء الاتحاد الرياضي الفلسطيني الذي أثبت مقدرته على التنظيم وجمع شمل
كافة الأندية العربية في فلسطين تحت لوائه.
وعلى
صعيد الملاكمة والمصارعة جاء في صحيفة (فلسطين) في 21 تشرين أول 1947هذا الخبر
" يزور فلسطين في عيد الأضحى المبارك فريق نادي سوريا الرياضي للملاكمة
والمصارعة وسيقوم هذا الفريق بمباراة فريق معهد التربية البدنية بيافا عضو الاتحاد
الرياضي الفلسطيني. وفي خبر آخر تحت عنوان مصارع سوري يتحدى جاء في صحيفة (فلسطين)
"قدم إلى يافا بطل سوريا في المصارعة الرومانية لوزن الثقيل السيد شفيق
البغدادي وأبدى استعداده لمنازلة أبطال فلسطين وإحضار فريقه من سوريا لهذه الغاية
وهو يرجو من اتحاد المصارعة اعتماد الأبطال الذين يمكنهم منازلته ومنازلة فريقه".[7]
لم تقتصر العلاقات على اللقاءات
الكروية فحسب بل شملت أيضا الدعم المعنوي والمادي الذي كان يعتبر برهاناً على
المواقف الوطنية للطرفين ، ففي تشرين
الثاني عام 1937 أقامت جمعية العمال العربية في حيفا حفلة ملاكمة ومصارعة ورفع أثقال تبارى بها أعضاء
من هذه الجمعية والنادي الرياضي الإسلامي ونادي شباب العرب والنادي الأرثوذكسي
ونادي العروبة. ولقد خصص ريع التذاكر التي تباع في هذه الحفلة لإعانة منكوبي
الفيضان في سوريا. [8]
أيضا وعندما احتل الفرنسيون دار
البرلمان السوري وحاولوا عرقلة الحياة الدستورية بالحديد والنار في التاسع
والعشرين من شهر أيار عام 1945 دعت اللجنة
المركزية للاتحاد الرياضي الفلسطيني الأندية الرياضية والرياضيين إلى مشاطرة
الاتحاد السوري لكرة القدم والسوريين آلامهم في النكبات التي أصيب بها السكان في
سوريا بإرسال مبلغا من المال إلى الاتحاد السوري لتصرف على منكوبي الاضطرابات .
وقد لبت العديد من الأندية هذا النداء ، حيث أقامت عدة مباريات ورصدت ريعها لهذا
الغرض. تلقى أمين صندوق الاتحاد الرياضي الفلسطيني مبلغ ثلاثة جنيهات من النادي
الرياضي بطولكرم وأربعة جنيهات من النادي الرياضي بالسافرية تبرعا لمنكوبي سوريا
ولبنان .[9]
أيضا، وتلبية لتعميم اللجنة المركزية للاتحاد أرسلت الأندية الآتية تبرعاتها
لمنكوبي سوريا ولبنان إلى أمين صندوق الاتحاد الرياضي الفلسطيني وهي: اللجنة
الرياضية للنادي الإسلامي بيافا 5 جنيهات، اللجنة الرياضية للنادي الأرثوذكسي
بيافا 5 جنيهات، النادي الأهلي بيافا جنيه.[10]
في آذار
1945 زار
فلسطين السيد فوزي التلو
، مدير الألعاب الرياضية في محافظة مدينة دمشق، وذلك بقصد التعارف إلى القائمين
بأمر الحركة الرياضية العربية في فلسطين وبحث ترتيب اتحاد رياضي عربي شرقي.[11] تبنى الاتحاد السوري هذا العمل المشترك وكتب إلى
بقية البلدان العربية للاستئناس بآراء القائمين على الرياضة لعقد المؤتمر المقبل. أيضا، ودعماً للمواقف الوطنية والقومية تلقى
سكرتير لجنة الاتحاد الرياضي الفلسطيني كتابا من سكرتير اللجنة المركزية للاتحاد
الرياضي السوري لكرة القدم جاء فيه أن الاتحاد السوري قرر في مؤتمر عقد في سوريا
اعتبار الاتحاد الرياضي الفلسطيني داخلاً ضمن نطاق الاتحاد السوري ليكون للاتحاد
الفلسطيني طابع أولي خاص وأن اللجنة المركزية للاتحاد السوري ساعية لعقد مؤتمر
رياضي عربي من اتحادات الأقطار العربية الشقيقة.[12]
وقد كانت هذه المبادرة من الجانب السوري رمزاً للتعاضد القومي بين فلسطين وسوريا،
ودعما حقيقيا من جانب سوريا لقضية فلسطين ، وكان الهدف أيضاً من وراء ذلك دفع قضية
الاتحاد الرياضي الفلسطيني العربي ليستطيع الوقوف أمام نظيره اليهودي من أجل تمثيل
فلسطين على الصعيد الدولي. وردا على ذلك ففي احد الاجتماعات التي عقدتها
اللجنة المركزية للاتحاد الرياضي الفلسطيني، في النادي الرياضي الإسلامي بيافا
اتخذت القرار التالي: تقدير العطف الذي يبديه الاتحاد السوري نحو سوريا الجنوبية
العربية (فلسطين) ، لذا يترك بحث ضم الاتحاد الفلسطيني إلى الاتحاد السوري إلى أن
يتم عقد المؤتمر الرياضي العربي الذي يعمل الاتحاد السوري لعقده.[13]
بالطبع ، وقف الاتحاد الرياضي السوري بجانب الاتحاد الرياضي الفلسطيني في
محاولة الثاني الدخول في عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم (بعد أن كان قد قطع
علاقته بشكل تام مع جمعية فلسطين لكرة القدم)، ولكن كل المساعي باءت بالفشل بسبب
التحيز الواضح من قبل الاتحاد الدولي تجاه (جمعية فلسطين لكرة القدم) التي كان
يتزعمها الجانب الصهيوني.
في آذار 1945 طلب الاتحاد الرياضي السوري من الاتحاد الرياضي الفلسطيني عدم
إقامة أية مباراة مع فريق نادي بردى الدمشقي
وتعميم ذلك على الأندية المشتركة في الاتحاد وقد لبى الاتحاد
الفلسطيني هذا الطلب حيث عمم من خلال
صحيفة (فلسطين) ، ولم تذكر مزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع ، ولكن من المحتمل أن
هذا النادي كان قد خالف قواعد الاتحاد.[14]
سوريا في الصحافة الرياضية الفلسطينية
نشرت صحيفة (الدفاع) في فلسطين هذا الخبر عن التطور الرياضي الذي شهدته
سوريا في ظل الحكومة الوطنية "يزور فلسطين السيد فوزي التلو، مدير الألعاب
الرياضية في محافظة مدينة دمشق ، وذلك بقصد التعارف إلى القائمين بأمر الحركة
الرياضية العربية في فلسطين ، وقد ذكر السيد فوزي التلو أن محافظة دمشق شيدت في
هذه السنة أربعة ملاعب إضافية لكرة القدم ومثلها لكرة السلة والكرة الطائرة
وثمانية ملاعب للتنس تحت اسم "الملعب البلدي" وقد جعلت إدارة هذه
الملاعب تحت إشراف المحافظة. وقد نشطت الحركة الرياضية بسوريا بفضل تشجيع
الحكومة الوطنية فقد وافق المجلس النيابي السوري على تخصيص مائة ألف ليرة سورية
وضعت تحت تصرف وزارة المعارف فأنشأت مديرية خاصة بالتربية البدنية لها ثلاث فروع
إحداها للرياضة والثاني للكشافة والثالث للفتوة ولكل قسم من هذه الأقسام إدارة
خاصة ومكتب خاص به ، ويعمل السيد فوزي الآن على جمع المعلومات والآراء الخاصة
بتشكيل اتحاد رياضي عربي مركزي لتقريب وجهات النظر وتوحيد الأنظمة والقوانين
والعمل ضمن نظام واحد.[15]
سوريا ومنظمة المكابي
عملت منظمة (المكابي) الصهيونية في فلسطين على توطيد صلاتها مع (مكابي)
سوريا وكانت هذه المنظمة تقوم بزيارات إلى
فلسطين ، كما شارك مكابي سوريا في مكابياد 1932 . شاركت سوريا في مكابياد 1932
ولكن لم تشارك في 1935.[16]
وتتبجح المصادر الإسرائيلية اليوم بأنه وبرغم التحذير من قبل الصحافة العربية ضد
هذا المهرجان إلا أن سوريا ومصر قررتا المشاركة في المهرجان الأول عام 1932
(بالإضافة إلى اثني عشر دولة) بوفد بلغ
تعداده تسعة وستين رياضيا من كلا البلدين.[17]
ولم تكن سوريا ومصر على علم بالنوايا الصهيونية في إقامة هذا المهرجان الذي كان
يسعى من خلاله اليهود إلى تهميش الفلسطينيين وإظهار فلسطين بأنها
"يهودية" ، بالإضافة إلى لم شمل اليهود من جميع أنحاء العالم في فلسطين،
وإلى تسريع الهجرة من خلال إبقاء أكبر عدد من الضيوف والزائرين في فلسطين بعد
انتهاء هذا المهرجان ، أما في المهرجان الثاني 1935
الذي شاركت به وفود من سبعة وعشرين دولة فقد امتنعت كلا البلدين عن المشاركة
استجابة للمقاطعة التي دعت إليها القوى الوطنية في كل من ومصر وسوريا وشرح الصحافة
العربية لطبيعة وأهداف هذا المهرجان.[18]
[1] لمعرفة
المزيد عن تاريخ الحركة الرياضية في فلسطين منذ بداية القرن العشرين وحتى عام
النكبة، انظر: مؤسسة فلسطين للثقافة،
بحث: عصام الخالدي.
[2] من المرجح أن
يكون من إحدى مدن من سوريا، مع أن التكهن صعب دون التمحيص من خلال دراسة تاريخية
مفصلة.
[16] مهرجان رياضي على نمط الألعاب الاولمبية ابتدعته
الصهيونية من خلال منظمة (المكابي) وبدأت التخطيط له منذ أواسط العشرينيات، أقيم
في فلسطين في تل أبيب في العامين 1932 و 1935.
انظر أيضا
الموقع: www.jewishsports.net/the_maccabiah_games.htm
No comments:
Post a Comment