History of Palestine Sports: يعقوب الانصاري

التقيته في مدينة رام لله في شهر كانون الأول عام 1912 وتبادلنا الأحاديث عن تاريخ الرياضة في فلسطين ، وقد أهدى لي كتابه (رابطة الأندية الرياضية كيف؟ ، أين؟ ، متى تأسست؟) وتحدثنا أيضا عن كتابه الذي كان في طور الإنجاز والذي كان قد قضى حوالي الثلاث عقود في إعداده ، واتفقنا أن يرسل لي نسخة من هذه الكتاب في حال اتمامه. ولكني فوجئت في شهر أيار 2013 أنه قد انتقل إلى رحمته تعالى ، وما كان مني فيما بعد إلا أن اتصلت بأحد أقاربه لأتساءل عن مستقبل الكتاب الموعود وشاء القدر أن هذا القريب كان معنيا جدا بإنهاء هذا الكتاب وبنشره خاصة مع مؤسسة الدراسات المقدسية في رام لله (التابعة لمؤسسة الدراسات الفلسطينية) . وانشاء الله أن يرى هذا الكتاب النور في المستقبل القريب . وقد قام المرحوم الأنصاري بجمع معلومات ووثائق وصور لهذا الكتاب أغناه بتجربته الشخصية مما سيجعله من الكتب الوافية عن الرياضة الفلسطينية وتاريخها وله الشكر والتقدير على ذلك .

ولد يعقوب الانصاري في عام 1938 في مدينة القدس. بدأ حياته الرياضية لاعبا في نادي الموظفين في القدس (تأسس في عام 1957) . لعب بجانب محمود بشير والشقيقان عادل وتيسير جحازي ، محمود القطان والأشقاء فايز وفاروق وفريد عبد العال وغيرهم. استمر في نادي الموظفين حتى عام 1967. كان من أبرز نجوم الفريق الذين لعبوا أمام فريق جيش التحرير الجزائري في خمسينيات القرن الماضي .كما شغل الراحل الانصاري عضوية رابطة الاندية في الضفة الغربية، وأشرف على تدريب عدة فرق مقدسية أبرزها نادي سلوان. وأشرف الانصاري على تدريب فرق الموظفين وسلوان وابو ديس ووادي قدوم، وعمل أمينا لسر نادي الموظفين لفترات متقطعة جاوزت 18 عاما، ومدرسا للتربية الرياضية في عدد من مدارس القدس وقضاها ، وأيضا كان من حكام الكرة المعروفين، وأحد مؤسسي اللجنة التحضيرية لرابطة الأندية الفلسطينية.[1]

يشير الأستاذ يعقوب الأنصاري في كتابه (رابطة الأندية الرياضية كيف !؟ أين !؟ متى تأسست؟! ) أنه "بتاريخ 25/9/1975 ونتيجة لما تقدم التقينا نحن الحكام محمد المحضر ، يعقوب الأنصاري ، أحمد الناجي، جورج قسيس ، عودة بشارة، محمد عبد الباري ، محمد السمهوري ، مع الزميل نادي خوري في محلة (بيت الرياضة) حيث استعرضنا أمور التحكيم وما يجابهه الحكام من مشاكل ، وعدم وجود تنظيم لهم، مما دفع بنا نحن الحكام إلى ضرورة تشكيل رابطة للحكام ، وكان لنا ما أردنا ، حيث تم تشكيل رابطة الحكام في هذا الاجتماع." ثم يضيف الانصاري إلى أنه "وفي مقر النادي الأرثوذكسي في بيت جالا، وبعد المباراة الودية بكرة القدم بين فريق الموظفين بالقدس وفريق أرثوذكسي بيت جالا بتاريخ 7/10/ 1975 التقينا نحن الزملاء الحكام نادي خوري ، محمد المحضر، يعقوب الأنصاري ، جورج قسيس ، أمين زيت، استلو أبو اسليمة ، ناجي موسى ، عودة بشارة ، عمر موسى والإداريان إبراهيم الحسيني من نادي الموظفين وجوزيف المصو من ارثوذكسي بيت جالا لمناقشة أمور التحكيم ومشاكله، كما تطرقنا خلال هذا اللقاء إلى أوضاع الحركة الرياضي في الضفة بشكل عام ، وضرورة تشكيل تنظيم رياضي، نتيجة لما وصلت إليه العلاقات الرياضية بين الأندية من التردي والخلافات ، والحزازات......... بعد ذلك قام السيد جورج قسيس بإرسال كتب الدعوة إلى الأندية والحكام وفي 22/10/1975 تم عقد اجتماع في مقر النادي الأرثوذكسي العربي بيت جالا. أما النوادي التي وجهت إليها الدعوة فكانت: نادي الموظفين ، نادي سلوان القدس ، جمعية الشبان المسيحية، مجموعة البيرة الأولى ، نادي شباب الخليل ، النادي الثقافي في بيت ساحور ، النادي الأرثوذكسي العربي في بيت ساحور ، النادي الأرثوذكسي العربي في بيت جالا. أما الحكام فكانوا: نادي خوري ، محمد المحضر، إسماعيل أبو رجب ، أحمد الناجي، استيلوا أبو سليمة، ناجي موسى ، عودة بشارة ، يعقوب الأنصاري ، جورج قسيس."^{^[2]}

وفي الاجتماع الثاني الذي عقد في تاريخ 30/11/ 1975 تمت الموافقة بالإجماع على تشكيل رابطة تعمل على تنظيم الحركة الرياضية في الأندية (تسمى رابطة الأندية الرياضية). وتشكلت الرابطة على النحو التالي: يعقوب الانصاري ممثلا لأندية القدس ، جورج قسيس ممثلا لأندية بيت لحم وبيت ساحور وبيت جالا ، ماجد أسعد ممثلا لأندية البيرة ورام الله ، رجب شاهين ممثلا لأندية الخليل ، خليل الحسيني ممثلا لأندية اريحا. ثم انتخب جورج قسيس سكرتيرا للرابطة.

ليس عجبا أن يطلق الكثيرون على فترة السبعينيات والثمانينيات "رياضة الزمن الجميل" ليس فقط لأنها كانت فترة جميلة ، بل أيضا لأنها كانت تتميز بحسن التنظيم والأنضباط والتفاني والعطاء من قبل هؤلاء القياديين الذين بذلوا جهدهم ووقتهم من أجل تقدم الحركة الرياضية الفلسطينية في الضفة وفي غزة. ولا بد من القول أن هذا التقدم الذي انجز في تلك الفترة كان ثمرة جهود عدد من الرجال المعطائين الأبطال ، الذين كان بينهم المرحوم يعقوب الأنصاري. ولا يسعنا إلا أن نقدم امتناننا العميق له ولكل رواد الحركة الرياضية في فلسطين والشتات منذ بداية القرن الماضي وحتى يومنا هذا