Saturday, November 1, 2014
الدكتور حقي مازين ..... مدربا وحكما للملاكمة في فترة الانتداب
ليس بوسع أي مؤرخ في الملاكمة في فلسطين الانتدابية أن يتحدث بإسهاب عن الملاكمة في
فلسطين في فترة الانتداب دون ذكر اسم الدكتور
حقي مازين ، وهو طبيب اسنان من اصل تركي ، مارس الملاكمة أثناء وجوده في أوروبا على يد المدرب المشهور (ليتي) مع بطل الملاكمة
الفرنسي المشهور جورج كارتيه.[i]
بدأت فلسطين تشهد تطورا ملحوظا في الملاكمة في
العشرينيات وبداية الثلاثينيات ، فقد أخذ هذا النوع من الرياضة يدخل ضمن نشاط
العديد من الأندية مثل الأندية الأرثوذكسي والنادي الرياضي الإسلامي في يافا ونادي
الكرمل في حيفا وغيرها، والأكثر من ذلك أنه تأسس أيلول عام 1933 نادي الملاكمة
والرياضة في حيفا (الذي سمي فيما بعد أيضا بالنادي الغازي نسبة إلى الملك غازي)
وكان أول نادٍ للملاكمة في فلسطين على حد تعبير مؤسسيه ، وقد تأسس هذا النادي
بقيادة الملاكم أديب كمال (والذي كان
يعتبر بطلا لسوريا ولبنان وفلسطين والذي فيما بعد التقى مع العديد من الملاكمين في
سوريا ولبنان). ولا نبالغ بالقول أن الملاكمة كانت على مستوى يضاهي كرة القدم في بعض الاحيان.
في كانون الأول 1936 قررت اللجنة الرياضية في النادي الرياضي
الإسلامي بيافا تعيين الدكتور حقي مازين مشرفا على جميع الألعاب ومدرباً رسمياً
للنادي يختص بفرع الملاكمة ويساعده في فرع حمل الأثقال السيد رامز هاشم وفي فرع
المصارعة السيد عبد اللطيف السكسك. في منتصف الثلاثينات ظهر الملاكم
أديب الدسوقي كرياضي بارع وبدأ يتدرب على يد الدكتور حقي مازين في النادي الرياضي
الإسلامي . ومن خلال صداقته مع الدكتور حقي مازين استطاع كلاهما تأسيس المعهد
الاولمبي ، حيث عملا مع الملاكمين الآخرين بثبات وإصرار على رفع مستوى الرياضة العربية لكي تصل إلى مثيلاتها
اليهودية والبريطانية وربما أفضل . وقام مازين والدسوقي بتدريب العشرات من
الملاكمين الذي برزوا فيما بعد على ساحة الملاكمة الفلسطينية . وبمبادرة من
الدكتور حقي مازين رئيس المعهد الأولمبي بيافا أقام هذه النادي عشرات المباريات مع
الاندية العربية واليهودية في فلسطين ومن هذه المباريات مباراة خصصت ريعها لمصلحة
الصليب الأحمر البريطاني (أثناء الحرب العالمية الثانية) أقيمت تحت رعاية رئيس
بلدية يافا عبد الرؤوف البيطار في آذار 1941 والتي اشترك بها 24 ملاكما عربيا
وبريطانيا ويهوديا حيث تغلب الدسوقي على بطل "المكابي" وبطل بولندا
اليهودي. وبالإضافة إلى كونه مدربا فقد قام مازين بتحكيم العشرات من المباريات . وكان يشارك أيضا ضمن الحكام في الحفلات السنوية
المدرسية التي كانت تقام على ملعب البصة في يافا.
بعد إعادة تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني العربي في أيلول عام 1944 (تأسس
عام 1931) تأسست لجنة فرعية للملاكمة تابعة له تضم أيضا المصارعة ورفع الأثقال.
وفيما بعد انفصلت لتكون لجنة قائمة بذاتها. هذا بالإضافة إلى أن الملاكمين
المحترفين كان لهم اتحاد خاص بهم. استمر الدكتور مازين بالعطاء حتى نهاية 1947. ويذكر خير الدين أبو الجبين أن حقي مازين صاهر
رئيس بلدية يافا عمر البيطار ، وبعد عام 1948 هاجر إلى تركيا ليصبح مدربا للمنتخب
التركي للملاكمة.[ii]
Subscribe to:
Post Comments (Atom)
No comments:
Post a Comment