عصام الخالدي
تأسس
نادي شباب العرب في حيفا في 30 أيلول 1934 ، وكان من اقوى الفرق الكروية في فلسطين حيث شهدت
له ملاعب فلسطين منذ عام 1942 وحتى نهاية عام 1947 العديد من الانتصارات تمثلت
خلال مشاركته بكأس فلسطين الذي كان ينظمه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، هذا بالإضافة
إلى حصوله على بطولة فلسطين بين الأندية العربية لعامي 1945 و 1947 ، وكان هذا
الفريق يحمل لقب فريق السبعة لاحتوائه على سبعة لاعبين تفوقوا في مهاراتهم وأدائهم
وحققوا الفوز تلو الفوز على منافسيهم. ومن الجدير بالذكر أنه كان لمؤتمر الشباب دورا هاما في تأسيس هذا النادي الذي ترأسه سعيد حاويلة. وجاء في صحيفة الدفاع بهذا الصدد "يذكر القراء أنه كان في حيفا
نادٍ يعرف بالنادي الساليسي (الساليزيان) وكان يضم نخبة مختارة من شباب حيفا
المثقفين الناهضين. وقد حدث في الحفلة التي أقامها النادي يوم تسليمه الدرع (المقدم
من مؤتمر الشباب – الكاتب) ما أدى إلى مس الكرامة القومية فغضب الشباب لقوميتهم
وانفصلوا عن الساليزيان وأسسوا ناديا عربيا سموه نادي الشباب العرب وقد قوبل هذا
النادي في حيفا وفي الأوساط الوطنية
بالارتياح . وقد طلب النادي المذكور أن يكون تحت رعاية لجنة مؤتمر الشباب فقبلت
ذلك لرغبتها في تعاون الشباب وإيجاد رابطة بينهم." [1] وأوردت هذه الصحيفة أيضا تفاصيل الافتتاح والحفل الذي أقامه هذا
النادي وحضرته قيادة مؤتمر الشباب برئاسة يعقوب الغصين .[2] ومن المعلوم أن النادي الساليسي كان تابعا لمدارس
السالزيان التي تأسست من قبل الآباء السالزيان وهي رهبنة كاثوليكية أسسها القديس
يوحنا بوسكو في مدينة تورينو في أيطاليا عام 1840.[3]
في
نهاية الثلاثينيات توقف الاتحاد الرياضي الفلسطيني (الذي تأسس في عام 1931 كرد على
محاولات الهيمنة الصهيونية على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي تأسس عام 1928)
عن النشاط بسبب احداث ثورة 1936 مما أدى إلى ضعف الحركة الرياضية في تلك الفترة
وبالتالي قامت بعض الأندية بالانضمام إلى الاتحاد الفلسطين لكرة القدم وبالمشاركة
في بطولة فلسطين في اتحاد حيفا (Haifa League) التي كان يقيمها هذا الاتحاد . وصنف
نادي شباب العرب بالدرجة الأولى حسب تصنيف هذا الاتحاد. وكان يشارك في هذه البطولة
ايضا من منطقة حيفا نادي الترسانة والنادي الرياضي الإسلامي في حيفا ، أما النادي
الرياضي القومي (الإسلامي سابقا) في يافا فكان يشارك في اتحاد ضمن أندية يافا.
وكما تشير الوثائق خاصة Palestine Post الصهيونية التي نشرت الكثير من الأخبار عن هذا النادي أنه وصل إلى درجة أن يتغلب في كثير من
المباريات على الأندية اليهودية وعلى فرق الانتداب البريطاني في فلسطين وذلك رغم تجاهل هذه الصحيفة للرياضة والأندية العربية منذ تأسيسها (في عام 1925) وحتى بداية الأربعينيات ، فقد اضطرت هذه الصحيفة بفضل إثبات دور هذا الفريق على الساحة الكروية أن تنشر وقائع المباريات كما هي ودون تحيز. ويعود الفضل في نجاحات هذا الفريق إلى لاعبيه المتميزين وعلى رأسهم اللاعب جبرا الزرقا الذي كان الدينامو المحرك
لهذا الفريق وكان يلعب كساعد هجوم أيمن ، ويعتبر الزرقا من اعظم لاعبي كرة القدم
في فلسطين في الأربعينيات. وبعد النكبة انضم إلى فريق الشرطة السوري ولعب معه حتى
الستينيات ليحرز له العديد من البطولات. [4]
وهذا خبر نشرته هذه الصحيفة السابقة الذكر في كانون الثاني 1942 عن احدى مباريات هذا النادي مع نادي المكابي
في حيفا تحت عنوان (عشرة اهداف صافية لشباب العرب ضد
مكابي حيفا):[5]
لقد جمع شباب العرب نقاطهم بسهولة في الاتحاد
الفلسطيني Palestine
League، في منطقة حيفا عندما حصل
على عشرة اهداف بدون أي رد من المكابي. فقد افتتح التهديف اللاعب زاهر في الدقيقة الأولى من المباراة وبعد خمسة عشر
دقيقة اقتحم شباب العرب هدف المكابي ، حيث أضاف الزرقا ودردس ونحاس اربعة اهداف
اخرى لتصبح النتيجة في الشوط الأول خمسة إلى صفر. وفي الشوط الثاني قام المكابي
بإندفاعات غير ناجحة ولكن الشباب استطاع ان يسيطر على المباراة ويحافظ على قصف
مستمر على حصن المكابي حيث زاد من تقدمه بعشرة اهداف إلى صفر قبل نهاية المباراة. [6]
في
عام 1943 بدأت الفرق العربية ومنها شباب العرب الانسحاب من الاتحاد الفلسطيني حيث
بدأت تتشكل اتحادات صغيرة عربية في عدة مناطق ولأنواع رياضية مختلفة. وكانت هذه
الاتحادات الصغيرة بمثابة نواة لإعادة تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني في أيلول
1944. انضم نادي شباب العرب إلى الاتحاد الرياضي الفلسطيني بعد تأسيسه فورا وأصبح
عضوا فعالاً فيه. وفي
بطولة عام 1945 تغلب على فريق النادي الإسلامي في يافا الذي كان يعتبر بطل منطقة
يافا وكانت النتيجة 3- 1 لصالح فريق شباب العرب. والتقى في المباراة النهائية مع
النادي الدجاني بطل منطقة القدس وتغلب عليه بنتيجة 2 - 1 ، ليصبح فريق شباب العرب
بطلا لفلسطين لذاك العام. وفي بطولة العام 1946- 1947 بدأت أولى مباريات بطولة
فلسطين في شهر نيسان 1946 شارك بها ثلاث عشرة فريق وكانت المباراة النهائية في
حيفا في 28 حزيران 1947 فاز فيها شباب العرب على النادي
الإسلامي في يافا بنتيجة خمسة إلى واحد وفاز بالبطولة ونال درع البنك العربي.[7]
كانت
آخر مباراة لشباب العرب في شهر أيلول من العام 1947 مع منتخب مدينة حلب السورية.
فاحتشدت الجماهير من حيفا وعكا وشفا عمرو وقرى القضاء لدعم وتشجيع الفريق
الحيفاوي. وكانت شهرة الفريق الحلبي قد بلغت حدا واسعا أثار القلق الشديد والتوتر
العميق في صفوف الجمهور الحيفاوي ومؤيدي فريق شباب العرب . إلا أن المباراة انتهت
بالتعادل بين الفريقين 1-1 رغم شدة وقسوة المباراة بين الفريقين. وتكون فريق نادي
شباب العرب من رئاسة : سعيد حويلة وحنا بطرس وحبيب الزرقا. وتشكل الفريق عام 1947
من : أسادور وفوزي منصور - حارس مرمى ، نديم شاربين - ظهير أيمن ، دنيس نصراوي
وطوني قسيس - ظهير أيسر ، ثيودور برامكي ، ساعد دفاع أيمن (كان لاعبا في منتخب
فلسطين) ، ميشال مجدلاني وشاهين الزرقا - ساعد دفاع أيسر ، ميشال الطويل - قلب
دفاع (كان لاعبا في منتخب فلسطين) ، بشارة دردس وسليم جدع - جناح أيمن ، جبرا
الزرقا - ساعد هجوم أيمن (كان لاعبا في
منتخب فلسطين) ، فضيل دردس وصبحي الزهر - قلب هجوم ، فانكلي أندريه - مساعد هجوم
أيسر (لاعب في منتخب فلسطين) ، سهيل بيراخ - جناح أيمن . ولعب في هذا الفريق خيرة
لاعبي فلسطين أمثال حبيب الزرقا وأنيس صهيون ومصطفى رفعت وكيفورك كوركيان وغيرهم .
[8] كما لعب في صفوف هذا
الفريق في أوقات سابقة كل من ، سليم السفري ، مصطفى رفعت ، إبراهيم رفعت ،
جورج سلامة ، عثمان الخليل ، محمد عبد الرحمن
، عبد خضراوي.
أقام نادي شباب العرب ملعبه في عام 1944 وكان
في حيفا في تلك الفترة ملاعب وكان آخر ملعب بين الثلاثة الذي تم افتتاحه ، حيث جرت
على أرضه مباراة ودية بين فريق هذا النادي وبين فريق كرة القدم التابع للنادي
الأرثوذكسي في القدس . وانتهت المباراة بفوز شباب العرب 4-1. [9]
الملاحظات والمراجع:
[2] صحيفة الدفاع 25 أيلول 1934. كان النادي الساليسي قد أحرز الفوز الباهر في دورة كرة القدم التي نظمها
مؤتمر الشباب ونال درع مؤتمر الشباب لعام 1933 – 1934. كان السبب
الرئيسي وراء هذا الانفصال هو أن المحامي يعقوب الغصين رئيس مؤتمر الشباب العربي
شارك برعاية مباراة في كرة القدم. وكان أن أحرزها فريق السالزيان ، لكن حين تقدم
الفريق الفائز نحو منصة الاحتفال لتسلم الكأس أشار المسؤول عن الفريق إلى اللاعبين
أن يتقدموا ويصافحوا القنصل الإيطالي أولا ثم يعقوب الغصين ، وما كان إلا أن رفض
معظم الفريق هذا الطلب مما أدى إلى تشكيلهم فريق شباب العرب. أنظر: خالد عجاوي ،
تاريخ الحركة الرياضية الفلسطينية في الشتاب ، الدار الوطنية الجديدة ، دمشق ،
2001.
مؤتمر
الشباب العربي الفلسطيني ، تأسس عام 1931 في مدينة القدس ، عقد مؤتمره الأول عام
1932 والثاني 1935. كان نشيطا في العمل الوطني بين الشباب وداعما للحركات الوطنية
والرياضية والكشفية . أنظر: عيسى السفري ، فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية
(مكتبة يافا الجديدة ، 1937) ص. 194 - 201.
[5] بدأ تأسيس أندية المكابي في
فلسطين في بداية العقد الأول من القرن العشرين وحسب المصادر اليهودية فإن عددها
بلغ في فلسطين حتى الحرب العالمية الأولى
حوالي العشرين ، وفي عام 1925 انتقل مركز منظمة المكابي العالمية إلى فلسطين. ولم
يكن التعاون مع العرب ضمن اهتمامات هذه
المنظمة ، بل انصب اهتمامها نحو الدفاع عن المستوطنات وتربية الشبيبة اليهودية
وشحنها بروح القومية التي كانت تهدف في نهاية المطاف إلى إقامة الوطن القومي في
فلسطين.
[8] جوني منصور ، المدينة الفلسطينية في فترة الانتداب البريطاني
، تطورات وتحولات اجتماعية واقتصادية وثقافية ، "نموذج حيفا"، الرعاة
للدراسات والنشر ، 2009 ، ص. 46 - 47.
No comments:
Post a Comment