عصام الخالدي
الرياضة المائية ليست جديدة على فلسطين ، وبما أن بعض المدن الفلسطينية
تقع على الساحل، فقد تشكلت هناك منذ فترة طويلة ثقافة ومهارة السباحة
والغوص وانتشرت بين الشباب ، وكانت تجري مسابقات بينهم ولكنها لم تكن منتظمة وذات طابع مؤسساتي.
ومع دخول الانجليز إلى فلسطين بدأت الرياضة المائية بالتطور ، وقد كان هناك سباق
سنوي للسباحة يشارك به الانجليز والألمان والعرب واليهود بدأ في العشرينيات. في
آب عام 1926 نشرت صحيفة البالستين بوليتين هذا الخبر "لقد علمنا أن المندوب
السامي سوف لا يكون باستطاعته حضور الرياضات المائية التي ستجري في حيفا في 22 آب
الجاري."[1] وفي آب 1927 شاركت في هذا السباق سبع اندية رياضية في
منافسة السباحة لعامة فلسطين قرب الجسر الألماني: البوليس الفلسطيني – تسع رجال ،
بوليس عكا – 4 ، الجمعية الرياضية الألمانية
- 6 ، الهابوعيل– 7 ، النادي الرياضي العربي – 18 ، المكابي– 20 ، نادي
الكرمل – 6 . وكانت الجائزة الأولى والثانية لسباق الألف متر للنادي الرياضي
العربي ، والجائزة الأولى لسباق 400 متر للجمعية الرياضية الألمانية ، أما الجائزة الثانية
والثالثة فكانت من نصيب النادي الرياضي العربي . وفاز المكابي بالجائزة الأولى لسباق المئة متر ،
والهابوعيل بالجائزة الأولى لسباق المئة متر ظهر. أما بشأن
الكرة المائية فقد تغلبت الجمعية الألمانية على النادي الرياضي العربي بأربعة
اهداف لهدفين. [2]
بدأت
في الوسط العربي في العشرينيات مهرجانات وحفلات رياضية بحرية بمبادرة من النادي الأرثوذكسي في يافا ، ففي احد الاخبار في صحيفة (فلسطين)
اشارت إلى أن فرقة الكشافة التابعة للنادي الأرثوذكسي تقيم في الثغر حفلة سباق
بحرية بعد ظهر الاحد القادم الواقع في 2 أيلول [1928] وسيعلن النادي في العدد
القادم عن بروغرام هذه الحفلة التي ستكون الأولى من نوعها.[3]
واستمر هذا النوع من المهرجانات حتى الاربعينيات فمثلا كان نادي غزة يقيم مهرجانا بحريا سنويا بدأه في عام 1944
على شاطىء البحر وكان يضم السباحة والقفز بالزانة والركض وكان أحيانا يشارك فيه نادي
الشباب العربي في بئر السبع .
تعتبر جمعية الشبان المسيحية في
القدس من أوائل المؤسسات الرياضية التي اعطت اهتماما واضحا بالسباحة فهذه المؤسسة
التي وُضع حجر اساسها عام 1928 وتم تشييد بنائها عام 1933 كانت تحوي على ملاعب وبرك للسباحة . ورد في صحيفة (فلسطين) أنه تجري في الساعة الحادية عشرة من صباح الاحد (اليوم)
مباراة استعراضية في السباحة بين فريق جمعية الشبان المسيحية في القدس وعدد من
ابطال السباحة بيافا على شاطىء مصيف الشباب في العجمي. [4]
كانت جمعية الشبان المسيحية تجري بطولة سنوية في السباحة كانت تعتبر أول بطولة منظمة في فلسطين بدأتها في عام 1937 واستمرت
حتى عام 1947 وكانت تضم سباق 50 متر حرة ،
100 متر حرة ، 200 متر حرة، 100 متر ظهر ، 200 متر صدر ، 4 x 40 تتابع .
كان الاتحاد الأندية في فلسطين أو ما سمي ب (الاتحاد الفلسطيني للرياضيين الهواة) الذي
تأسس عام 1931 (لم يكن العرب اعضاء في هذا الاتحاد) يحاول جذب الفرق العربية من
الدول العربية الشقيقة والتلاقي معها فقد أفادت صحيفة (فلسطين) أنه جرت في حيفا في
تموز 1943 مباريات رياضية دولية في ألعاب الماء بين منتخب النادي المصري للسباحة
في القاهرة وبين الفرق اليهودية في حيفا وتل أبيب وقد فاز المصريون على طول الخط
وسجلوا أرقاما قياسية جديدة في سرعة السباحة وطولها وفي كرة الماء وغيرها بينها
رقم قياس جديد سجله السباح المصري زكي عبد الرحيم إذ قطع 200 متر سباحة حرة في
دقيقتين و25 ثانية ونصف. [5]
كما وذكرت هذه الصحيفة خبر عن سفر فرقة رياضية تضم أمهر السباحين اليهود
إلى بيروت منذ أيام للقيام بمباريات في السباحة مع النوادي اللبنانية وكانت النتيجة أن فاز
نادي لبنان الرياضي على السباحين اليهود فوزا باهرا. وسجل السباح اللبناني عبود
رقما قياسيا في السباحة الحرة . وفاز نادي النجاح الرياضي في اليوم التالي على
السباحين اليهود في كرة الماء. [6]
حاول اتحاد الأندية في فلسطين أن يتفق على إجراء مباريات دولية في السباحة
يشترك فيها منتخبان من سباحي مصر ولبنان وأعلن عن هذه المباريات الدولية التي كان
من المتفق على أن تبدأ في 28 أيلول 1943 في بات غاليم في حيفا لكن السباحين
المصريين واللبنانيين لم يحضروا لأسباب لم تعرف واتفقوا مع بعضهم على أن تجري
المباريات بين مصر ولبنان وحدهما وفي بيروت. أما المنتخب اليهودي الفلسطيني فليس
له أن يشترك معهما . وقد تابع الفريق المصري سفره إلى لبنان والغيت مباريات حيفا
نهائياً. [7]
ولربما يعود السبب في ذلك إلى أن المصريين واللبنانيين بدأوا يدركون هيمنة اليهود
على الحركة الرياضية في فلسطين ومحاولتهم جذب الفرق العربية من خارج فلسطين وتهميش
الأندية والرياضيين العرب في فلسطين.
من المعروف أن اللجنة الأولمبية الفلسطينية تشكلت عام 1934 بمبادرة وجهود
صهيونية من اجل تصوير فلسطين وكأنها "يهودية" والتفرد بالحركة الرياضية
الفلسطينية ، وفي أحد الأخبار التي وردت في صحيفة البالستين بوست ذات التوجهات
الصهيونية ذكرت أنه سيعقد في تل أبيب مؤتمر لأساتذة ومدربي السباحة اليهود يناقش
به مساهمة فلسطين في الألعاب الأولمبية القادمة [لندن 1948].[8]
بعد
النكبة وفي قطاع غزة كان هناك تطوراً رياضيا ملحوظا إلا أن ندرة المصادر للأسف يضطرنا إلى
الإجحاف بحق قطاعنا المجيد . في عام 1968 وبقرار من منظمة التحرير الفلسطينية تم
إنشاء المجلس الأعلى لرعاية الشباب ، وفي عام 1969 اقيمت عدة لجان فرعية في لبنان
والأردن وسوريا والعراق ومصر والكويت والمملكة العربية السعودية وقطر والأمارات.
وبعد عام 1970 تم نقل مقر هذا المجلس من الأردن إلى لبنان وتم تأسيس أندية جديدة
في لبنان وسوريا والعراق عملت على تطور الحركة الرياضية بشكل عام ، وفي المؤتمر
الأول لهذا المجلس تقرر تغيير الاسم إلى "المجلس الأعلى للشباب
والرياضة". ومن الجدير بالذكر أن اتحادات عديدة قد شكلت في فترة السبعينات
والثمانينات بعضها انضم إلى الاتحادات الدولية . في لبنان كان هناك اتحاد للسباحة يضم أحمد
عفيفي - رئيسا ، فوزي الخضري - امينا للسر ، سليم عبد الرزاق صلاح - أمين صندوق ،
عبد لله زعرورة - امين لوازم ، أحمد علي - مسوؤل علاقات ، رؤساء الاتحادات الفرعية
أعضاء (مركزه بيروت). [9]
تأسس الاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضات المائية عام
1993 ، وهو عضو في الاتحاد الدولي للسباحة (الفينا) ، والكونفدرالية الدولية للغوص
(كماس) ، والاتحاد الدولي للإنقاذ ، والاتحاد الآسيوي والعربي للسباحة.[10]
وقد ترأس إبراهيم الطويل هذا الاتحاد لدورتين متتاليتين وقام بتمثيل
فلسطين في اولمبياد اليونان والصين . وضم الاتحاد في صفوفه جميل الهشلمون اول حكم
سباحة فلسطين يشارك في بطولة عالمية. وفي وقتنا الراهن يترأس الاتحاد الفلسطيني
للسباحة والرياضات المائية السيد فواز زلوم . [11]
المراجع:
[2] بالستين بوليتين 15 آب
1927.
[5] فلسطين 19 تموز 1943.
[7] فلسطين 26 أيلول 1943.
[10] أنظر: الاتحاد الفلسطيني للسباحة والرياضات
المائية ، http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=3085
اطفال يسبحون تحت الماء - اجمل فيديو يمكن ان تراه عينك HD
ReplyDeletehttps://www.youtube.com/watch?v=zy3cuw8Kqlk