عصام
الخالدي
لم يتفق علماء التربية البدنية على تعريف واحد
للرياضة فهناك تعاريف عديدة لها ، إلا أنه هناك تعريف واحد متداول بين الباحثين من
مدارس عديدة ، وهو أن الرياضة هي نشاط بدني تنافسي منظم ، موجه على إبراز إمكانيات
الفرد القصوى ومهاراته البدنية المعقدة من أجل تحقيق رغبة ذاتية مرتبطة بالأداء نفسه أو
الحصول على جوائز من خلال المشاركة.
أيضا الرياضة
هي وسيلة مهمة من أجل جوانب تربوية عديدة - صحية ، اخلاقية ، وطنية ، معنوية ،
ذهنية - وهي وسيلة من اجل التربية الجمالية
التي تنعكس في جمال الحركة (روعة الحركة) وتناسق الجسم . ومن المعروف أنه هناك
رياضات عديدة تعمل على تعزيز الجوانب الجمالية لدى الرياضي (جمال الحركة وجمال
الأداء وجمال الجسم)، والتي منها رياضة كمال الأجسام التي تعتمد على بناء جسم
متناسق يتطلب وقتا ومجهودا شاقا ، بالإضافة إلى أنه من خلالها يستطيع الفرد
التعبير عن الذات وإثبات النفس والرجولة. كما تساعد هذه الرياضة على تهذيب صفات
أخلاقية ومعنوية مثل الانضباط والالتزام ، ناهيك عن تأثيراتها الصحية الجمة على
الجسم والعقل.
كما
هو معروف أن معاني الرجولة كانت سابقاً تتمثل في العضلات المفتولة القوية والشوارب
المعقوفة ، وكان هذا دافعا قويا لممارسة رياضات تعمل على تهذيب صفة القوة وتشكيل
جسم "رجولي" ، وكانت رياضة رفع الأثقال هي الأنسب لتحقيق هذا الهدف ، فهي تساعد
في امتلاك صفات وميزات تعتبر نموذجية وملائمة
للرجل مثل القوة والشكل الرجولي ، في الفترة التي كان فيها يتطلب المجتمع من الرجل
أن يكون قوياً بدنياً وذا قوة في الشخصية ، بالإضافة إلى اتخاذ المواقف الرجولية
الخ ، حتى أنه في عشرينيات وثلاثينيات القرن الماضي كانت رياضة رفع الأثقال تدخل
إلى الكثير من البيوت بالإضافة إلى أنها أصبحت تأخذ شكلاً مؤسساتياً منظماً في العديد
من الأندية الرياضية في فلسطين.
ومن المعروف لدى العديد من القراء أنه لم يكن هناك بداية مستقلة لرياضة كمال الأجسام ، فهي ظهرت متداخلة مع رياضة
رفع الأثقال ، حيث كان التركيز ليس على جمال الجسم فحسب ، بل على القوة أيضا . ولا
توجد أي مصادر - بينها صحيفتا فلسطين والدفاع - تشير إلى وجود رياضة كمال
الأجسام بالمعنى المؤسساتي المنظم كما أنه لم يكن للأندية الفلسطينية أي نشاط في
هذا النوع من الرياضة ، أيضا لم يكن للاتحاد الرياضي الفلسطيني (الذي تأسس عام
1931 وأعيد تأسيسه عام 1944) لجنة لهذا النوع من الرياضة . إلا أن بعض المصادر
والصور تشير أنه في الثلاثينيات والأربعينيات من القرن الماضي كان بعض الأفراد
يقومون بمفردهم بتدريبات من اجل بناء أجساد متناسقة. [1]
دوليا لم تظهر رياضة كمال الأجسام بالشكل
الذي هي عليه اليوم إلا في عام 1945 عندما بدأ كلانسي روس بتدريب العضلات المتناسقة
بالإضافة إلى رفع الأثقال . في عام 1946 تم تشكيل الاتحاد الدولي لكمال الأجسام . وقد بدأ ظهور هذا النوع من الرياضة كنشاط منظم - مؤسساتي
ضمن نشاطات الأندية في خمسينيات القرن
الماضي . ومع تأسيس الأندية في فلسطين والشتات وخاصة في لبنان تطور هذا النوع من الرياضة ، فقد
ظهر عدة أبطال في كمال الأجسام منهم البطل الفلسطيني ظريف شبانه الذي
حقق انتصارات على صعيد عالمي، [2]
منها بطولة هرقل عام 1975 ، بطولة
إسبانيا عام 1976 ، المركز الرابع في أوروبا
والعالم عام 1977 في باريس ، المركز الثالث في بطولة العالم عام 1978 في مدريد ، بطولة
العالم "مستر يونيفرس" عام 1979 ، بطولة العالم "مستر وورلد"
عام 1979 في فيرونا – إيطاليا ، بطولة العالم "مستر وورلد" عام 1980 في
باريس ، بطولة العالم "مستر انترناشيونال" عام 1981 في بلجيكا. وهو صاحب
أجمل جسم متناسق في العالم باستفتاء الصحافة الأوروبية عام 1982. [3]
من المعروف أن معظم الاتحادات
العربية لكمال الأجسام تأسست منضوية تحت مظلة اتحادات رفع الأثقال . وهذا ما حدث
أيضا مع اتحاد كمال الأجسام الفلسطيني الذي كان منضويا تحت الاتحاد الفلسطيني لرفع
الأثقال الذي تأسس في عام 1972 من قبل المجلس الأعلى للرعاية الشباب (تحول الاسم إلى
المجلس الأعلى للشباب والرياضة في عام 1974) ، وفي عام 1974 أصبح عضوا في الاتحاد
العربي لرفع الأثقال ، وفي الاتحاد الدولي
لرفع الأثقال في عام 1979 ، وفي الاتحاد الأسيوي في عام 1982 . في لبنان كان الاتحاد يضم : فوزي الخضري رئيسا ، محمد
شفاعمرو نائب رئيس ، عبدالله عدلوني أمين سر ، غازي أبو غازي أمين صندوق ، يحيى
أبو خضر مسؤول علاقات ، محمد خضرا عضوا ، عبد الكريم العزة عضوا ، أسد قبلاوي
"فرع الكويت" عضوا، أسد قبلاوي عضوا ، رئيس الاتحاد فرع ليبيا عضوا.[4]
لم يكن هناك اتحاد لكمال الأجسام (أو لرفع
الأثقال) في الضفة التي انضمت إلى الأردن عام 1951 حتى عام 1967 لأن الاتحاد الأردني
لرفع الأثقال لم يؤسس إلا في عام 1972 (أي بعد عام 1967 عندما أصبحت الضفة تحت
الاحتلال الإسرائيلي) . يذكر راسم يونس أنه في عام 1987 جرت بطولة الضفة لكمال
الأجسام وفاز في معظم الميداليات الذهبية نادي عزون. [5]
يذكر موقع "وفا" أن الاتحاد الفلسطيني لكمال الأجسام بدأ عمله منذ عام 1973، باسم "اللجنة العامة لكمال الأجسام بالضفة والقطاع"، ثم تكون الاتحاد الفلسطيني لرفع الأثقال وكمال الأجسام عام 1986، ثم انفصل إلى اتحادين: اتحاد لرفع الأثقال، واتحاد لكمال الأجسام عام 1993. وكانت الأندية المنتسبة للاتحاد: نادي غزة الرياضي، مركز خدمات الشاطئ، النادي الأهلي الفلسطيني، نادي فلسطين، نادي اتحاد الشجاعية، نادي التفاح، نادي الزيتون، مركز خدمات جباليا، نادي السلام بيت لاهيا، مركز خدمات البريج، مركز خدمات النصيرات، مركز خدمات المغازي، مركز شباب خانيونس، مركز خدمات رفح، نادي شباب رفح، جمعية الصلاح الإسلامية، مركز خدمات دير البلح.[6] ولم يذكر هذا الموقع عن ماهية أندية الضفة التي كانت منتسبة لهذا الاتحاد .
بعد نشوء السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية
والقطاع عام 1993 بدأ الاتحاد الفلسطيني لكمال الأجسام بالمشاركة في البطولات
العربية والشرق أوسطية والعالمية. وكانت أهم مشاركاته في الدورة العربية الثانية عشر في الدوحة في
كانون الأول 2011 حصل اتحاد كمال الاجسام على العلامة الكاملة من خلال الحصول على
اربع ميداليات لأربعة لاعبين أي كل لاعب حصل على ميدالية ، وكان الأهم الحصول على
الميدالية الذهبية الوحيدة لفلسطيني بالدورة للبطل بيتر بيزنطي الذي ابهر الحضور بطريقة عرضه اثناء البطولة والفوز
بفضية وبرونزيتين . [7]
شارك وفد الاتحاد الفلسطيني لكمال
الأجسام في بطولة العرب لكمال الأجسام في مدينة مراكش والتي أقيمت في المغرب في
2012. وقد تكون الوفد من
صلاح أبو ارميلة رئيس الوفد وزكريا البيشاوي إداريا وعبد الفتاح قفه مدربا
واللاعبين البطل الفلسطيني لكمال الأجسام بيتر بيزنطي والبطل كايد الترتير ومحمد
منير الرفاتي، رائد حلمي بصل، حسن ناهض شعبان، صبحي شعبان ابو عاصي، سالم محمد
عبيد. وكانت المنافسة في هذه البطولة كانت جدا وقد شارك فيها جميع أبطال العرب
والعالم وقد حصل البطل بيتر بيزنطي المركز السادس في هذه البطولة والبطل سالم على
المركز الخامس. أما أبطال "الماسترز" الذي حالفهم الحظ لقلة عدد
المشاركين في أوزانهم فقد حصل البطل محمد الرفاتي على ذهبية في وزنه والبطل رائد
بصل حصل على ميدالية في وزنه. اما بالنسبة للبطل كايد الترتير وكان وزنه 75 كيلو
غرام من أقوى أوزان البطولة وقد شارك 17 لاعب في نفس الوزن وقد حصل على المركز
الثامن. وقد شارك بالتحكيم جميع أوزان البطولة الحكم الدولي الفلسطيني صلاح أبو
ارميلة.
[8]
[8]
في كانون الأول من عام 2015 أصدرت اللجنة الأولمبية الفلسطينية قراراً بتجميد نشاط الاتحاد الفلسطيني لكمال الأجسام بناء على قرار من اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الأولمبية ، واستناداً إلى القوانين والأعراف الدولية التي تنص على مكافحة المنشطات والهرمونات السامة المحرمة دولياً.
يترأس حاليا الدكتور نزيه نعيرات رئاسة الاتحاد ، والأمين العام صلاح أبو رميلة (أيضا حكم دولي في كمال الأجسام)، والأعضاء معتصم الريماوي (المخضرم) وسيمون سلامة وبدر أبو عرقوب .
يترأس حاليا الدكتور نزيه نعيرات رئاسة الاتحاد ، والأمين العام صلاح أبو رميلة (أيضا حكم دولي في كمال الأجسام)، والأعضاء معتصم الريماوي (المخضرم) وسيمون سلامة وبدر أبو عرقوب .
في أيار 2014 قام الاتحاد بافتتاح صالة قبلان للقوة البدنية وكمال الأجسام
، وهي الأولى من نوعها في منطقة نابلس.[9]
[1] كانت الشاعرة
فدوى طوقان ضحية معاملة قاسية من قبل اخيها الذي كان يتمتع بقوة بدنية كبيرة بسبب
ممارسته رياضة حمل الأثقال. ولم تكمل
مرحلة التعليم التي بدأتها في مدارس المدينة، فقد أخرجت من المدرسة لأسباب
اجتماعية قاسية، جعلتها تتلقى أول ضربة في حياتي عندما ألقى القدر في طريقها بشاب
صغير رماها بوردة فل تعبيراً عن إعجابه بها، وقد وصفت فدوى تلك الحادثة: "كان
هناك من يراقب المتابعة، فوشى بالأمر لأخي يوسف، ودخل يوسف علي كزوبعة هائجة (قولي
الصدق)... وقلت الصدق لأنجو من اللغة الوحيدة التي كان يخاطب بها الآخرين، العنف
والضرب بقبضتين حديديتين، وكان يتمتع بقوة بدنية كبيرة لفرط ممارسته رياضة حمل
الأثقال."
[3] خالد
عجاوي ، نفس المصدر .
[4] خالد عجاوي ، نفس
المصدر ص. 487. كان للمجلس الأعلى للرياضة والشباب عدة فروع في لبنان وسوريا والعراق
والكويت وقطر والسعودية ومصر وليبيا.
[5] راسم يونس، الحركة الرياضية
في الضفة الغربية 1967 – 1987 ، ص. 681
[6] الاتحاد الفلسطيني
لكمال الأجسام ، وكالة الانباء والمعلومات الفلسطينية ،
http://www.wafainfo.ps/atemplate.aspx?id=3100
http://maannews.net/Content.aspx?id=457107
[9] أخبار العرب ، 21
أيار 2014.
http://www.alarab24.com/sport/2014/5/21/78840/
No comments:
Post a Comment