أن تكون محايدة في قضايا تتعلق بأندية المستوطنات ، فإن الفيفا أكدت وأصَرت على وقوفها إلى جانب الاحتلال ، ومن الواضح أن الفيفا التي تدير شؤون كرة القدم حول العالم ورئيسها تحت تأثير وتهديد اللوبي الصهيوني . هذه المؤسسة التي تسبح في بحر من الفساد ، ولا تقف على قاعدة أخلاقية متينة تؤهلها أن تكسب احترام الجميع وتجعلها مستقلة بقراراتها ، نراها تأخذ قرارات مثل هذه لكي تتجنب فضائحها، وتتنازل عن مبادئها المنصوص عليها في قانونها الأساسي ، وتنتهك قوانينها التي لا تسمح بمشاركة الأندية في اللعب على أراضي الغير دون سماح الأخير . ناهيك عن أنها رفضت أن تصغي إلى الأمم المتحدة بأن هذه المستوطنات هي غير شرعية وفقاً لقرارات الأمم المتحدة. ومن المؤكد أنه لو كانت هذه المؤسسة تتحلى بالقيم التي رسمتها لنفسها منذ تأسيسها ، وكانت خالية من الفساد لما اتخذت موقفاً كهذا.
ومما يثير الدهشة هذه المفارقة في تصرفات الفيفا عندما قامت هي والاتحاد الأوروبي لكرة القدم UEFA بمنع الأندية في شبه جزيرة القرم من المشاركة في الدوري الروسي ، بعد أن طلب رئيس الاتحاد الأوكراني لكرة القدم من الفيفا معاقبة الاتحاد الروسي لكرة القدم . ويبدو واضحا للعيان أن الفيفا تطبق قوانينها على روسيا وغيرها وترفض تطبيقها على إسرائيل ، مدعية أن "حل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي هو خارج حدود قدرتها ، وأن أي تدخل من قبلها في الوضع الراهن لكرة القدم في الأراضي ذات الصلة [فلسطين وإسرائيل] دون موافقة الطرفين سوف يؤدي إلى تفاقم حالة كرة القدم ليس فقط في هذين البلدين فحسب ، بل وفي المنطقة كلها ، مما هو ليس في مصلحة هذه اللعبة ." هذه الادعاءات تدعو للسخرية ، وتُفقِد الفيفا مصداقتها ، وتُنقص من احترام الكثيرين لهذه المؤسسة التي احدى اهدافها نشر السلام والصداقة بين الشعوب ، هذا السلام الذي لا يتحقق دون تَبَنّي مواقف عادلة.
"ليس للرياضة علاقة بالسياسة" ، هذه المقولة كان يرددها دائما الصهاينة منذ عهد الانتداب وما زالوا يرددونها حتى يومنا هذا ، ولكنهم في الواقع كانوا وما زالوا مع ربط السياسة بالرياضة إذا كان هذا يخدم مصالحهم ، وضده إذا كان يشكل خطراً عليهم ، فمن المعروف أن الحركة الصهيونية في فترة الانتداب قامت باستغلال الرياضة من اجل تحقيق اهدافها من خلال الهيمنة على الحركة الرياضية في فلسطين ، وإبعاد العرب وتمثيل فلسطين وكأنها يهودية على الساحة الرياضية المحلية والإقليمية . وفي الستينيات وقفت إسرائيل أمام انضمام الاتحاد الرياضي الفلسطيني – لجنة كرة القدم (الذي كان مقره في قطاع غزة) للاتحاد الدولي لكرة القدم ، وعرقلت دخول الاتحادات الفلسطينية لأنواع رياضية مختلفة في الاتحادات الدولية تحت حجة أن قطاع غزة التي كانت تحت الإدارة المصرية لم يكن لها وضع قانوني كدولة ، وتكرر هذا أيضا في السبعينيات والثمانينات ، هذا من خلال الوثائق التي حصل عليها الكاتب من أرشيف الفيفا ، ونشر تفاصيلها على هذه المدونة.
No comments:
Post a Comment