عصام الخالدي
تأسست صحيفة الكرمل عام 1908 أسّسها نجيب نصّار في حيفا . دعمت الصحيفة ، واحتجبت عام 1913 بعد أن
قامت السلطات التركية بملاحقة نجيب نصار، مما دفعه للاختفاء عن أعين السلطة ، وعادت
للصدور عام 1920 واستمر صدورها حتى 1942 ، اتخذت الكرمل موقفا معاديا للصهيونية
ومحذراً من اخطاره .[1] ونشرت
على صفحاتها ست عشرة حلقة عن مادة الصهيونية قام نجيب نصار بترجمتها عن دائرة
المعارف اليهودية. كما اهتمت بالشؤون الزراعية وعالجت قضايا العمال والفلاحين
بتعاطف واضح مع همومهم ومشكلاتهم.[2]
بقي نصار وحده مستمراً في إصدار جريدته حتى
إعلان الحرب العالمية الأولى فتوقفت لاختفاء صاحبها متنكراً في بعض مدن فلسطين
وقراها وفي شرقي الأردن خوفاً من ملاحقة جمال باشا له. وبعد انتهاء الحرب عاد نصار
إلى حيفا وواصل إصدار جريدته. وبقيت الجريدة تصدر حتى مطلع الحرب العالمية
الثانية.[3]
لم يكن حجم ما نشرته هذه الصحيفة عن الرياضة بهذا
القدر الوافر مقارنة مع صحيفة (فلسطين) و(الدفاع) ، وأكثر ما ميز علاقة (الكرمل)
بالرياضة بالإضافة إلى بعض تقاريرها عن المباريات الكروية هو المواقف الوطنية حول
العديد من القضايا مثل الرياضة الصهيونية واستغلال الثانية للرياضة في تحقيق اهدافها
السياسية ، والدعوة إلى مقاطعة الرياضة الصهيونية ، ودعم الكرمل للأندية والجمعيات
العربية والعمل على تعزيز مكانتها وقضايا اخرى. وكان للنزعة الوطنية والسياسية
لهذه الصحيفة بشكل عام انعكاسها على الرؤيا العامة للرياضة وعلى طرحها للأخبار
الرياضية وعلى موقفها من الكثير من الأحداث الرياضية ، وحتى على رسائل قرائها بما
يتعلق بالقضايا الرياضية الوطنية.
في كانون الثاني 1924 وقبل ان تبدأ هذه
الصحيفة بنشر اخبار عن الأندية الرياضية ومبارياتها جاء هذا الخبر الذي تنتقد فيه
هذه الصحيفة (على غرار صحيفة فلسطين) رفع العلم الصهيوني بجانب العلم البريطاني في
احدى المباريات بكرة القدم :
جرت المسابقة في لعبة الكرة يوم الاحد
بعد الظهر في حيفا وترامى إلينا أن الانكليز كانوا رابحين وأن العلم الصهيوني كان
يخفق مع العلم الانكليزي في مسرح اللعب فهل إذا صح هذا الخبر صار يجوز للأقوام رفع
اعلامهم أم ان للدخيل في سياسة إدارة فلسطين معاملات خاصة. [4]
وتحت عنوان (يا مظفر شو أيقظك) جاء في
هذه الصحيفة في كانون الثاني ١٩٣٦ منتقدة تهريب اليهود من خلال استغلالهم لعروض المكابي (الرياضية
والكشفية وشبه العسكرية) وبيع الأراضي في غور الاردن: [5]
في الزمن الذي صار اليهود يدخلون فيه فلسطين الوفاً مؤلفة وعلى أثر انكشاف
تهريب اليهود السلاح بالشحنات الكبرى ، وعلى أثر استعراض فرق المكابي المؤلفة من
عشر الألوف وبعد كشف اليهود الغطاء عن سياستهم الحقيقية بأنهم يريدون بناء مملكة
يهودية قوية في بلاد العرب. وبعد قتل القسام وبعض رجال عصابته الأبرار والقبض على
آخرين منهم. ووسط هياج الأهالي الفكري ومحاولة الحكومة تسكينهم وتخدير اعصابهم ......
يباع غور نمرين في الامارة العربية وتجيز حكومة الامارة البيع مختارة أو مرغمة بعد
أن سحبت مشروع القانون الذي يمنع انتقال الاراضي إلى الاجانب لتستبدله بأفضل منها
على قولها..... [6]
قام الانجليز في بداية العشرينيات بتأسيس نادٍ خاص لسباق الخيل أسموه بنادي (الجمخانة) ، حيث كان البوليس وجاندرمة فلسطين وموظفو
الإدارة البريطانية هم الذين يمارسون هذا النوع من الرياضة. في نيسان 1928 تقرر تغيير اسم هذا النادي إلى (نادي
السباق اليافي) بعد أن أصبح يضم أعضاء من العرب يشاركون في إدارته . فيما بعد ،
أصبح يعرف بنادي الاتحاد اليافي . وقد أقام أول سباق له في نيسان من ذلك العام. في
عام 1926 كان قد تأسس (نادي تشجيع الرياضة) في مدينة عكا ففي السنة الأولى من
تأسيسه قام بحفلة رياضية كبيرة ومسابقات في الخيول والدراجات والركض وشد الحبل
والقفز. وكما تشير الوثائق التاريخية إلى أنه وفيما بعد، تحول هذا النادي إلى مركز
للمراهنات في سباق الخيل، وقد بدأت تظهر في نهاية العشرينيات وأوائل الثلاثينيات
سلسلة من المقالات للأديبة أسمى طوبى من عكا والكاتب اللبناني مصطفى العريس ومن
محرر صحيفة (فلسطين) أيضا حول فواجع القمار المشينة من المراهنات في سباق الخيل في
بيروت وغيرها. وقد ساهمت صحيفة (الكرمل) أيضا في التحذير من فواجع هذا النوع من
السباقات :
من جملة وسائل ابتزاز الأموال
من الاهلين الذين اصبحوا لا يملكون إلا الدفع هذه السباقات التي يقيمها نادي تشجيع
الرياضة في عكا فإنه لا يمضي شهر واحد إلا ويأتينا بأخبار سباق جديد. فقد اقيم
السباق التاسع في شهر حزيران وها هو بعين اليوم ال 17 من الشهر الحالي للسباق
العاشر وهكذا دواليك. فهل في فلسطين من راحة البال وسكون الفكر في هذه المرتبة حتى
تصرفهم مثل هذه الألعاب إلى صرف اموالهم عليها بين شهر وآخر. والعادة المتبعة في
السباقات أن يكون في السنة أو في احدى مواسم السنة مرة وهذا يكفي.[7]
أيضاً كانت هذه الصحيفة تقف ضد تلاقي الفرق العربية مع نظيراتها الصهيونية . وكما هو
معروف أن الاتحاد الرياضي الفلسطيني (العربي) الذي تأسس في أبريل عام 1931 قرر منع
اي فريق عربي التلاقي مع الفرق الصهيونية ، فتحت عنوان (النوادي الرياضية) جاء في
هذه الصحيفة في تشرين الأول عام 1932 "بلغنا بأن فريق نادي الاتحاد الأدبي
الحيفاوي قد تبارى في يومي السبت والأحد الماضيين مع فريق الهابوعيل الرياضي في تل
أبيب وقد ساءنا جدا خروج هذا الفريق على كلمة الأندية العربية التي تقول أن من
العار على أي فريق عربي منازلة الفرق الصهيونية ونحل هذا النادي على فريق نادي
معاوية الدمشقي الذي عدل عن منازلة الفرق الصهيونية نزولا على إرادة الفرق العربية
كما بلغنا بأن الفرق الصهيونية قد هزمت الفريق العربي في المباراتين وفي حالة مثل
هذه يقع اللوم على الهيئة الإدارية لهذا النادي التي استغربنا كيف جاز لها أن
تتورط فيما عاد على النادي بالفشل والهزيمة وعلى كل نأمل أن تكون صدمة هذا النادي
درس للمستقبل."[8]
بشكل عام لم يأتِ هذا العداء للصهيونية
من العدم فقد كان العرب ينظرون إلى اليهود ليس كشركاء بل كمهاجرين أتو لكي يقيموا
وطنهم القومي . وفي
هذا الصدد يشير رشيد الخالدي أنه من المهم أن نفهم أن الفلسطينيين لم ينظروا إلى
المهاجرين اليهود إلى فلسطين في المقام الأول كلاجئين هاربين من الاضطهاد، كما كان ينظر إليهم من قبل معظم بقية
العالم. بدلا من
ذلك كانوا ينظرون إليهم كمتطفلين أوروبيين متغطرسين غير
قابلين بالفلسطينيين كشعب أو أنهم (الفلسطينيون) كان لهم
حقوقهم الوطنية في بلدهم، بل كانوا يعتقدون أن فلسطين كانت
ملكا لهم، وكانوا مصممين ببرود
لجعل هذا الاعتقاد واقعا ملموسا. كان هناك مزيد من الإصرار
العنيد من جانب معظم العرب على رؤية اليهود كأعضاء في طائفة دينية وليس كمجموعة وطنية (وكان هذا الموقف قد استمر طويلا في أوساط العرب عموما لعدة عقود). وهكذا فإن محاولة التوصل إلى نوع من التسوية مع الصهيوني قد تكون حكمة
دبلوماسية ، إلا أن مصيرها كان الفشل المحتوم بسبب دوافع الحركة
الصهيونية للهيمنة على فلسطين، والمقاومة الطبيعية لهذه الدوافع من السكان الأصليين.[9] أما على الصعيد الرياضي فكما هو معروف أن الصهاينة
قاموا بتهميش العرب من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم (تأسس عام ١٩٢٨) مما دفع الثاني إلى تأسيس
الاتحاد الرياضي الفلسطيني في عام 1931 وكان من بنوده عدم التلاقي والتباري مع
الفرق اليهودية في فلسطين. [10]
كانت
الاخبار الرياضية في هذه الصحيفة تظهر بشكل نادر وهامشي ، مثل التقارير عن مباريات
كرة القدم ونتائجها، ولم يكن هناك أخبار رياضية تحليلية تثقيفية تعمل على توسيع
المدارك والثقافة الرياضية ، فالأخبار الرياضية في الصحافة الفلسطينية بشكل عام لم ترتكز على قاعدة
مؤسساتية تؤهلها لأن تكون لها صحافتها المتقدمة ، خاصة في فترة العشرينيات
والثلاثينيات حيث كانت تلقائية غير منظمة ومنتظمة وغير ممنهجة ، ناهيك عن أن الوعي
الرياضي بشكل عام في تلك الفترة لم يتبلور ليصبح جزء مقوماً من الوعي الاجتماعي وجزء مقوما من
الثقافة الفلسطينية ، ووسيلة فعالة من أجل جعل الرياضة عنصراً فعالاً ضمن النظام
الفكري الوطني الفلسطيني ، من أجل وضع الرياضة على اسس وطنية فكرة ومن أجل التصدي
لسياسة الانتداب والهجرة والمخططات الصهيونية في فلسطين. [11]
تحت عنوان (مباراة اتحاد كرة القدم بحيفا) نشرت (الكرمل):
"الساعة الثالثة بعد ظهر الثلاثاء الواقع في أول كانون ثاني سنة 1929 كان
موعد افتتاح المباراة لاتحاد كرة القدم بحيفا وحسب البرنامج المرتب من طرف اللجنة
العامة كان أول اللاعبين النادي الإسلامي الرياضي مع نادي الكردينال فراري على أرض
النادي الرياضي الإسلامي وقد شهد الحفلة سعادة حاكم المقاطعة الشمالية مع عقيلته
وحضرة حاكم منطقة حيفا الإداري رئيس اللجنة العامة وحضرة رئيس بلدية حيفا وبعض
اعضاء اللجنة وسكرتيرها وجمهور من اعيان حيفا وادبائها ممن يعطفون على الرياضة
ويشجعونها وغيرهم من المتفرجين وغص الملعب على رحبه. "[12]
وحول زيارة طلاب
مدرسة روضة المعارف نشرت (الكرمل) هذا الخبر "شاهدنا يومي الخميس والجمعة مشهدا
من مشاهد الوطنية المجسمة ومنظرا من مناظر الأمل . شهدنا تلامذة مدرسة روضة
المعارف المقدسية قاموا برحلة من القدس إلى حيفا وعكا ليدرسوا عملياً جعرافية هذا
القسم من بلادهم العربية ويعرضوا اجسامهم للشمس والهواء والحر والقر ويصليوا
عضلاتهم وليرونا ثمرات العلم الشهية وينعشوا فينا الآمال الوطنية...... قام
التلامذة في اطراف البلدة بألعاب رياضية اظهروا فيها براعة زائدة دلت على أن
القائمين بشؤون المدرسية لا يفرطون في شيء بل يعتنون بترويض اجسام الطلبة مثل
عنايتهم بتهذيب الاخلاق وتثقيف العقول."[13]
كان مقر تحرير هذه الصحيفة في
مدينة حيفا ، لذلك كانت تورد اخباراً وافرة عن أندية هذه المدينة التي تميزت بوفرة
الأندية ونهوضها الرياضي وكان من ضمن هذه الأخبار في أيار 1928 هذا الخبر
"النادي الرياضي الإسلامي بحيفا اشتهر شبابه النشيط بالألعاب الرياضية حتى
صار مقصداً تقصده فرق الألعاب الرياضية من جهات مختلفة لتتبارى وإياه وآخر مرة
جاءته فرقة الطيران من عمان وتبارت معه
وفي هذه المرة لم يتوفق النادي كجاري عادته فأصابت فرقة الطيران الهدف اربع
مرات أما النادي الرياضي فلم يصبه سوى مرة فلم يفز النادي هذه المرة."[14]
من الواضح أنه رغم الاخبار الرياضية
المحدودة فقد لعبت هذه الصحيفة دوراً في تشجيع الأندية وتعزيز مكانتها ونشاطها
واهدافها النبيلة ، هذه الأندية التي تترتب عليها مسؤولية عظمى – مسئولية جمع
الشباب العربي وإدخالهم تحت نظام وترويض اجسامهم .[15]
"النادي الرياضي
الإسلامي بحيفا شبابه نشيطون جدا ويواظبون على تمارينهم وقد فازوا على الفرق
الرياضية كلها في فلسطين واحرزوا درع فلسطين وهو الآن في ناديهم يشهد بتفوقهم ولا
نظنه يخرج من هذا النادي لأن شبابه سيجتهدون ليبقوا محتفظين به. وشباب هذا النادي
يرمون إلى غاية أخرى نبيلة هي التنظيم فهم يستدعون كل من يتوسمون به خيرا لينخرط
في صفوفهم ويدخل تحت نظامهم الرياضي وقد اخذ عددهم ينمو فما كانوا يزيدون عن مئة
قبل شهرين وقد صاروا اكثر من ثلاي مئة وانشاء الله سيعدون بالألوف عما قريب ومما
يذكر أن التثقيف الأخلاقي هو غاية من غاياتهم الرئيسية. "[16]
كان لنشاط الجمعيات والأندية دوراً كبيراً
في تشكيل وصقل الشخصية الفلسطينية من خلال هذا التقارب بين أبناء فلسطين ، ومن
خلال تداخل النشاطات المختلفة (الثقافية والاجتماعية والرياضية) فيما بينها وعمل
اعضائها المتفاني والطوعي وصرفهم لجهود ووقت مثل بناء الملاعب والمنشآت والأسوار وجمع التبرعات الخ. وكان اللاعب
ذو ولاء مطلق لهذه الأندية ، وكانت هناك أنظمة وتقاليد تسير عليها هذه الأندية مما
ساعد في تكريس سمة الانضباط والالتزام لدى اعضائها . وأكثر ما ميز هذه الأندية هو التربية
المتعددة الجوانب الوطنية والفكرية والدينية والفنية والبدنية والأخلاقية والذهنية
وغيرها ، وكان العضو في كثير من الاحيان يمارس اكثر من نشاط ، كما وكان معظم
الاعضاء عاملين نشطين في لجان مختلفة سواء ثقافية ام اجتماعية ام رياضية ام فنية .
ولم تكن هناك في فلسطين مؤسسة استطاعت أن تلعب هذا الدور في تربية الجيل الناشىء
مثل الأندية ومنظمات الكشافة.
ومن الجدير بالذكر أنه كان هناك اعضاء مسلمون في الأندية المسيحية واعضاء مسيحيون في الأندية
الإسلامية ، حيث كانت بعض الأندية تقبل
اعضاء من طائفة اخرى من اجل إزالة صبعة الطائفية عنها أو بسبب تفوق الوعي الوطني
لدى قيادييها على الوعي الطائفي. وكانت هناك أندية حملت اسماء طائفية مثل
السالزيان والأندية الأورثوذكسية ، وإسلامي يافا وحيفا . ولم تكن معظم الأندية تحمل اسماء طائفية ، فهناك أندية كانت ذات طابعاً علمانياً محضاً مثل النادي العربي
والنادي الدجاني في القدس والنجمة البيضاء في حيفا وغيرها من الأندية والفرق
الرياضية.
إن هذه المواقف الوطنية (للكرمل) جعلتها
بعيدة كل البعد عن الانزلاق في متاهات الطائفية فهي كانت دائما تضع الاعتبارات
الوطنية فوق الطائفية ، وكانت تسمو فوق التوافه التي كانت تعمل على تمزيق النسيج الاجتماعي
والوطني الفلسطيني. في احدى المقالات تصف (الكرمل) الاسباب وراء التسميات الطائفية
وتشرح موقفها من الجمعيات التبشيرية وتبدى رأيها عندما صدت جمعيات الشبان المسلمين
ابوابها في وجه الشباب المسيحي والدرزي:
رجونا من النوادي الرياضية الإسلامية أن تضم إليها كل
الشبان وتعودهم على النظام والرياضة وصبرنا مدة. والآن نتقدم إلى النادي الرياضي
الإسلامي بحيفا بالسؤال هل عمل بالنصيحة وكم كان عدد اعضائه وكم صاروا؟ وإن كان لم
يعمل فما هو سبب عدم عمله ؟ هل الغرض من تأسيس النادي ان يكون محل لهو وتسلية لبعض
الشبان فقط؟ أم الغرض منه تنظيم شبان العرب وتمرين اجسامهم وتقوية ابدانهم .
إن كان الأول
فسموه النادي الخصوصي
وإن كان
الثاني ضموا إليه كل شبان العرب المسلمين والنصارى [17]
وتحت عنوان (جمعية الشبان المسلمين أو
الجمعيات الإسلامية للشبان والشابات كيف تألفت ؟) جاء في هذه الصحيفة:
نعتقد أن قيام الجمعيات المسيحية
للشبان وللشابات هو الذي دعا إلى تأليف جمعيات الشبان المسلمين في البلدان العربية
والإسلامية لأن المسلمين لاحظوا أن الجمعيات المسيحية للشبان وللشابات هي مصائد
إما تبشيرية وإما استعمارية – على رغم أنه يندمج فيها كثيرون من شبان وشابات العرب
المسيحيين والمسلمين عن نية حسنة ومن الذين لا غبار على مبادئهم القومية والوطنية
– فأراد المسلمون أن يجتنبوا الجمعيات المسيحية ويؤلفوا جمعيات إسلامية مستقلة لا
علاقة لها لا بالمستعمرين أو المستعبدين المستعلين ولا بالمبشرين طلائع الاستعمار
ورسله ودعايته. تألفت هذه الجمعية تحت اسم جمعيات الشبان المسلمين فأوصدت ابوابها
بهذا الاسم في وجه الشبان العرب النصارى والدروز الذين يقدمون عروبتهم على كل
اعتبار آخر أو الذين يعتقدون اعتقادا قويما متينا أن الدين لله والوطن للجميع. [18]
وفي كلمة اخرى تدعو (الكرمل) النوادي الرياضية
وجمعيات الشبان الإسلامية أن تعمل النوادي الرياضية في سبيل التنظيم ودمج جميع
شبان العرب في صفوفها ، وأن تعمل لرد العرب إلى سيرتهم الأولى في صدر الإسلام . وتتساءل:
فهل لاقى اقتراحنا قبولا؟ وهل سنسمع أن جمعيات الشبان الإسلامية بدأت تعقد
اجتماعات وتبين حراجة الموقف الناشىء عن فساد الأخلاق وتدعو إلى الاقتداء بالسلف
الصالح؟ وهل تجعلنا النوادي الرياضية نشعر بوجود حركة ترمي إلى التنظيم وتوليد
رغبة في نفوس الشبان إلى الاندماج في النوادي الرياضية . نريد أن تدب الحياة
العملية في هذه الأمة فليعمل لها كل منا في صدده. [19]
وفي الختام يبدى المثقفون والأكاديميون احتراماً وتقديراً خاصا لهذه الصحيفة ولصاحبها ومحررها لمواقفها الوطنية المعادية
للصهيونية، وذلك بالرغم من أن صاحبها نجيب نصار كان يشكو في ذلك الحين من أن أبناء
شعبه لا يقدرون ما يفعله . والسؤال المطروح هنا هل سنبقى نهمل المبدعين واعمالهم ،
وندرس اعمالهم ونصب مديحنا لهم بعد رحيلهم
بسنوات طويلة تقديراً لجهودهم ؟
المصادر والملاحظات
[1]http://ar.wikipedia.org/wiki
وكان نجيب نصار يلقب بشيخ الصحافة ،
وقد عمل قبل إصدار صحيفة (الكرمل) مراسلاً لعدة صحف تصدر في البلاد العربية.
[5] انظر: المكابياد .... المكابياه مهرجان رياضي
على نمط الالعاب الأولمبية ابتدعته الصهيونية واقيم في فلسطين عام 1932 و1935
http://www.hpalestinesports.net/2014/02/1932-1935.html#more
[7] (الكرمل) 9 تموز 1932
[8] (الكرمل) 10 تشرين الأول 1932
[9] Rashid Khalidi,
The Iron Cage: The Story of the Palestinian Struggle for Statehood (Boston: Beacon Press, 2007), 120.
[14] (الكرمل) 1 أيار 1928.
No comments:
Post a Comment