عصام الخالدي
إن المتتبع لتاريخ الرياضة في فلسطين قبل عام 1948 يلاحظ هذا التطور في
ثلاثة أنواع من الرياضة وهي الملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال حيث كانت (هذه
الأنواع الثلاثة) تأتي في المرتبة الثانية بعد كرة القدم لأنها كانت تعتمد على المهارات
الفردية ، بالإضافة إلى أن هذا النوع كان قد لاقى رواجا في العديد من الدول
العربية المجاورة وخاصة في مصر التي شهدت تطورا ملحوظا في الملاكمة والمصارعة ورفع
الأثقال ، ومن
المعروف أن فلسطين قد تأثرت بالثقافة والرياضة في مصر وفي الدول العربية الأخرى. من الواضح أن انتشار المصارعة الرومانية بدأ في بداية
العشرينيات مع دخول أنواع متعددة من الرياضة إلى فلسطين ضمن "ثقافة"
الانتداب والثقافة الغربية التي أحضرها معهم المهاجرون اليهود.
كما يشير الملاكم الفلسطيني أديب الدسوقي أن
والده كان يمارس نوع من المصارعة كانت تسمى ب (التبان العربي) ، وهي رياضة موروثة
عبر الاجيال وصلت إلينا عبر معسكرات الجيش الإسلامي بعد الفتوحات ، والتبان في
الفصحى تعني سراويل صغيرة يكون للملاحين والمصارعين . أما في اللهجة المحلية
فالتُبة هي مساحة الأرض التي يجري عليها اللعب وتكون مستديرة ومنخفضة عن مستوى ما
جاورها ، وتكون ارض رملية. وكان هذا النوع من المصارعة منتشر في بلاد الشام ومنها
فلسطين ، ولهذه اللعبة ثوب خاص مكون من الجلد يلبسه اللاعبون . يكسو الجسم من
السرة لحد اسفل الركبتين.
في فترة الحكم العثماني كان يلعبها المصارع سليم العوضي حيث تغلب على البطل
السوري الفهد الحموي الذي كان يصيح في مدينة يافا "حراج على كل من طلعت الشمس
عليه ،" فبرز له سليم العوضي وكان في اول شبابه ولم تكتمل لحيته بعد وتغلب
عليه ، وكذلك لعب مع بطل عكا توفيق الجمل وتغلب عليه في اللعب في بعض اوضاع اللعب
وتعادل في اخرى. وكان لهذه اللعبة في فلسطين لاعبون كثر في المدن والقرى ، فمثلا
أيضا من القدماء في الرملة عبد الهادي الجعفري وأبو عثمان الهريدي وفي اللد عمر
اللحام ، وكانت تكثر هذه اللعبة في موسم النبي روبين. [1]
كان
الأديب خليل السكاكيني من محبي المصارعة فكما يكتب في مذكراته "لم يكن
في المدرسة احد أقوى مني جسما، فكنا في أوقات الفراغ نتصارع فكنت أصارع أربعة أو
خمسة معا، ولم يكن احد يستطيع أن يزحزح قدمي عن الأرض، ولذلك كنت ذا نفوذ
بينهم...".[2] هذه القوة جعلته يشعر بالرجولة عند بلوغه سن
الشباب ولازمه هذا الاحساس لوقت طويل.
تذكر صحيفة (الدفاع - تأسست عام 1934) أنه أقيمت حفلة للحصول على بطولة فلسطين
في حزيران 1934 على ملعب النادي
الرياضي الإسلامي في يافا اشترك فيها بطلا اللد عمر اللحام ويوسف الملح وبطل
الرملة محمد العوضي (أبو هديله). ولكن هذه الحفلة تحولت إلى عراك بالأيدي.[3]
وكان العوضي بطلاً من أبطال فلسطين في المصارعة استطاع أن يتغلب على عدة مصارعين
من العرب واليهود. وفي رسالة من ابن محمد العوضي للكاتب ذكر فيها أن "شفيق البغدادي بطل سوريا تغلب على
مصطفى الهباب في مدينة يافا. وقد خسر شفيق البغدادي مع محمد العوضي في مدينة الرملة
تقريبا في الأعوام 1935 – 1936. وقد لعب العوضي مع مصطفى الحلواني في بداية
الأربعينات ، كما لعب مع لاعبين يهود منهم مهاجر كان حائزاً على بطولة المانيا في
المصارعة الحرة. ويضيف ابن العوضي في رسالته "أما بالنسبة للنزال مع ابطال مصر والذي جرى على مسرح سينما الحمراء في مدينة يافا ، فما عرفته أن البطل المصري والذي نازل والدي كان حائزاً على بطولة الدورة الأولمبية والتي
جرت في برلين . وهذا خسر مع والدي ، وعندما اخذو يلومونه في مصر على خسارته في فلسطين أخذ يتعذر ويقول بأنه جرى تهديده بالقتل ، وهذا ما كتبة في المجلة الرياضية في مصر . والتي ارسلت منها نسخة لوالدي . وللحقيقة فان هذا لم يحدث وحيث كان النزال امام الجمهور , وبوجود الحكم وبطل رفع الاثقال المصري جعيصة على حلقة النزال ، والمصارع المصري يصرخ و يستنجد
بجعيصة."[4]
بعد
تأسيس نادي شباب العرب في حيفا في عام 1934 أخذ هذا النادي النشيط على عاتقه تطوير
الملاكمة والمصارعة. أيضا كانت تبرز العديد من إعلانات التحدي في الصحف للمنازلة
في فن الملاكمة والمصارعة حيث كان يطلب من الراغبين في المنازلة تسجيل أسمائهم لدى
نادٍ معين ، بالإضافة إلى عناوينهم وأوزانهم. وفي تشرين الثاني 1936 دعا النادي الرياضي الإسلامي جميع
الرياضيين من ملاكمين ومصارعين ورباعين للحضور إلى النادي استعداداً لبطولة فلسطين
لسنة 1936. (لم يعرف بالضبط إذا تمت هذه البطولة بسبب اشتعال ثورة 1936 المجيدة في
شهر نيسان). في كانون الأول 1936 قررت اللجنة الرياضية في النادي
الرياضي الإسلامي بيافا تعيين الدكتور حقي مازين (طبيب أسنان من أصل تركي) مشرفاً
على جميع الألعاب ومدرباً رسمياً للنادي يختص بفرع الملاكمة ، ويساعده في فرع حمل
الأثقال السيد رامز هاشم وفي فرع المصارعة السيد عبد اللطيف السكسك.
في تشرين الثاني عام 1937 أقامت جمعية العمال العربية في حيفا حفلة ملاكمة ومصارعة
ورفع أثقال تبارى فيها أعضاء من هذه الجمعية
والنادي الرياضي الإسلامي ونادي شباب العرب والنادي الأرثوذكسي ونادي العروبة ، وقد خصصت ريع التذاكر
التي تباع في هذه الحفلة لإعانة منكوبي الفيضان في سوريا. [5] وفي
مدينة الرملة اقيمت حفلة مصارعة في كانون الثاني 1942 خصص ريعها
للترفيه عن المتطوعين العرب [الذين حاربوا بجانب بريطانيا في الحرب العالمية
الثانية] . وقد تبارى في المصارعة الإفرنجية من وزن الريشة السيدان عبد الرحمن
العابودي ومحمد الحافظ ، ثم تبارى السيدان مصطفى الحلواني بطل سوريا ولبنان في
المصارعة الحرة ، مع السيد محمد أبو هدلا من سكان الرملة ، في مصارعة عربية حرة
ففاز السيد أبو هدلا على منافسه في مدة عشر دقائق مع أنه خصصت للمباراة ساعة
كاملة. وقد وقع رئيس بلدية الرملة فضيلة الشيخ مصطفى الخيري بياناً شهد فيه بفوز
السيد محمد أبو هدلا ، وسلمه إياه بين التصفيق والاستحسان وكان حكم الحفلة السيد
علي طلبة ، الرياضي المعروف."[6]
ومن المعروف أن الكثير من مباريات المصارعة (والملاكمة) كانت تنظم بعد توجيه
التحدي من قبل الملاكمين لبعضهم البعض ولنظرائهم في الدول العربية الشقيقة.
في أيلول 1944 تم إعادة تأسيس
الاتحاد الرياضي الفلسطيني الذي كان قد تأسس عام 1931 وتوقف عن العمل في أواخر
الثلاثينيات ، وفورا بعد إعادة تأسيسه قام بتشكيل لجان مناطق ولجان فرعية والتي
منها لجنة (الملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال). في شباط من عام 1945 أقامت هذه اللجنة مباراة لإحراز بطولة فلسطين في
الملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال ، كما وأقامت في العشرين من تموز 1945 حفلة
رياضية كبرى على مسرح سينما الحمراء في يافا برعاية رئيس البلدية، اشترك فيها
الاتحاد الدولي المصري وأبطاله العالميون منهم [الرباعون] مختار حسين وأحمد جعيصة
وخضر التوني ومحمد إبراهيم صالح وعطية محمد ، ومن الاتحاد العربي الفلسطيني : علي
طلبه وأديب الحشاش وأحمد الشليبي ودرويش كاتبة وعبد الحاج عبد المالك ومثل أبطال
المصارعة في مصر كل من مصطفى حمدي وجبر محمد وحسن إمام ومحمد قنديل، كما مثل أبطال
المصارعة في فلسطين كل من مصطفى الهباب وسليمان بيبي ومحمد أبو هدلة وحسن اسمية
وحسين بشناق. وحول هذا الخبر جاء في صحيفة
(الدفاع) تحت عنوان (فرقة مصرية إلى فلسطين) "اجتمعت لجنة منطقة القاهرة
لاتحاد المصارعة ووقع اختيارها على البطلين إبراهيم علي لوزن خفيف المتوسط وعبد
الغني صابر للوزن الثقيل لاشتراكهما في مباريات فلسطين التي تقام في يومي 20 و 22
الجاري بدلا من البطلين سيد قنديل وجابر أحمد لعدم اشتراكهما في بطولة المملكة.
أما الإداري الذي يصحبهما فتختاره اللجنة العليا. وعلمنا أن هذه الرحلة غير رسمية
وأن الأبطال الذين سيسافرون من فريقي رفع الأثقال والمصارعة سيذهبون لعرض العابهم
بدعوة شخصية من السيد علي طلبة الرياضي المعروف في فلسطين. [7]
ذكرت صحيفة (الدفاع) أن فرقة
العمال الرياضية عقدت اتفاقية مع السيد نظمي ميخائيل بطل الاسكندرية في المصارعة
لمباراة السيد سليمان البيبي بطل فلسطين في المصارعة وذلك ردا على تحدي السيد نظمي
بتاريخ 5 تشرين الثاني 1945 وستقام الحفلة بتاريخ 5 تشرين الثاني 1945 أي رابع
أيام عيد الأضحى. [8]
كانت مصر دائما بالنسبة لفلسطين الأخ الأكبر ، فقد كانت الثانية تعير
الأولى الاساتذة والاختصاصيين والمدربين في جميع المجالات والتي منها الرياضية ، ففي
تشرين الثاني 1945 اتفق الاتحاد الفلسطيني لرفع الاثقال والمصارعة مع نظمي ميخائيل
البطل الدولي في المصارعة على تدريب اعضاء الاتحاد في المصارعة الرومانية لمدة
شهر. [9]
ذكرت صحيفة (الدفاع) في أيار 1946
"تقيم جمعية الشبان المسلمين بيافا بالإشتراك مع المعهد الأولمبي مباراة في
الملاكمة والمصارعة .... برعاية الدكتور هيكل
رئيس بلدية يافا على مسرح سينما الحمراء يتبارى فيها أبطال جمعية الشبان
المسلمين والمعهد الأولمبي بيافا مع ابطال المركز العام لجمعيات الشبان المسلمين
بالقاهرة."[10]
كانت المصارعة تدخل ضمن لجنة تضم (الملاكمة والمصارعة ورفع الأثقال)، أما في بداية عام
1947 فقد أصبحت تدخل ضمن (لجنة المصارعة ورفع الأثقال). لم يرتكز نشاط المصارعين
الفلسطينيين على الساحة الفلسطينية فحسب وإنما على الساحة السورية والمصرية . في
تشرين الثاني 1946 أرسل المصارع السوري شفيق البغدادي رسالة إلى الاتحاد الفلسطيني
يتحدي بها المصارعين الفلسطينيين وقد جاء فورا في صحيفة (فلسطين) جواب على هذا
التحدي من علي طلبة رئيس الاتحاد العربي الفلسطيني لرفع الأثقال والمصارعة يقول
فيه "أن لدى الاتحاد الفلسطيني أبطال للمصارعة من جميع الأوزان وأن لجنة
الاتحاد تقدم بطلها في الوزن الثقيل السيد مصطفى الهباب لمنازلته وأن مباريات
تنسيقية بين أبطاله لعموم الأوزان ستجرى لانتخاب من يمكنهم تمثيل فلسطين ومقابلة أبطال
سوريا". فيما بعد تبارى البغدادي مع مصطفى الهباب من النادي الرياضي الإسلامي
في يافا. و برز في المصارعة أيضاً سليمان محمد البيبي من جمعية العمال بحيفا والذي
كان يدرب الناشئين أيضا . وقد تغلب على
جميع مصارعي اليهود في وزنه. كما وحصل البيبي على شهادة من الاتحاد المصري
للمصارعين الهواة في عام 1942. ومن الجدير بالذكر أن البيبي أصيب من جراء القصف
الصهيوني على مدينة عكا عام 1948 وتوفي بعد
عقدين متأثراً بجراحه .[11]
تحاول
الصهيونية محو تاريخنا قبل عام 1948 مدعية أنه لم يكن لشعبنا نشاطات ثقافية رياضية
، ولذا فإن هذه الحقائق تثبت عكس ذلك ، فالمصارعة لم تقتصر على تباري المصارعين
فيما بينهم بل تعدت حدود فلسطين في أن يتبارى المصارعون الفلسطينيون مع
الرياضيين خارج فلسطين وبلغت درجة تطور المصارعة في أن يفوز المصارعون الفلسطينيون
على الملاكمين اليهود الذي كانوا يتمتعون بمهارات عالية نسبياً ، بفضل الكوادر الرياضية التي احضرها معهم
المهاجرين الصهاينة من الدول الأوروبية.
بعد النكبة ، شهد قطاع غزة في
فترة الستينيات تطورا رياضيا ملحوظاً ، يشير إبراهيم
خليل السكسك في (غزة عبر التاريخ) إلى أنه "وتمشيا مع ذلك أنشأت الإدارة
المصرية في غزة "المجلس الاقليمي لرعاية الشباب"[في عام 1962] وكان
برئاسة الحاكم العام نفسه ويضم 25 عضوا من
كبار المشتغلين بالحركات الرياضية . وكان المجلس الأعلى لرعاية الشباب بالقاهرة
يساعد هذا المجلس فنيا وماديا.[12]
وفي عام 1962 تشكل الاتحاد الرياضي الفلسطيني
في قطاع غزة وفوراً قام هذا الاتحاد بتشكيل لجان لاتحادات فرعية . فوراً قامت كل
من هذه الاتحادات بتقديم طلبات انضمام إلى الاتحادات الدولية. وليس معروفا بالضبط
(بسبب شحة المصادر) إذا كان الاتحاد الفلسطيني للمصارعة قد تقدم بالطلب للانضمام
للاتحاد الدولي للمصارعة وحصل على عضوية مؤقتة مثل غيره من الاتحادات الفلسطينية
في ذلك الوقت.
في
عام 1969 تشكل المجلس الأعلى لرعاية الشباب في عمان الأردن، قام المكتب التنفيذي
بتشكيل اتحادات لأنواع رياضية مختلفة . بعد أحداث أيلول انتقل من عمان إلى بيروت
، اجرى مؤتمره الأول في عام 1974 في سوق
الغرب وتم تغيير الاسم من (المجلس الأعلى لرعاية الشباب) إلى (المجلس الأعلى للشباب والرياضة ). توقف نشاط
المجلس الأعلى للشباب والرياضة في لبنان عام 1994 بناء على أوامر المكتب التنفيذي
الذي رحل إلى غزة بعد إقامة الحكم الذاتي .
في عام 1974 تم تأسيس الاتحاد الفلسطيني
للمصارعة وترأس هذا الاتحاد محمد البياري 1978- 1980 ، وكان مركزه بيروت ثم انتقل مركزه إلى بغداد وهناك
تشكلت هيئة إدارية حسب التالي : فريد السيد – رئيساً ، رياض مصطفى – نائب رئيس ،
زياد محمد مصطفى –
امين سر وعضوية كل من عصام علي مرشد ، عبد الكريم أحمد ، محمود أحمد عبدلله ورسمي
عبد السيد. [13]
تم قبول هذا الاتحاد في الاتحاد الدولي للمصارعة في عام 1980 وفي الاتحاد الآسيوي
في عام 1982.
في لبنان افتتح الأخوان خليل
وعطا النابلسي في عام 1966 ناديا رياضيا سمياه نادي (العمالقة) تيمنا بإطلاق
الجماهير عليهما هذا الاسم ، وخصصاه لألعاب المصارعة الحرة والرومانية والتربية
البدنية. لم يدم عمل نادي العمالقة طويلا حتى تم إقفاله بسبب خلاف على المركز بين
جمعية الشبان المسيحية واصحابه، فتوقف نشاطه في أوخر عام 1967. ولكن الأخوان
النابلسي لم يتوقفا عن نشاطهما الرياضي ، فقاما باستثمار نادي أدونيس الكائن في
محلة العازارية في بيروت واستمر حتى العام 1970.[14]
وبرز في لبنان أيضاً المصارع جورج ديراني في الستينيات وبداية السبعينيات
الذي صعد إلى مستوى دولي . بعد التهجير عن فلسطين 1948 ، التقى جورج السيد كامل
حزيني (فلسطيني) في مدينة صور في لبنان فأقنعه بالتدريب معه على لعبة المصارعة
الرومانية، واستمرا معا وأنشآ ناديا خاصا استوعب بعض الرياضيين الفلسطينيين
واللبنانيين لمدة أربع سنوات ، انتقلا بعدها إلى بيروت حيث استقر جورج مع عائلته
في المصيطبة [حي من أحياء بيروت] والسيد كامل في مخيم جسر الباشا.
في بيروت ، تنقل جورج على عدة أندية لبنانية أولها نادي الثلاث أقمار
الرياضي في منطقة سوق النجارين – ساحة الدباس – بيروت لصاحبه ومسؤوله المصارع
البطل اللبناني سليم فرحات ، ثم انتقل ليتدرب على يدي البطل العالمي البلغاري
إسكندر دوبرج وفي صور تدرب على يدي البطل اللبناني حسن جهمي. استقر به المطاف
بالانتقال إلى نادي المحترفين لصاحبه البطل اللبناني في المصارعة الحرة خليل أبو
خليل ، الذي تدرب فيه على لعبة المصارعة الحرة ، حيث كان قبلا يمارس لعبة المصارعة
الرومانية طوال الوقت . مثل جورج ديراني لبنان ، وكان يلقب بالنسر اللبناني في
الستينات، كما مثل فلسطين في أواخر الستينات وأوائل السبعينات ، وكان يرفض الصعود
إلى الحلبة إلا وهو معتمر الكوفية والعقال ، مشترط عزف النشيد الوطني الفلسطيني في
أي مكان وفي أية مباراة كان يلعبها أو دورة شارك فيها، ومن أبرز هذه المشاركات في
بريطانيا حيث قامت صاحبة الجلالة الملكة إليزابيث بتقديم هدية رمزية للمصارع جورج
ديراني (الذي كان يلعب حينها باسم النسر اللبناني) والهدية كانت عبارة عن زمردة
تقديرا منها لانتصاراته وإعجابها به . كما لعب جورج في الأردن ضمن دورة ضمته وعددا
من المصارعين العرب والأجانب ، وكانت برعاية صاحب الجلالة المللك حسين شخصيا
وبحضوره ، أقيمت المباريات في مدينة جرش التاريخية بمناسبة افتتاح المدينة الرياضية
في عمان.[15]
المراجع:
[2] خليل السكاكيني: «كذا أنا يا دنيا» (سيرة ذاتية)، المطبعة التجارية،
القدس، 1955م. اتحاد الكتاب الفلسطينيين، بيروت، طبعة ثانية: 1982م. (ص 162 و163).
[3]
صحيفة (الدفاع) 10 حزيران 1934. ظهر هذا الخبر تحت عنوان (مصارعة بين اثنين
تنقلب إلى عراك بين عشرات).
[5]
صحيفة (الدفاع) 6 تشرين ثاني 1937.
[8] صحيفة (الدفاع) 7 تشرين الثاني 1945.
[9] صحيفة (الدفاع) 6 تشرين الثاني 1945.
[11] خالد
عجاوي. الحركة
الرياضية الفلسطينية في الشتات . دمشق ، الدار الوطنية الجديدة ، 2001 . ص. 39 – 40.
وعن الكؤوس والميداليات التي فاز بها تقول زوجته :
"نعم ... لقد أصبحت مصدر رزقنا ، إنني أذكر أننا نزلنا من عكا إلى بنت جبيل
(جنوب لبنان) بعد أن طردنا وشردنا قسرا من فلسطين في العام 1948 ، بعنا 35 ميدالية
ذهبية هناك لنستطيع العيش بثمنها ! ... أما الكؤوس فكانت كثيرة وعديدة الأشكال ،
وقد كان سليمان قد أهدى أكثرها للأبطال الصغر الذين كان يقوم بتدريبهم لتشجيعه في
الحفلات التي كانت تقام في حيفا ويافا والقدس والجليل وغيرها من المدن
الفلسطينية."
[14]
خالد عجاوي ، مصدر سابق . ص. 470 – 471.
خليل النابلسي
عضو لجنة رعاية الشباب الفلسطيني في لبنان من 1969 – 1974.
[15] خالد عجاوي ، مصدر سابق. ص. 472 –
473.
No comments:
Post a Comment