عصام الخالدي
ليس بوسعنا الحديث عن الرياضة الفلسطينية في
فترة الانتداب دون التطرق إلى مسألة الملاعب التي كانت وسيلة مهمة في مسيرة الحركة
الرياضية آنذاك. كانت المدارس في فلسطين سواء الحكومية أم التبشيرية (الأهلية)
تختار قطعة ارض مستوية تنظف من الحصو والصخور ليلعب عليها التلاميذ. وبعد أن دخلت
كرة القدم إلى فلسطين في 1908- 1909 بدأت معظم المدراس والتي منها روضة المعارف
والمطران (السانت جورج) في القدس في جعل ملعب لكرة القدم خاصاً بها تمارس عليه هذه
اللعبة. ومع بداية تأسيس الأندية الاجتماعية الرياضية في عشرينيات القرن الماضي
اخذت الملاعب بالانتشار ليصبح لكل نادٍ ملعبه الخاص . وقد حتم الانتشار السريع للعبة
كرة القدم ازياد في عدد الملاعب ، ولم تقتصر كرة القدم على الأندية والمدارس
والفرق الرياضية بل تعدتها إلى المنافسات بين الحارات (التي كان لها أثراً في تطور
كرة القدم أنذاك) في المدن والقرى المختلفة. وحتى عام النكبة كان هناك ازدياد
ملاحظ في عدد الملاعب فحتى القرى التي كانت تحوي على نادٍ رياضي اصبح لها ملاعبها
الخاصة والتي هي ملك لهذه القرى أو من أراض تبرع بها السكان لهذه القرى. ومن
المعلوم أيضا أن معظم الفرق العسكرية للانتداب البريطاني والشركات والدوائر
الحكومية كان لها ملاعبها الخاصة بها.
في عام 1921 افتتح الإنجليز نادياً خاصاً بهم اسموه نادي القدس الرياضي ، وكان له ملعبه الخاص . وفي عام 1931 قاموا بافتتاح نادٍ للتنس في مدينة غزة ، فتحت عنوان (افتتاح نادي التنس بغزة حضور كثيرين وإلقاء بعض كلمات مناسبة) ذكرت صحيفة (فلسطين) أنه "أقيمت حفلة افتتاح نادي التنس على ارض البلدية بجوار المنتزه وحضرها حاكم اللواء المستر بلارد وسكرتيره الخاص المستر فورست ورئيس كتبة دائرته السيد خليل الداودي والقائمقام السيد عارف العارف ورئيس البلدية السيد رشدي الشوا واعضاء البلدية وقاضي التسوية ...... ونخبة من الوجهاء والمدرسين والآنسات والسيدات وافتتح الحفلة السيد عبد الرحمن الخضرا ثم رئيس البلدية فوزي بشارة وقد تناول كل منهم في خطابه ناحية من النواحي الرياضية ثم دعى حاكم اللواء لافتتاح الملعب فوقف وتحدث عن الألعاب الرياضية وأثنى على القائمين بهذا العمل المفيد....."[i]
وفي
كثير من الأحيان كانت فرق الانتداب تتبارى على الملاعب العربية واليهودية سواء في
المدن أو المستعمرات، فمن المعروف أن الكثير من الأندية والفرق اليهودية كانت تملك ملاعباً خاصة
بها في المدن أو في المستعمرات الصهيونية. ولم يكن امتلاكها للملاعب هدفا رياضيا
فحسب ، بل وسيلة من اجل زيادة رصيدها لأكبر
مساحة من الأراضي لكي تقيم عليها مشاريعها الاستيطانية.
في اكتوبر 1927 نشرت صحيفة (البالستين بيولتين)
"اليوم سوف يتم تدشين ملعب المكابي تحت رعاية القائمقام . وقد وصل زائرون من
مناطق مختلفة لهذا الغرض. وسوف تقام عدة مسابقات في الركض والعاب القوى . وفي
المساء تقام سهرة رياضية تشمل اغان وموسيقى وعدة نشاطات أدبية. [ii]
انتقدت مجلة (المستقبل) في عام 1931 بعض الملاعب العربية
لتأجيرهم هذه الملاعب لليهود "علمنا من مصدر موثوق به بأن بعض الملاعب
العربية تؤجر لليهود وهذا ما نلفت إليه نظر الاتحاد الرياضي ." [iii]
أيضا
كانت تقام على هذه الملاعب العروض الكشفية والرياضية بالإضافة إلى الحفلات
المدرسية السنوية فمثلا كانت تقام حفلات المدارس الحكومية في يافا على ملعب البصة
وحفلات مدرسة النجاح السنوية على ملعب النجاح حيث كان يحضرها مسؤولون حكوميون
وشخصيات وطنية واجتماعية.
في تموز 1935 بالتعاون والتنسيق قامت كلا
الحركتين الكشفية والرياضية في إقامة استعراض كشفي رياضي حضره العديد من الشخصيات
الوطنية والسيدات. وكان هذا الاستعراض بمثابة رد على المهرجان الرياضي
"المكابياد" الذي اقامه الصهاينة في عام 1932 وفي آذار- نيسان 1935. كان ينبغي أن يقام هذا المهرجان على ملعب البصة بيافا كانت لجنة الألعاب
الرياضية للاتحاد الرياضي ترغب رغبة صادقة ومن صميم فؤادها أن تتخذ من البصة
مكاناً للاستعراض، وعزمت على تسويره مؤقتا ريثما تنتهي الحفلة غير أن البلدية والحكومة عارضتا في ذلك كل المعارضة ،
حتى كادت هذه الفرق تمنع من أداء تمريناتها الأولية، وهكذا اضطرت اللجنة لاستئجار
الملعب من صاحبه (أبو غوص) العربي بصورة
استثنائية جداً لأنه كان مؤجر للهابوعيل
(منظمة يهودية عمالية رياضية)، وقد حاول أعضاء الهابوعيل منع أبو غوص من تأجير
الملعب لكي يعرقلوا إقامة المهرجان إلا أن (أبو غوص) أصر على رأيه وأنذرهم بإخراجهم
من أرضه فرضخوا للتهديد وسلموا له بما
أراد. [iv]
يشير خير الدين أبو الجبين في مذكراته (قصة
حياتي في فلسطين والكويت) أنه في عام 1937 استعادت دائرة الأوقاف بيافا أرض ملعب
البرية القريب من شارعنا [شارع أبو الجبين] والذي كنت أتردد عليه باستمرار لمشاهدة مباريات كرة القدم للنادي الإسلامي.
وحولت الأوقاف أرض الملعب المذكور والأراضي المجاورة لها إلى موقع أقامت عليه سوقا
تجارية كبيرة هي سوق الإسعاف في وسط المدينة ، فاضطر النادي عندئذ إلى التفتيش عن
بديل آخر وكان أن استحصل على إذن من بلدية يافا باستصلاح "أرض البصة"
شرق المدينة ليقيم عليها ملعبه الجديد. وبذل الأعضاء جهودا كبيرة لتسوية المعلب
وزراعة أرضه بالنجيل وذلك استلزم مبلغا كبيرا من المال دفعه النادي من صندوقه ومن
تبرعات الأعضاء وبعض الأثرياء في يافا. كما اضطر النادي إلى الاستدانة من البنك
العربي لتكملة المشروع بكفالة أحد أنصار النادي. وبذلك تم إنشاء ملعب البصة أو
"الملعب البلدي" كما سمي لاحقاً في أواخر عام 1938. وكان ذلك المعلب
بمقاسات قانونية وله استاد ضخم من الإسمنت المسلح. ومنذ بداية عام 1939 وحتى نهاية
الانتداب كانت جميع الأنشطة الرياضية والشعبية في يافا تقام هناك.[v] وفي عام 1947 قامت بلدية يافا بتحديث هذا
الملعب وتم افتتحاحة تحت رعاية رئيس بلديتها الدكتور يوسف هيكل وعبد الرحمن الهباب
سكرتير الاتحاد الرياضي الفلسطيني ، وبحضور عزت طنوس والدكتور حسين فخري الخالدي
والسيد رشاد الشو وفضيلة الشيخ مصطفى الخيرى.
وجاء في صحيفة (الاتحاد) في
"ملعب البصة هو من اجمل الملاعب واكثرها نظاما في فلسطين ، وقد وافقت لجنة
بلدية يافا على جعله خاصا بالالعاب الرياضية تحت مسؤولية النادي الرياضي الإسلامي
وسينتهي العمل منه في هذا الاسبوع بعد ان رفع حوله سور عال وبني على جانبه مدرج
شيق وزرعت ارضه بالنخيل فأصبح ملعباً دولياً هاماً. وستجري حفلة الافتتاح على ارضه
يوم الجمعة القادم السابع من حزيران [1946] ، بإقامة مباراة في كرة القدم بين
فريقي النادي الرياضي الإسلامي بيافا والاتحاد الأرثوذكسي العربي المقدسي تحت
رعاية رئيس لجنة البلدية وبحضور بعض رؤساء البلديات والشخصيات الكبيرة في فلسطين."
[vi]
وحول الملاعب في حيفا ففي احد اجتماعات نادي
شباب العرب ، تبرع الاعضاء بخمسة وعشرين جنيها اضيفت إلى مبلغ الخمسماية
جنيه الموجودة في الصندوق سابقا وذلك لإنشاء ملعب جديد للنادي . [vii] وتضيف (المهماز) يفكر بعض اعضاء نادي شباب العرب في حيفا بتنظيم مشروع خمس سنوات
لإنشاء ملاعب ونوادي جديدة ، على غرار مشروع الثلاث سنوات الذي نظمه النادي
الرياضي الإسلامي في يافا . [viii]
وتحت عنوان الخلاف على ارض الملعب بين النادي
الرياضي الإسلامي [في حيفا] والهابوعيل جاء في صحيفة (الجامعة الإسلامية) :
كنت كتبت إليكم
عن الخلاف الواقع بين النادي الرياضي الإسلامي ونادي الهابوعيل على ارض الملعب
واليوم اذكر أن مندوب المقاطعة الشمالية عين يوم الثلاثاء موعداً للنظر في هذا
الخلاف والحكم فيه ومما تجدر الإشارة إليه هو أن المحامي الاستاذ حنا عصفور تطوع
للدفاع عن النادي الرياضي في هذه القضية مما كان له احسن الأثر في نفوس الأعضاء. [ix]
في آذار 1937 وجه
سكرتير النادي الرياضي الإسلامي في يافا دعوة لأعضاء بلدية يافا لدرس مشروع إنشاء
ملعب لكرة القدم على ارض البصة وقد حضر الاجتماع بعض الوجوه من اعضاء البلدية.[x]
وفي اليوم التالي ذكرت (الجامعة الإسلامية) أن الاتفاق المبدئي قد تم بين لجنة البلدية والنادي الرياضي الإسلامي بشأن
ملعب كرة القدم في البصة "وقد اتصلنا اليوم بالنادي الرياضي فعلمنا أن اللجنة
وافقت على وجهة نظر النادي ، وأن الاصلاحات قد بديء بها من الامس على اساس الاتفاق
المبدئي وسيشرع في اوائل نيسان بتخطيط الملعب وبناء اسس الحواجز على ان يكون
للنادي حق استعمال الملعب يومين في الاسبوع مقابل
اجرة يتفق عليها مع البلدية ، إلا أن هذا الملعب يكون ملكاً للبلدية ومن حق جميع الهيئات والنوادي الرياضية استعماله
واللعب عليه." [xi]
في نيسان 1941 اصدرت جمعية
الاتحاد النسائي بالقدس بيان جاء فيه ان هذه الجمعية قررت "خدمة لسيداتنا وآنساتنا المحترمات
ونفعا لهن أن ينشىء ملعبا رياضيا يحوي أنواع اللعب والرياضة الحديثة المبتغاة وعلى
هذا الأساس فقد بدأ بتنفيذ فكرته هذه بإعداده ساحة محاطة بسور مانع للكشف وملائمة
كل الملائمة لهذه الغاية الجزيلة الفائدة وستفتتح في شهر أيار المقبل وقد اشترك في
هذا المشروع عدد كبير من سيداتنا وآنساتنا فحرصا على عدم ضياع الوقت ورغبة في
تنظيم أوقات الرياضة لكل مشتركة محترمة أننا نلفت أنظار من لم يكن لها علم بهذا
المشروع من السيدات والآنسات العربيات وترغب الاشتراك فيه أن تنفصل فتراجع الآنسة
زليخة الشهابي في بيتها الكائن في باب الساهرة لتسجيل اسمها من قبل اللجنة المشرفة
على هذا العمل."[xii]
تأسس الاتحاد الرياضي الفلسطيني في عام
1931 وتوقف عن العمل في نهاية الثلاثينيات بسبب احداث ثورة 1936 - 1939 المجيدة ثم
اعيد تأسيسه في أيلول عام 1941. وكانت أمام هذا الاتحاد مهمات جمة وبرامج واسعة مثل إنشاء الملاعب في شتى أنحاء فلسطين وإعانة
الأندية والمؤسسات الرياضية والاتفاق على مباريات دولية ومهرجانات رياضية وإحضار
المدربين الفنيين وتنظيم الرحلات وإحضار الأدوات اللازمة وتفهمه لما تعانيه بعض
الفرق في التنقل بين المدن والقرى (حتى أن سكرتير منطقة الجليل كان يطلب من
الاتحاد تذليل مشكلة صعوبة بُعد المسافة بين البلدان في هذه المنطقة) والإكثار من التمثيل الرياضي الخارجي. كان الاتحاد وأنديته بحاجة ماسة إلى ملاعب خاصة
لأن عدد الأندية قد ازداد كما وتوسعت النشاطات الرياضية الأندية فقد كانت هناك
صيحات ودعوات إلى إنشاء ملاعب رياضية وكانت هذه الدعوات موجهة إلى البلديات
واللجنة العربية العليا فلذلك لم تعر كافة البلديات هذه الدعوات انتباها كافيا.
تعتبر مساهمات ومقالات الأستاذ حسين حسني
مصدراً جيدا عن الملاعب في فلسطين ، فقد قام هذا الأستاذ الفاضل ببعض الانتقادات
للسلطات والبلديات عن النقص في الملاعب بسبب غيرته وحرصه على الحركة الرياضية في
فلسطين في ذلك الوقت . وكان حسين حسني قد حضر إلى فلسطين في اواسط الثلاثينيات
وعمل في عدة مدارس كمدرس للتربية البدنية مثل دار الأيتام الاسلامية وروضة المعارف
وغيرها ، وبعد اعادة تأسيس الاتحاد الرياضي الفلسطيني عام 1944 قام بإثراء الزاوية
الرياضية في صحيفة (فلسطين) بكتاباته المحفزة للنشاط البدني والناقدة لسلطات
الانتداب والبلديات في تقصيرها في دعم وتوجيه النشاط الرياضي على اسس وطنية. فتحت
عنوان "لينشئ أغنياتنا الملاعب !" كتب في كانون الثاني 1946:
"تلك
سنة الله في خلقه، ولن تجد لسنة الله تبديلاً.... يسعى المرء في طلب الرزق ، فإذا
نال رزقه عاد يسعى ويسأل الله أن يروقه بمال وفير ، حتى إذا رزقه بالمال الوفير
جلس يسائل نفسه "ماذا أصنع به ، وكيف استثمره وأنميه؟." وقديما كانت
التجارة والزراعة هما أداة الاستثمار ، غير أن العالم قد تقدم فتنوعت أمامه ،
تبعاً لذلك ، سبل هذا الاستثمار وصارت تساير العصر الحاضر من حيث ابتكار
المشروعات التي تعود على صاحبها بالخير
والمال الوفير. ومن بين هذه المشاريع الرابحة موضوع "تأسيس ملعب" تقام
فيه المباريات المختلفة والحفلات الجامعة ، وإذا أحسنت إدارته وتوفرت مرافقه
واتسعت حلقاته ومدارجه كان ذلك ادعى للإقبال عليه من كل فج. وقد جرى العرف على أن
المباريات التي تقام في "الملاعب" ويؤمها ألوف النظارة لقاء مبلغ معين
من المال – بحسب شهرة الأبطال المشتركين فيها وقوتهم – أقول أن العرف جرى على أن
يكون نصف دخل المباريات أو الحفلات من نصيب صاحب الملعب ، والنصف الآخر يوزع على
المشتركين في المباراة من أندية أو أفراد. وهذه الحفلات لا ينضب معينها أبداً، فهي
تقام دائما ولا يمكن الاستغناء عنها بتاتا، وشهودها دائما في ازدياد ودخلها في نمو
مطرد. فمتى يقبل أغنياؤنا على هذا النوع من الاستثمار الذي يؤتى ثماره كل حين ، لا
سيما وهو مضمون الربح بقدر ما يتسع الملعب للنظارة ، وبالقدر الذي تكفل به راحة
المتفرجين؟ اللهم وفق رجالنا إلى تذوق هذا الضرب من ضروب الربح والاستثمار ، فإن
الانتفاع برؤوس الأموال في مثل هذه المشروعات خير من تضخمها في خزائن المصارف ،
وإن كل نفع يناله الفرد من جراء مشروع مثل هذا يعود من غير شك على الأمة أضعاف
مضاعفة ، وهذا هو أول ما تسعى إليه الأمم الناهضة الحية و (رحم الله إمرءا أفاد
واستفاد)."[xiii]
وفي مقال آخر جاء فيه "يافا في حاجة
قصوى إلى ملعب رياضي تتوفر فيه المطالب الرياضية بميادينها ووسائلها . ولم تكن
يافا في يوم من الأيام أشد حاجة إلى هذا الملعب منها اليوم بعد أن نشطت فيها الفرق
الرياضية وتعدت النوادي والمؤسسات. وما ندرى سبب قعود بلدية يافا عن إيجاد هذا
الملعب الرياضي وتجاهلها صيحات العديد التي وجهت إليها في طلب إيجاده وإعداده
ولديها الأموال متوفرة وفيها عناصر من الشباب الذي يقدر أهمية وجود مثل هذا الملعب
في المدينة ." [xiv]
وتحت عنوان (حاجة جنين إلى ملعب) كتب حسني في (فلسطين)
" بدأ الشباب منذ مدة قريبة في إقامة صرح الرياضة وتشييد مجدها فقاموا بهمة
ونشاط موفورين صحتهم عزيمة لا تقهر . بدأ هذا الفريق من الشباب تأليف فرقة لكرة
القدم جعلت تنازل فرق الجيش وتتبارى معها
مباريات حبية وكانت الفرقة في أوقات فراغها تتمرن فيما بين أعضائها على إصابة
الهدف وحمايته على السواء وعند ذلك طلبت دخول الاتحاد الرياضي الفلسطيني فأصبحت
إحدى الفرق الكثيرة المنتمية إليه ولقد سجل هذا لها فوزاً جديداً في عالم الرياضة
. كل ذلك سطع في عالم الرياضة في جنين ولكن العثرة الوحيدة التي وقفت في سبيلها
وحالت دون تحقيق أمنية الشباب عدم وجود ملعب."[xv]
أيضا وفي احدى مقالاته ينتقد حسين حسني دائرة المعارف
لتقصيرها في كثير من الأمور التي تتعلق بالتربية الرياضية والتي منها الملاعب
".... وينقصنا الملاعب ولو واحد في كل مدينة مجهز بالمقاعد الخشبية ومغطى من
الشمس والمطر لراحة الجمهور وتشجيعه واحترامه."[xvi]
يكتب حسين حسني في
(المهماز) أيضا "يؤم ملعب كلية تراسنطة بالقدس كل اسبوع جمهور كبير والكل
مستاء من حالته لحاضره فالمرمى غير قانوني . والأرض غير نظيفة ولا حبال فيه لمنع
الجمهور ولا مقاعد لراحته مع أنها تتقاضى اجرا لا بأس به عن كل مباراة.
فحرى بأبناء الأرض المقدسة
وهم الذين كرسوا حياتهم للخدمة العامة أن يشملوا هذا الملعب بنظرهم وعطفهم ليخرج
الجمهور راضيا شاكرا." [xvii]
وتنتقد (الاتحاد) وضع الملاعب في مدينة
الناصرة:
لا يوجد في الناصرة أية هيئة رسمية أو غير رسمية تشجع الحياة الرياضية
فيها وهذا النقص اصبح بارزا في بلدتنا ويملك بعض وجهاء من الناصرة قطعة ارض في
موقع حسن في البلدة قد مضى عليه اكثر من عشرين عاما وهو يستعمل كملعب لكرة القدم
والألعاب الاخرى. وقد طالبت جميع النوادي والجمعيات في الناصرة الحكومة أن تضع
يدها على على هذه القطعة من الارض وتحولها ملعبا عاما للبلدة ولا تزال هذه المسألة
قيد البحث إلا ان هنالك محاولات عديدة يقوم بها نفر من الناس لا تهمهم مصلحة
البلدة يريدون اقامة ابينة على هذه الأرض تكون الناصرة قد حرمت نهائيا من هذا الملعب
وحرم شبابها من جميع الوان الرياضة البدنية التي اصبح الجيل الجديد بأمس الحاجة
إليها اننا نلفت نظر المسؤولين أن يحولوا دون وقوع هذه الحالة السيئة ولنا عودة
إلى الموضوع. [xviii]
كانت الكثير من الأندية تخصص جزء من
ميزانيتها أو تقوم بجمع التبرعات من أجل بناء ملعب تمارس عليها التدريبات
والمباريات ، في احد اخبارها نشرت صحيفة (فلسطين) في تشرين الأول 1937 أن النادي
الرياضي العربي في القدس قام بجمع التبرعات لبناء ملعب. كانت الكثير من الفرق تعتمد على "الملعب
البلدي" وهو الملعب الذي كانت تقدمه البلديات في المدن المختلفة وكان هذا
يعتمد على نشاط البلديات ووعيها لأهمية النشاط الرياضي .
كانت
مدينة القدس تضم الملاعب التالية: الهشموناي ، مدرسة المطران، جمعية الشبان
المسيحية، الروضة ، مدرسة صهيون ، الأمة ، مدرسة
تراسنطة ،القطمون، النادي الرياضي
العربي ، الهومنتمن (حديقة الهومنتمن) ، جبل سكوبس . أما مدينتي رام لله والبيرة فكانتا تضمان ملعبي مدرسة البيرة وملعب مدرسة الفرندز. وفي يافا:
ملعب البصة ، النادي الأرثوذكسي ، الجمعية الأنطونية ، بوليس يافا ، سكة حديد يافا. وفي صرفند – يافا كان للجيش
البريطاني ملعبه الخاص. وفي اللد ملعب المحطة ، والناصرة : ملعب نادي النهضة وطولكرم ملعب مدرسة خضوري وفي غزة ملعب نادي
غزة الرياضي. ولا نريد أن نطيل فهناك العشرات الأخرى من الملاعب التي كانت موجودة
في فلسطين في تلك الفترة.
وحول
الملاعب في مدينة حيفا يشير جوني منصور إلى أن الملاعب تركزت في المنطقة الغربية
من حيفا ، والتي تعرف باسم "الموارس" (اقيمت عليها بعد عام 1948 أحياء
سكنية يهودية تحمل أسماء "كريات أليعزر" و"كريات شموئيل")
واصطفت الملاعب الواحد وراء الآخر حسب الترتيب التالي : النادي الرياضي الإسلامي
ونادي شباب العرب ونادي الترسانة وملعب الروم [الأرثوذكس] (الذي أقيمت على أرضه لاحقا الكلية الأرثوذكسية الوطني) . وأحيطت الملاعب بألواح خشبية
مرتفعة لمنع تسلل مشاهدين دون دفع رسوم الدخول.[xix]
أما ملعب السالزيان
فقد اشتراه نادي شباب العرب وقام بإحاطته بسور اسمنتي بينما كانت بقية الملاعب
مصونة بأخشاب. وكانت الملاعب تضم أيضا ملعب العزيزية ، ملعب النهضة ، ملعب شركة
بترول العراق ، ملعب النادي الرياضي القومي ، ملعب الأمة العربي ، ملعب عين غزال،
ملعب فريق أجزم الرياضي ، ملعب مستشفى فلسطين العام .[xx]
في عام 1933 حدث خلاف على ارض الملعب بين النادي الرياضي الإسلامي في حيفا والهابوعيل ، وذكر مراسل (الجامعة الإسلامية) "كنت كتبت إليكم عن الخلاف
الواقع بين النادي الرياضي الإسلامي ونادي الهابوعيل على ارض الملعب واليوم اذكر
أن مندوب المقاطعة الشمالية عين يوم الثلاثاء موعداً للنظر في هذا الخلاف والحكم
فيه ومما تجدر الإشارة إليه هو أن المحامي الاستاذ حنا عصفور تطوع للدفاع عن
النادي الرياضي في هذه القضية مما كان له احسن الأثر في نفوس الأعضاء."[xxi]
لم تقتصر الملاعب على كرة القدم فقط بل كانت هناك ملاعب لكرة السلة خاصة أن
هذا النوع بدأ بالظهور في النصف الثاني من العقد الثالث وتطور بعد إعادة تشكيل
الاتحاد الرياضي الفلسطيني ومن بين الملاعب التي كانت تمارس عليها هذه اللعبة هي
ملعب كرة السلة في جمعية الشبان المسيحية والنادي الأرثوذكسي في القدس وملعب
النادي الأرثوذكسي والأنضوني في يافا
وملعب السالزيان في حيفا.
المصادر والمراجع:
No comments:
Post a Comment