عصام سامي الخالدي
بعد عام 1948 سعى الصهاينة إلى تبرير جرائمهم
التي ارتكبوها ضد الشعب الفلسطيني مستخدمين كل الوسائل من أجل إخفاء ومحو وتشويه تاريخه ، وكان من ضمنها مصادرة الكثير من الكتب
والوثائق والصور وحبسها في المكتبات والأرشيف الإسرائيلي ، بالإضافة إلى كتابة
التاريخ في سياق مفبرك يخدم في النهاية الفكر الصهيوني ويتوافق مع معاييره
العنصرية الشوفينية. وليس بالغريب أن نرى أن المؤرخين الإسرائيليين قد لعبوا دوراً في تنفيذ هذه المهمة ،
فعندما نتصفح الابحاث والمقالات عن تاريخ الرياضة التي
يكتبها باحثون ومؤرخون رياضيون إسرائيليون يأتي إلى مخيلتنا هذا الانطباع وكأن فلسطين كانت خالية من شعب عربي فلسطيني كان يعيش على هذه الأرض لقرون
عدة ، يمارس نشاطاته وحياته العادية. وتدل الحقائق التاريخية أن عدد الأندية الرياضية العربية في فلسطين حتى عام 1948 قد بلغ حوالي خمس
وستون نادياً كان منهم خمس وخمسون عضوا في الاتحاد الرياضي الفلسطيني. [1]
سوف
لا يتفاجأ القارىء عند الاطلاع على اعمال هؤلاء الباحثين بتجاهلهم للعرب ومحاولتهم الواضحة لطمس ليس تاريخهم فحسب
بل وجودهم أيضا ، ففي هذه الابحاث يدرك القارىء بأن العرب كانوا وما زالوا غائبين
في الفكر الصهيوني الذي ينتمي إليه المؤرخون الإسرائيليون ، وحتى ولو ذُكروا فإنهم
يُصوَّرون بالمعتدين على المستوطنات اليهودية ، وبرافضي التعاون مع الصهاينة في كل
المجالات التي من ضمنها المجال الرياضي ، وبالمتمردين على سلطات الانتداب التي حررتهم
من نير العثمانيين وأغنتهم بالمدنية والحداثة . وليس غريبا أن يرى القارىء في
ادبياتهم كيف يصبون المديح للبريطانيين الذين اصدروا لهم وعد بلفور ، ومهدوا لهم
الطريق لإقامة الوطن القومي. أيضا فإن هؤلاء المؤرخين
لا يترددون في إظهار الشعور بالفخر في عملية ومسيرة الإعداد لبناء الوطن القومي
واستخدام كل الوسائل الممكنة والتي منها الرياضة لتحقيق هذا الهدف ، ولا يخفون
أيضا الكشف عن هذه الطرق الخبيثة وإبرازها في خلق هذا الكيان .
لقد اعتمد هؤلاء الباحثين في سرد التاريخ
الرياضي على الإيحاء بأنه لم تكن هناك رياضة عربية أو حتى عرب في كثير من الأحوال .
فمن المعروف أن ما ميز
الحركة الصهيونية والمهاجرين إلى فلسطين هو إنكار وجود السكان الأصليين
(الفلسطينيين) ، وكما يشير إدوارد سعيد أنه بعيدا عن هذا العدد الكبير من العرب
الذي يدل على أن الأرض كانت مأهولة بالفعل ، فبالنسبة إلى المستعمرين الصهاينة فإن
الذين كان يجب تجاهلهم هم العرب. [2]
وفي هذا الصدد أيضا يؤكد إلياس شوفاني "وإذ لم يكن في قدرتها [الصهيونية]
تهويد فلسطين باليهود، فقد ارتأت تحقيق ذلك الغرض بتغييب شعبها عنها. فمارست
الاوساط الصهيونية ضغوطا على حكومة الانتداب للتضييق على العرب الفلسطينيين
لتهجيرهم . وقامت وسائل الاعلام الصهيونية بحملة واسعة لتغييبهم حضاريا ، وحتى لنفي وجودهم المادي
الجسدي، وتشويه وجههم الحضاري بتحميلهم وزر ما لحق بالبلد من خراب، وأنها أصبحت
صحراء قاحلة تستصرخ المستوطنين لإعمارها، كما ادعت أبواق الاعلام الصهيوني. " [3]
لقد أرادت الصهيونية أن تضع
هالة على جرائمها التي ارتكبتها في فلسطين ، لذا فإن محاولة إخفاء ومحو التاريخ وتشويهه ما هي إلا جزء من هذه الهالة. والآن نرى
حرب الانترنت الإسرائيلية وتسخير طاقاتها من أجل التلاعب بالمعلومات المغلوطة ،
حتى أننا اصبحنا نرى محاولات جمة من قبل إسرائيل
في تدوين معلومات في الويكبيديا عن تاريخ فلسطين والرياضة الفلسطينية. وربما يرتكز المؤرخون الإسرائيليون
على مقولة أن التاريخ يكتب من قبل المنتصر، وكأن نشوة الانتصار التي حققتها
إسرائيل تغلبت على كل الحقائق. وكما يشير ادوارد سعيد "معا هذه النجاحات التي
حققتها الصهيونية انتجت رأياً سائداً لقضية فلسطين أن الأغلبية تفضل المنتصر ،
وبالكاد تأخذ أي حساب للضحية ."[4]
لقد اوضح الباحث الفلسطيني نور مصالحة منذ
عقود في دراسته (طرد الفلسطينيين) ان الحركة الصهيونية كانت تعي انه هناك في
الواقع اناس يعيشون بالفعل في فلسطين ، ومع ذلك فقد اختاروا عدم رؤيتهم كبشر
كاملين يستحقون حقوقا مساوية للمستوطنين اليهود. ويضيف مصالحة إن الشعار الصهيوني
المخزي لإسرائيل زانجويل (Israel Zangwill) الصهيوني "أرض بلا شعب لشعب بدون
ارض" لم يكن يعني أنه لا يوجد اناس في فلسطين، بل لم يكن هناك أناس يستحقون
التفكير في إطار مفاهيم التفوق الأوروبي التي سادت بعد ذلك.[5]
من الواضح أن الرياضة اليهودية كانت تتقدم على مثيلتها العربية وذلك لعدة عوامل
يدركها القارىء جيدا والتي منها أن الصهاينة هاجروا من مجتمعات أوروبية صناعية متطورة
حاملين معهم عقلية متقدمة في التنظيم الإداري والوعي الرياضي ، هذا بالإضافة إلى
دعم الوكالة اليهودية لهم والامكانات والتسهيلات التي قدمتها لها سلطات الانتداب.
إلا أن هذا ليس مبرراً لهيمنتهم وإبعاد العرب وتهميشهم عن الساحة الرياضية والتفرد
بها.
أيضا لا بد أن نذكر القارىء بأن
الصهاينة منذ العشرينيات استخدموا كل الطرق والأدوات والتي منها الرياضة من أجل تحقيق
الأهداف السياسية التي تُوجَت بإقامة دولة إسرائيل . في عام 1924 شكل اليهود ما يسمى بمنظمة كرة القدم
للأندية من أجل ضم كافة الأندية الصهيونية وتنظيم عملها. في عام 1924 حاول بعض
قادة المكابي (منظمة رياضية صهيونية) أن يضموا منظمتهم إلى الاتحاد الدولي
للرياضيين الهواة. ولكن مساعيهم باءت بالفشل لأن المكابي لم تكن تمثل العرب
والانجليز واليهود في فلسطين بشكل متساوٍ. بالتالي فإن هذه المحاولة الفاشلة لم تثن من عزيمة جوزيف
ياكوتيلي (Joseph Yekuteili) القيادي البارز في المكابي فمنذ بداية عام 1925
حاول أن يكسب عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم . وكانت الوسيلة الوحيدة للوصول إلى
ذلك هي تأسيس (الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم) في صيف 1928 . ومن المعروف أن
الاتحاد تأسس من قبل اليهود والعرب والإنجليز بمبادرة من منظمة المكابي الرياضية
الصهيونية ، ودخل في عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم عام 1929 ، إلا أن الصهاينة
فيما بعد قاموا بالانفراد في هذا الاتحاد وتهويده وإبعاد العرب عنه وتهميشهم ،
وأصبحوا يحتكرون الساحة الرياضية بتمثيلهم فلسطين
محليا وإقليميا ودوليا. [6]
يعتمد باحثو الرياضة الإسرئيليون في بحوثهم على
وثائق تاريخية متوفرة لديهم اكثر من نظرائهم العرب ، فهذه الوثائق سهلة المنال بالنسبة
لهم على عكس ما تمثله من مشكلة للباحث العربي ، حيث أن كثير من هذه الوثائق
التاريخية حبس في الأرشيف الإسرائيلي بعد عام 1948 ، بالإضافة إلى أن المعاهد والجامعات الإسرائيلية تولي اهتماما أكثر
من مثيلاتها العربية لبحوث تاريخ الرياضة. ومن الجدير بالذكر أن اكبر معهد رياضي في إسرائيل "معهد وينغيت
للتربية البدنية والرياضة" Wingate Institute تأسس عام 1957 ويعمل به
نخبة من الاساتذة والمدربين.
ترتكز هذه الدارسة على
عدة بحوث للباحثين الإسرائيليين من ضمنهم حاييم كاوفمان Haim Kaufman ويائير
جاليلي Yair
Galily (وهما استاذان في معهد وينغيت Wingateللرياضة) وهاغاي هريف Haggai Harif وأمير بن بورات Amir Ben-Porat ومايكل بار
إيلي Michael Bar Eli وجورج آيسين George Eisen .
الرياضة والمشاعر القومية
منذ نهاية القرن التاسع عشر حاولت الصهيونية استخدام
الرياضة كوسيلة من أجل تحقيق أحلامها في فلسطين ، وقد لعبت الأندية الصهيونية في
أوروبا وفلسطين دوراً هاماً في صهينة الشبيبة اليهودية وإعدادها من اجل حمل السلاح
والسعي من أجل اغتصاب فلسطين . لقد أشار ثيودور هرتسل(Theodore Herzl) مؤسس
الصهيونية العالمية إلى هدف الرياضة في تحقيق الهدف التوسعي
الصهيوني عندما كتب في مذكراته معبراً عن
الروح العنصرية ونكران الوجود العربي في فلسطين "يجب أن أدرب الأولاد لأن
يصبحوا جنودا ..... يجب أن أعلم كل منهم أن يكون حراً، قوياً جاهزاً لكي يخدم
كمتطوع عند الحاجة إليه."[7]
وتأكيداً على ذلك فقد قال ماكس نوردو (أحد
معاوني هرتسل) "إننا لا نريد أن نكون مجتمعا دينيا فقط ، ولكننا نريد أن نكون
أمة مثل أي أمة أخرى".[8]
أمة على الطراز الصهيوني تهتم في آن واحد بالجوانب الفكرية والبدنية للفرد
اليهودي ، ففي المؤتمر الصهيوني الثاني
عام 1898 كان ماكس نوردو قد عبر عن "العضل الرياضي" والبعث القومي
المرتبط بإرادة القوة وطالب بأن ينتهي عهد اليهودي المترهل ويبدأ عهد
اليهودي ذي العضلات .[9]
ويرى الباحثان كاوفمان وبار
إيلي أن هدف الحركة الصهيونية يتركز في "تقرير مصير للأمة التي كان شعبها في
الغالب لا يوجد في وطنه التاريخي وتشتت حول العالم ، ومع ذلك حافظت غالبية اليهود على تاريخ ومشاعر قوية وارتباط بهذه الأرض التوراتية القديمة. وبالرغم من أن جميع
اليهود لم يتقبلوا دون قيد أو شرط الأهداف والأيديولوجية الصهيونية ، لا سيما
أولئك الذين كانوا متدينين للغاية أو الأكثر اندماجاً في المجتمعات التي كانوا
يعيشون بها ، إلا أن الحركة الصهيونية سعت للحصول على الشرعية داخل المجتمع
اليهودي من خلال الترويج لفكرة الوطن القومي للشعب اليهودي في فلسطين." [10]
ويضيف الباحثان أنه بسبب أن السكان الذين
توجهت إليهم الحركة [الصهيونية] كانوا مشتتين في كل مكان في العالم فقد تم السعي إلى هدفين مهمين إضافيين. وكان الأول خلق ثقافة وطنية جديدة من خلال
إحياء اللغة العبرية والإبداع في مجال الشعر العبري والأدب والمسرح والفن. هذه
العناصر كان من المفترض أن تعكس إحياء القومية ، وبالتالي خلق بوتقة انصهار للشعب
اليهودي من ثقافات مختلفة يوحدهم في ذلك
الوقت فقط دينهم المشترك.[11]
كان الهدف الرئيسي
الثاني هو تشكيل "اليهودي الجديد" ، الذي كان من المتوقع أن يكون
مختلفاً عن "يهودي الشتات" من حيث الصورة المادية والقيم . ويتألف تعبير
"اليهودية القوية" التي صاغها ماكس نوردو (شريك هرتسل في الحركة
الصهيونية) من عناصر أيديولوجية مهمة في الروح الصهيونية ، مثل الرغبة في دحض صورة
"يهودي شتتل" Shtetl Jew (يهودي متخلف من أوروبا
الشرقية) كرد على النظريات السياسية العنصرية في ذلك الوقت ، بالإضافة إلى التجديد
المادي للأمة وتكوين صلة بين الانسان وأرضه والتي بمجموعها تعمل على بناء أسس
الوحدة الوطنية. [12]
ومثل
غيرهم من المؤرخين الإسرائيليين يؤكد جليلي وكاوفمان بوضوح أن فلسطين هي بالنسبة
لهم أرض إسرائيل حيث يشيران إلى أنه في عام 1917 دخل البريطانيون الجزء الجنوبي من أرض
إسرائيل ، وبحلول نهاية عام 1918 اصبحت البلاد تحت حكمها العسكري. في تموز 1920 بدأ
الانتداب البريطاني بشكل غير رسمي ، وبعد قرارات سان ريمو في نيسان 1920 وصل أول
مفوض سامي بريطاني هربرت صموئيل إلى إسرائيل. وفي تموز 1922 أذنت عصبة الأمم
بالانتداب الذي تضمن التزاما بإنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في أرض إسرائيل ، وبدأ
حكم الانتداب البريطاني في أرض إسرائيل رسميا حتى مايو 1948.[13]
بدايات كرة القدم في فلسطين
يشير يائير جليلي وأمير
بن بورات أن العرب واليهود لعبوا كرة القدم وأداروا منافسات رياضية قبل الحرب
العالمية الأولى. وقد استُوردت كرة القدم من قبل المهاجرين اليهود من أوروبا ومن
قبل الطلاب العرب الفلسطينيين الذين درسوا في دمشق وبيروت. بالإضافة إلى كرة القدم
فقد شجع البريطانيون "السكان الأصليين" على تنظيم منافسات رياضية في
"الرياضات الغربية" مثل الملاكمة ، وما إلى ذلك."[14]
كما يؤكد أيضا هاجاي هريف ويائير جليلي على أنه "لم يكن في فلسطين قبل دخول الانجليز أي نشاط رياضي عربي ، وأنه لم
تتطور الرياضة إلا عندما جاء البريطانيون إلى فلسطين ، وأن هناك سجل ضئيل
جدا عن لعبة كرة القدم قبل الحرب، كما أن البريطانيون جلبوا معهم تقاليد رياضية
وحماس قوي للرياضة.[15]
وبدون تردد يسكب الكاتبان المديح
للانتداب وإدارته الذي كان له الفضل في جلب ثقافته الرياضية إلى فلسطين وفي تمهيد
الطريق لتطور الرياضة الصهيونية وفي التعاون وتبادل المصالح بينهما مدعين أن
المهاجرون الجدد [اليهود] كانوا غير مقيدين بالعديد من العقبات الناشئة عن وجود تقاليد
محلية صلبة قديمة العهد ، وأنه لا يوجد دليل على أن سلطات الانتداب حاولت فرض أي
مجالات رياضية محددة على السكان المحليين."[16]
يكمن الفرق بين اليهود والعرب في فلسطين في أن الأول كان يعتمد على الادارة
البريطانية التي قدمت له الدعم الهائل ، لذلك عليه أن يستمر في إظهار امتنانه
وتقديره لها حتى وقتنا الحاضر . بينما عانى الثاني الذي ابتلي بالكوارث التي كانت بريطانيا
وانتدابها سببها الأكبر، لذا فهو لا يكنُّ مشاعر الشكر والامتنان للبريطانيين ولا
يعبر عنها في ادبياته ولا حتى في ابحاثه. نعم لقد جلب معهم البريطانيون ثقافة
الرياضة كجزء من الحداثة ، ولكن هذا لا يبرر في النهاية أن لهم اي حق في انتدابهم
على فلسطين وتمهيد الطريق للصهاينة لإقامة وطنهم القومي. حتى أننا نرى اليوم كيف
يطالب العرب والفلسطينيون بريطانيا بالاعتذار لوعد بلفور المشؤوم الذي لم يجلب سوى
البلاء للشعب الفلسطيني.
من المعروف أن الموجة الرابعة من الهجرة اليهودية إلى
فلسطين تمت ما بين عام 1924 – 1932 ، حيث هاجر نحو 62 ألف مهاجر ، أما الموجة
الخامسة فكانت بين عامي 1933 – 1938 ، حيث بلغ عدد المهاجرين في هذه المرحلة 174
ألف مهاجر يهودي. [17]
وقد أدى عجز سطلات الانتداب البريطانية في فلسطين عن الوفاء بمطالب الوكالة
اليهودية من الهجرة بعد انتهاء عهد هربرت صموئيل إلى تزايد الخلاف بين الوكالة
وحكومة الانتداب ، الذي بلغ ذروته عام 1930 ، نتيجة لإصدار الحكومة البريطانية
كتابها الأبيض لعام 1930 وما أشار إليه من قيود على الهجرة اليهودية من ناحية ووصول
معدلات تلك الهجرة إلى أدنى حد لها خلال العام التالي من ناحية أخرى ، وهو ما دفع
القيادات الصهيونية إلى شن حملة شرسة في بريطانيا على سياسة الكتاب الأبيض وشددوا
ضغوطهم على الحكومة البريطانية مما دفع الأخيرة إلى التراجع عن سياستها تجاه الهجرة
اليهودية والاستيطان في فلسطين. [18]
وبهذا الصدد يكشف يائير جليلي وهريف هاغاي كيف كانت الحركة الصهيونية تأمل بأن بريطانيا ستضمن تقديم مساعدات إلى الييشوف Yishuv [اليهود
في فلسطين] في إقامة أغلبية ديمغرافية لليهود على أساس اقتصاد مزدهر واستقلال
سياسي ، فالييشوف لم يواجه فقط العداء الشديد من عرب فلسطين فحسب، بل واجه أيضا قيودا
على الهجرة والاستيطان بمبادرة من الحكومة في لندن. وبغية تحقيق أهدافها، لم
يكن كافيا إنشاء مؤسسات رياضية في فلسطين ، بل إنشاء مؤسسات يمكن أن تعترف بها
الهيئات الرياضية الدولية . ويجب على هذه المؤسسات أن تتنافس مع البريطانيين في
فلسطين ومع مصر ولبنان وسوريا وفرقهم في الشتات . [19]
اللقاءات مع الفرق العربية
تجلى التوجه الدولي لقادة الحركة الرياضية الصهيونية في فلسطين في محاولاتهم لتنمية العلاقات الرياضية مع الهيئات الرياضية في الدول العربية المجاورة - مصر ولبنان وسوريا وشرق الأردن. ويذكر جليلي وهاغاي خبر يعكس الغاية الأساسية من الرياضة الصهيونية في فلسطين ، ويجيب على السؤال الذي كان يطرحه الصهاينة وهو "لماذا رفض العرب التعاون معهم في المجال الرياضي؟"
"في عام 1930 قام فريق من لاعبي كرة القدم
من فلسطين يتألف من ستة يهود وتسعة لاعبين بريطانيين بجولة رياضية في مصر. كان لدى الفريق ، الذي
أطلق عليه اسم "فريق أرض إسرائيل المختار" ، الحرف "P"
(اختصار لـ "فلسطين") على زيه العسكري ، بينما كان الحرف "LD"
(الأحرف الأولى من الاسم العبري لفلسطين - أرض إسرائيل) كانت مكتوبة بأحرف صغيرة.
بسبب هذه الحقيقة وكذلك بسبب فشل لعب الفريق في مبارياته الثلاث ، ضد فريق القاهرة
(5-0) ، ومنتخب الإسكندرية (2-0) وفريق عسكري من القاهرة (2-0) وفريق عسكري من
القاهرة (5-2) فقد تعرضت الرحلة لانتقادات حادة في الصحافة العبرية:"
"نحن نقدر عاليا
العلاقات الودية بين بلادنا والدول المجاورة. في الواقع ، يمكن للرياضة أن تنتج
مثل هذه العلاقات. مرة أخرى ، ذهب فريق من أرض إسرائيل للمنافسة في مصر. زيهم ليس
أزرق وأبيض بل أسود وأبيض ورمزهم ليس رمزاً عبرانياً ولكنه حرف P كبير و LD صغير فقط من
جانبه ... كان على الفريق أن يضم سكان البلاد
فقط [فلسطين] وليس العسكريون الذين يسافرون هنا وهناك ، وبسبب وضعهم [البريطانيين]
المؤقت على الأرض ، لا يمكنهم أن يكونوا ممثلين للبلاد. "[20]
الصهاينة وتوطيد علاقتهم مع الانجليز إبان ثورة 1936 المجيدة
يبين جليلي وهاجاي كيف استغل الصهاينة الأوضاع
السياسية وخاصة ثورة عام 1936 المجيدة من أجل توطيد علاقتهم مع الإنجليز الذين
عملوا كل ما بوسعهم على إخماد هذه الثورة:
"الواقع السياسي في فلسطين، الذي اتخذ
منعطفا حادا في عام 1936، كان العامل الحاسم في قرار قادة المؤسسات الرياضية
اليهودية بالعمل بقوة من أجل تعزيز الاتصالات مع قوات الأمن البريطانية. وخلال هذا
العام بدأ السكان العرب فى البلاد فى تصعيد تكتيكاتهم القتالية احتجاجا على شهادات
الهجرة الجديدة التى اصدرتها حكومة الانتداب لليهود. في الوقت الذي بدأ العرب يضرون
اليهود ومؤسسات الحكومة البريطانية من خلال أعمال أكثر عدوانية من المقاومة. بعد ثلاث سنوات،
وبعد موجات من الإرهاب التي جاءت على جميع أنحاء فلسطين، نجح الجيش البريطاني
المقوى في إخضاع الانتفاضة العربية ." [21]
ويضيف الباحثان أنه ومنذ اندلاع هذه الأحداث، بذلت جهود مكثفة في الييشوف اليهودي لإجراء منافسات رياضية في كرة القدم والسباحة وبولو الماء والهوكي مع وحدات الجيش، في محاولة لجلب الجنود البريطانيين إلى أقرب مستوطنة صهيونية في فلسطين. كتب ناحوم شيت Nachum Chet، واحد من رؤساء المكابي في سبتمبر 1936:
"إن نطاق اهتمام معظم أفراد الجيش والبحرية يقتصر على اثنين:
النساء والرياضة ، فالحقل الأول ليس لنا ، وبالتالي فإن الرياضة هي في الواقع
المجال الوحيد الذي يمكن أن نجد فيه لغة مشتركة وأرضا بين شبابنا ومعظم الجيش
والبحرية ...... إن شيت يرغب في بناء علاقات طيبة مع الجيش لأن الييشوف أعطى حياته
وجميع ممتلكاته المادية لهذه القوات من أجل الحماية والدفاع في وجه الثورة العربية."
[22]
كما اقترح شيت أن تبدأ المسابقات الرياضية
"حتى في المواقع البعيدة، حيث ينتشر الجيش في البلاد، والمسابقات مع الجنود
الذين يشعرون بالملل في مستوطنة زفات وتزيماش أو في مستوطنات أخرى - من وجهة نظرنا
العامة - هي أكثر مهمة من تلك التي تقع في المدن. وكانت النتيجة العملية لمذكرة
شيت تعيين الوكالة اليهودية جورج فلاش (بريطاني)، وهو أيضا عضو مكابي، إلى منصب
"تنسيق وتنظيم العلاقات الرياضية بين المنظمات الرياضية العبرية في البلاد
والجيش البريطاني المتمركز في أرض إسرائيل ". [23]
اتهام العرب بعدم التعاون
ويستشهد الباحثان بما ذكره الصحفي الصهيوني شيمون ساميت "ولعل في
البداية أن توجد مجموعة صغيرة من الرياضيين العرب التي يمكن أن تستمع إلى صوتنا وتؤيد موقفنا أن الرياضة والسياسة يجب ألا تكون مختلطة ، وأن
العلاقات الطيبة والمتبادلة بين الرياضيين على حد سواء يمكن أن تحسن علاقات الصداقة
بشكل عام."[24]
وبنوع من الموضوعية يشير كاوفمان ويائير إلى أن
الجمع بين شعبية كرة القدم والنفوذ البريطاني أدى إلى إنشاء العديد من الفرق
اليهودية والعربية في أرض إسرائيل. ويعترفان بعدم وجود علاقات رياضية بين اليهود
والعرب في فلسطين بالرغم من انهما لا يذكران الاسباب لرفض العرب عدم التعاون مع
الصهاينة في المجال الرياضي "طوال فترة الانتداب البريطاني ، حافظت فرق أرض
إسرائيل على العلاقات مع الدول العربية المجاورة – مصر وسوريا ولبنان – ولكن ساد
الافتقار إلى العلاقات الرياضية بين العرب واليهود في أرض إسرائيل ، معظمها منذ
الثلاثينيات وما بعدها. " [25]
ويضيف الباحثان أنه خلال فترة الانتداب على
فلسطين ، تطورت الرياضة عند اليهود والعرب بشكل شبه مستقل عن بعضهما البعض وعن البريطانيين. ارتبطت الرياضة منذ بدايتها ارتباطاً وثيقاً بالسياسة القومية ،
واعتبرت جزء من "المنافسة المفتوحة" على فلسطين . كان التعاون المستمر
بين المشاركين الثلاثة في فلسطين شبه مستحيل ، ومع ذلك ، في مناسبات قليلة ، أجبرت
السلطات البريطانية الطائفتين على التعاون في الرياضة ، مثل عندما تأسس الاتحاد
الفلسطيني لكرة القدم في عام 1928 ، وعندما شارك منتخب فلسطين في الثلاثينيات في
الجولة التحضيرية لألعاب كأس العالم ، حاول البريطانيون إقناع العرب الفلسطينيين
بالمشاركة ، لكنهم رفضوا . وتم عزف النشيد الوطني
(هتكفا) قبل هذه المباريات الدولية. [26]
وهناك أيضا ادلة كافية من خلال الدراسة التي
قام بها الكاتب على أنه لم يكن ضمن الفريق الوطني الفلسطيني أي لاعب عربي ليس لأن
العرب رفضوا المشاركة ، بل لأن الصهاينة كانوا دائما يحاولون تهميشهم عن الساحة
الرياضية ، لكي يتفردوا بالحركة الرياضية ، بالإضافة إلى أن البريطانيين كانوا
يدعمون الرياضة الصهيونية ويسهلون لها الطريق للنمو ولتمثيل فلسطين على الساحة
الدولية. [27]
كان الصهاينة دائما يتهمون العرب بعدم
التعاون ورفضهم للانضمام إلى "الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم" "واللجنة
الأولمبية الفلسطينية"، وخلط الرياضة بالسياسة وذلك في الوقت الذين كانوا هم
من استغل الرياضة لأهداف سياسية بحتة ، من خلال تأسيسهم لأندية كانت تعمل على
تدريب الشبيبة الصهيونية ، وإقامة المهرجانات الرياضية من أجل جلب اكبر عدد من
المهاجرين غير الشرعيين ، وبحث المشاعر القومية بهم ، وتمثيل فلسطين على الساحة
الدولية لتظهر أمام العالم بأنها يهودية ، وغيرها من الوسائل التي كانت في النهاية
اهدافها سياسية تخدم الفكر الصهيونية. فهم بدورهم قد خلقوا
العداء والكره لدى العرب الذين في نهاية الأمر اصروا على عدم التعاون.
أهداف الأندية الرياضية الصهيونية
يطرح
المؤرخون الصهاينة هورويتز Horowits وليساك Lissak وويلزيك Wilzik رأيهم بأن القيادة اليهودية واجهت أيضًا
تهديدات كبيرة من السكان العرب وحظرًا بريطانيًا على الهجرة اليهودية على نطاق
واسع. بالنظر إلى التطلع إلى توسيع الاستيطان اليهودي في فلسطين قدر الإمكان ،
أنشأت القيادة اليهودية تدريجياً قوات شبه عسكرية غير شرعية لها ثلاثة أهداف
رئيسية: محاربة القوات شبه العسكرية العربية ، وتنظيم الهجرة اليهودية غير الشرعية
، وإنشاء المستوطنات اليهودية والدفاع عنها. أصبحت قنوات النشاط هذه حجر الأساس
للروح الصهيونية ، فضلاً عن القيم التي تم منحها ، من خلال النظام التعليمي ، منذ
إنشاء دولة إسرائيل في عام 1948. [28]
وكان ضمن هذه القنوات صهينة
وتدريب الشبيبة على حمل السلاح من خلال إنشاء الأندية التي كانت تساهم في تحقيق
هذا الهدف ، فمن المعروف أن الصهاينة قاموا بتأسيس أندية المكابي الرياضية في
المستعمرات في فلسطين في بداية القرن الماضي ، ثم أندية الهابوعيل والبيتار في
منتصف العقد الثالث ، وكانت لهذه الأندية بالإضافة إلى النشاطات الرياضية نشاطات
شبه عسكرية ، حتى أن منظمة البيتار كانت تهدف إلى تغطية النشاطات العسكرية تحت
غطاء رياضي . ونرى أن هؤلاء الباحثين يشيدون بأهمية الأندية الصهيونية في تربية
الشبيبة وتدريبها على حمل السلاح وبث الروح القومية لديها. ويؤكد اباحث الرياضة
الإسرائيلي كاوفمان على أن علاوة على ذلك ، وكجزء من الجهد الصهيوني ، خضعت معظم
مجالات الحياة لأهداف بناء القوات العسكرية واستيطان البلاد. لم تكن الرياضة
مستثنية لأن معظم المنظمات الرياضية تم حشدها لخدمة الجهد الصهيوني ، فقد كانت منظمة الهابوعيل Hapoel (النقابة الرياضية العمالية المتفرعة
عن نقابة العمال الهستدروت) مرتبطة بالهاغانا التي كانت منظمة عسكرية ما قبل
الدولة تسيطر عليها الأحزاب السياسية الاشتراكية. [29] يقول بن غوريون عن هذه المنظمة أنها "قلعة
للطبقة العاملة ، وعليها يتوجب مساعدة اليهود الجدد". وقد ساهمت هذه المنظمة
التي كانت أنديتها منتشرة في العديد من المدن والمستعمرات في فلسطين مساهمة فعالة
في تهريب السلاح من دول أخرى إلى فلسطين ولا بد من ذكر قضية ومحاكمة عضوين لها
بتهمة تهريب السلاح من طبرق في ليبيا إلى فلسطين عام 1942. [30]
تمثيل فلسطين على الساحة الإقليمية
والدولية
كان هدف الصهاينة هو تمثيل فلسطين على الساحة
المحلية والدولية لتظهر فلسطين "يهودية" أي "أرض إسرائيل" ،
ولحرث التربة من أجل إقامة الوطن القومي اليهودي. ولا نستغرب (كما ذكر سابقاً) أن
يُعزف النشيد الوطني الصهيوني (هاتكفا) في المباريات الدولية وترفع الأعلام الصهيونية
التي كانت تحمل اللون الأبيض والأزرق .
وتأكيداً على تجاهل العرب كممثلين لفلسطين يشير جليلي وهاغاي إلى أن
الأندية اليهودية سعت إلى تقديم أنفسها كممثلين رياضيين شرعيين للفلسطينيين. في نيسان / أبريل 1940 ، لعبت
"فلسطين" (ممثلة بفريق يهودي منتقى) أمام فرق الجيش البريطاني والفرنسي
في الشرق الأقصى . وفي عام 1941 ، أقام الاتحاد الفلسطيني للأندية (تاسس عام 1931)
سباقاً للألعاب القوى لدعم الصليب الأحمر في تل أبيب ، والذي شارك فيه رياضيون من
مصر ، وفرق الانتداب الإنجليزي ، وفرق من القوات الأسترالية في فلسطين ، بالإضافة
إلى رياضيين يهود.
ويضيف الباحثان إلى أن ذروة العلاقات الرياضية مع العسكريين الأجانب كانت في زيارة فريق الووندرز Wonders البريطاني الشهير إلى فلسطين في 1941 و 1943 و 1944. ومن المعروف أن لاعبي هذا الفريق كانوا قد اكتسبوا سمعة طيبة في أدائهم الماهر ، وسافروا حول الشرق الأوسط إلى كل مكان كانت تتواجد فيه الوحدات البريطانية، ولعبوا مباريات مسلية للعاملين. وقد واجه الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم طلبا لا هوادة فيه من الحكومة البريطانية بأن يتم تشكيل فريق "مختلط" يتألف من ممثلين من مختلف الطوائف والدوائر. وكان فشل هذا الفريق مدمر، فقد تم تجميعه على عجل إلى حد ما، وكان يتألف من ستة من اليهود، وثلاثة من الإنجليز، عربي واحد ويوناني. فقد تعرض هذا الفريق للهزيمة 3 – 8 أمام متفرج 12000 في تل أبيب ، بينما في الشوط الأول كانت النتيجة 8-0 وفقط بعد أن تم استبدال حارس المرمى العربي بحارس يهودي أصبح الفريق قادرا على المنافسة ". [31] وكان السبب الرئيسي للهزيمة كما ذكر الكاتبان هو اللاعب العربي، لأن النتيجة كانت 8-0 في الشوط الأول و 8-3 في الشوط الثاني. وهذ ما يعكس الوقاحة ونزعة التفوق العرقي والنظرة الدونية للعرب . نعم ، لربما لم يكن الحارس العربي ماهرا أو مؤهلا ، إلا أنه من المعروف جيدا في كرة القدم أن أي هزيمة لفريق لا تعتمد على حارس المرمى فقط ، بل على الفريق بأكمله. ولا نستبعد أن يدعي الكاتبان بأنه لو لم يشارك اللاعب العربي لاستطاع الفريق "المختلط" أن يهزم الووندرز هزيمة نكراء 10 – صفر مثلاً.
تأسيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم
وحول تأسيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يشير
كاوفمان وجليلي إلى أنه "في أوائل آب 1928 ، طلبت جمعية مكابي من فريق كرة
القدم في أرض إسرائيل إرسال ممثلين إلى الجمعية التأسيسية لاتحاد كرة القدم في
إسرائيل EIFA ، المقرر عقدها في 14 آب في
مكاتب ارض اسرائيل في شارع هاسوليل في القدس . وحضر الاجتماع 14 يهوديا وعربيا
واحداً. وكان هناك 11 عضو من أعضاء من المكابي وثلاثة من الهابوعيل ، أما
الممثل العربي الوحيد فكان من عائلة نسيبة
الذي كان يمثل النادي الرياضي العربي في القدس. وقد انتخب خمسة أعضاء في مجلس
إدارة الاتحاد منهم ثلاثة من المكابي واثنان من الهابوعيل. ولأن اتحاد كرة القدم
لأرض إسرائيل كان يمثل كل ارض اسرائيل فقد استطاع ان يطلب الانضمام للاتحاد الدولي
لكرة القدم . وفي كانون الأول 1928 تم قبول الاتحاد مؤقتا ، وفي أيار 1929 تم قبول
بالكامل. "[32]
ونرى أيضا هنا في هذا البحث
والبحوث الأخرى إطلاق Eretz Israel Football Association "اتحاد ارض اسرائيل لكرة
القدم" على الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، فإطلاق اسم "إسرائيل" و"أرض إسرائيل" على
فلسطين يذكرنا بما جاء في لقاء صحفي مع رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مئير عندما قالت: "أنا فلسطينية ، ومنذ عام
1921 وحتى عام 1948 حملت جواز سفر فلسطيني."[33]
من المعروف أنه تم قبول الاتحاد
الفلسطيني لكرة القدم رسمياً في عضوية الاتحاد الدولي لكرة القدم تحت اسم
"الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم" ، ولكن ترويسة مراسلات الاتحاد الرسمية كانت تشمل: على اليسار بالعبرية "اتحاد كرة القدم لأرض اسرائيل" وتحتها بالعربية
"الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم". في الوسط مثلث على اليمين كلمة فلسطين
بالعربية وعلى اليسار كلمة فلسطين بالانجليزية وفي الأسفل "ارض اسرائيل" بالعبرية ،
أما على الجانب الأيسر بالإنجليزية Palestine Football Association Secretariat ثم يليه
عنوان الاتحاد في تل أبيب.
أيضا عند ذكر العرب، فقد كانوا يطلقون عليهم Gentiles ويكررون هذا في أدبياتهم (حسب تعبير قاموس وبستر Webster فهو أي شخص من أمه غير يهودية أو من غير اليهود). من هنا نرى أن الباحثون
يرددون هذه التسمية مرات عديدة في بحوثهم. ويستشهد جاليلي وهاريف في بحثهما على ما
أشار إليه جوزيف يكوتيلي ، أحد أبرز مؤسسي الحركة الرياضية اليهودية الجديدة في
فلسطين في عام 1927 والذي عمل على تطوير الرياضة الصهيونية: "تطور لعبة كرة
القدم في أرض إسرائيل بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. هذه اللعبة الجميلة أصبحت
محبوبة جدا من قبل الشباب في البلاد وعدد لاعبي كرة القدم الذين ينتمون إلى جميع
السكان في البلاد، اليهود وغير اليهود gentiles على حد سواء، تصل إلى عدة
آلاف. حتى أن الحب للّعبة لدينا من قبل الجمهور قد زاد بشكل كبير وعدد المتفرجين
الذي تضاعف من خلال الموسم يثبت هذه المودة كذلك، وتحويل كرة القدم إلى لعبة
شعبية." [34]
مهرجان المكابياد 1932 و 1935
هناك
أيضاً مصدر آخر أود تسليط الضوء عليه كان من قبل مؤرخ آخر - جورج إيسن George
Eisen (المولود في هنغاريا ويُدرّس
في الجامعات الأميركية) الذي كتب (ألعاب المكابياه: تاريخ للألعاب
الأولمبية اليهودية) The Maccabiah Games: History of the Jewish Olympics والذي يذكر فيه كيف استخدم الصهاينة مهرجان المكابياد من أجل إدخال
المزيد من المهاجرين وبث الروح القومية لدى اليهود ، ومثله مثل غيره من مؤرخي
الرياضة الإسرائيليين لا يخفي مشاعر التفوق العرقي والاستخفاف تجاه العرب.
يشير عيسى السفري إلى أن
"الصهاينة إستنبطوا منذ عام 1924 حيلا جديدة لإدخال المزيد من المهاجرين
اليهود إلى البلد ، فلجئوا إلى التهريب والخديعة ، وتظاهروا بالرضوخ للقيود التى
ينص عليها قانون الهجرة وتحويل العديد من طالبي الدخول إلى فلسطين ، ثم إخفائهم في
المستعمرات."[35]
ويشير أيضا إلى "أنه هناك ثلاث طرق رسمية تستغلها الجمعيات الصهيونية في
تهريب اليهود إلى فلسطين نذكرها فيما يلي المكابياد : نسبة إلى المكابي ، وهي
اصطلاح يهودي يقابله بالأفرنجية " المكابياد" يقيمها اليهود في كل سنتين
مرة ، يدخل فلسطين بواسطتها – عدا اللاعبين الرسميين وعددهم لا يتجاوز العشرات –
الألوف من غير اللاعبين الذين يبقون في البلاد" . [36]
في عام 1924 أرسل المكابي وفدا من فلسطين إلى المؤتمر الدولي لألعاب القوى
ساعياً للانضمام إلى الاتحاد الدولي لرياضة الهواة كممثل لفلسطين ، وقد قوبل طلبه
بالرفض لأن المؤتمر لم يرَ بالمكابي ممثلا لدولة مستقلة . وكان قياديو الحركة
الرياضية الصهيونية يتباكون على أنهم لم يستطيعوا تمثيل فلسطين في الألعاب
الأولمبية - هذا الحلم بأن يروا العلم
"الأزرق والأبيض" يرفرف عاليا بين بقية أعلام الدول المشاركة للألعاب
الأولمبية ، هذا الحلم الذي كان يعتبر بالنسبة لهم مؤشراً لإعادة إحياء دولتهم . [37]
يشير آيسين إلى أنه في عام 1929 نشبت
الاضطرابات الكبرى بين العرب واليهود مما اضطر سلطات الانتداب إلى إصدار الورقة
البيضاء التي بموجبها حدت من سيل الهجرة اليهودية إلى فلسطين . هذا بالتالي أدى
إلى أن يزيد من حماس الحركة الصهيونية بأن وجدت بالمكابياد وسيلة فعالة من أجل
زيادة الهجرة بطرق غير مشروعة – من خلال إدخال الزائرين والمشاركين إلى فلسطين
وإبقائهم بها بعد انتهاء المهرجان. [38]
وقد كان اهتمام هذا
الوفد يتركز حول موضوع إشارات الدخول
للرياضيين والزائرين لهذا المهرجان ولمعرض ليفانت وهو معرض تجاري كان يقام سنويا
في تل ابيب . وكان الصهاينة يهدفون إلى تأمين الحصول على جوازات سفر جماعية
وتأشيرات دخول جماعية من أجل تقليل تكاليف الرحلة للمشاركين والزائرين ، والأهم من
ذلك هو جلب أكبر عدد ممكن من اليهود إلى فلسطين وذلك بالتلاعب بقيود الهجرة التي وضعتها الإدارة البريطانية .
ومن جانبها وعدت وزارة الخارجية البريطانية تسهيل الاجراءات وإعطاء المزيد من
إشارات الدخول إلى المشاركين والزائرين لهذا المهرجان .[39]
مهرجان 1932
افتُتِح المهرجان في 29 آذار عام 1932 بمسيرة
كشفية رفعت بها الأعلام الصهيونية متوجهة إلى الاستاد الرياضي المزدان بالأعلام
الصهيونية والبريطانية وبأناشيد بالعبرية وكلمات أريد بها شحن الحضور بالروح
الصهيونية. ويذكر آيسين أن عدد المشاركين في هذا المهرجان بلغ 3500-4000 رياضي من
سبع عشر دولة . وكما يدعي منظمي هذا المهرجان أن نجاحه كان نصراً ودعاية للافكار
الصهيونية بشكل عام وللرياضة اليهودية بشكل خاص. والذي ميز هذا المهرجان أنه كان
أول حدث ثقافي يجلب زائرين (مهاجرين) بهذا القدر الكبير – هذا العدد الذي فاق
أعداد الزائرين لمعرض "ليفانت" التجاري ، واحتفالات افتتاح الجامعة
العبرية في القدس. تدعي المصادر الصهيونية أن حوالي 1591 سائحا استطاعوا البقاء في
فلسطين في أول ثلاثة أشهر من عام 1932 . ولكن مصادر تقرير اللجنة الملكية Royal Commission Report فإنه خلال العام 1932-1933 بقي
في فلسطين 17900 مسافر. وفي تقييم للوكالة اليهودية اعترف انه بعد سنوات من تقييد
الهجرة فإن نقطة تحول بدأت في ربيع عام 1932 ، عندما هاجر آلاف من اليهود إلى
فلسطين كسائحين تحت ذريعة المكابياد. ولم تدين الحكومة البريطانية هذه الهجرة غير
المشروعة ولم تأخذ على عاتقها أي عمل ملموس من أجل وقف هذا التدفق من المهاجرين
وقد أعارتها مستوى أدنى من الاهتمام.[40]
ويتبجح آيسين أنه وبرغم
التحذير من قبل الصحافة العربية ضد هذا المهرجان إلا ان سوريا ومصر قررتا المشاركة
بالمهرجان الاول عام 1932 (بالاضافة الى اثنى عشر دولة) بوفد بلغ تعداده تسعة وستين رياضيا من كلا البلدين.[41]
مهرجان 1935
كانت الألعاب الأولمبية الحادية عشر سوف تقام
في برلين في ألمانيا عام 1936 وقد أرسلت اللجنة الأولمبية الألمانية دعوة إلى خمسة
وخمسين دولة من ضمنها فلسطين من أجل
المشاركة في هذا الأولمبياد. ويكشف هنا آيسين الروح
الانتهازية للصهيونية عندما يشير إلى أنه برغم صعود هتلر إلى الحكم وموقف الفاشية من اليهود إلا أن القيادة الرياضية
الصهيونية رأت أنه من صالحها الاشتراك في هذه الألعاب الأولمبية كممثلة لفلسطين ،
فهي تستطيع إرسال رياضيين ليرفعوا العلم "الأبيض والازرق" وجعل حضورها
دليل على وجود ممثلين لأرض اسرائيل. وقد أرسل (فريدنثال) رئيس المكابي في
ألمانيا رسالة يطلب بالحاح مشاركة "فلسطين" في هذه الألعاب ، ولكن وبعد صدور قوانين نوريمبرج (تجريد أي
مواطن غير آري من الجنسية الألمانية) فقد قرر الصهاينة عدم المشاركة في هذا
الأولمبياد. فمن هنا رأوا أن هذا المكابياد الذي كانوا خطط لإقامته في ربيع عام
1935 تكمن به أهمية أكبر بتحقيق أهدافهم.[42]
ويتطرق آيسين إلى دور الصحافة العربية
والفلسطينية تجاه هذا المهرجان التي شنت حملة إعلامية ضد هذا المهرجان حيث أنها
ركزت على أمرين الأول: افتتاحية المهرجان
أي العروض التي كانت مشابهة للعروض العسكرية ، والثاني: الهجرة غير المشروعة. وقد شاركت
في هذا المهرجان الثاني 1935 وفود من
سبعة وعشرين دولة فقد امتنعت كلا البلدين عن المشاركة في مهرجان عام 1935 بسبب
استجابتها للمقاطعة التي دعت اليها القوى الوطنية في كل من فلسطين ومصر وسوريا
وشرح الصحافة العربية لطبيعة واهداف هذا المهرجان. [43]
من المعروف أنه كانت هناك حملة إعلامية مكثفة من الصحافة الفلسطينية خاصة من صحيفتي (فلسطين) و(الدفاع) ضد هذا المهرجان. هاتان الصحيفتان اللتان كان لهما دور وطني توعوي ضد الخطر الصهيونية.
ويضيف آيسين أنه في مقالة في صحيفة (الإسماعيلية)
المصرية شرح كاتب المقال للقراء مغزى وهدف هذا المهرجان "... فإن المكابيين يخدموا كقاعدة للجيش
اليهودي في المستقبل حيث يحوي على أقوى الشباب اليهودي". وكان قد أرسل منظمو المكابياد دعوة للفرق
العربية في الدول العربية الشقيقة ولم يكن في نيتها دعوة الفرق العربية في
فلسطين والسبب في ذلك اولا: هو إعطاء
الرياضيين من الدول العربية انطباعاً بأن
الذي يمثل فلسطين هم اليهود . ثانيا: أنها لم تكن تسعى للتعاون مع العرب في فلسطين
في أي مجال وأن أي تعاون معهم يعني بالنسبة لهم أن الرياضة ممكن أن تصبح جسرا بين
الشعبين ، وهذا مثلا ما كانت تطرحه مجموعة "بريت شالوم" [التي دعت إلى التعايش السلمي بين العرب واليهود بأن يتخلى الصهاينة عن إنشاء دولة يهودية] وتنادي بأن تكون
فلسطين دولة للعرب واليهود يمارس كل من الشعبين حقوقهم المدنية والسياسية
والاجتماعية على حد سواء."[44]
حول الأهمية الدعائية لهذا المهرجان فقد أشارت
صحيفة (هآرتس) الصهيونية في آذار عام 1935 " أننا لا نبالغ إذ نقول أن دوائر
عديدة في دول مختلفة بدأت تنظر باهتمام إلى الوطن القومي اليهودي وذلك بفضل
الشعبية التي أحاطت هذا المهرجان" . وفي مقالة أخرى تعكس مدى التبجح والغرور
للصحافة الصهيونية في ذلك الوقت تقول " إن رقما قياسيا واحدا يحرزه رياضي يهودي
يكسب أصدقاء غير يهود ألف مرة أكثر من الدعاية والصحافة".[45]
كما وعلل القادة الرياضيون الصهاينة أهمية هذا المهرجان بأن كان له أثر سيكولوجي
على اليهود الأوروبيين لأنه جمع ووطد الترابط المعنوي بين يهود الشتات وفلسطين.[46]
ويؤكد
آيسين على أهمية هذا المهرجان من منطلق قومي يخدم في النهاية الحركة الصهيونية
التي تسعى دائما إلى تكريس الحقائق التاريخية وفق مفاهيمها وأهدافها ، ويستشهد
آيسين ببعض المصادر التي رأت أن هذا المهرجان قد أنقذ الكثير من اليهود من حالة
اليأس التي كانوا يعانون منها وأن هذا المهرجان سوف يكون حافزا من أجل أن يقاتل
يهود فلسطين ويهود الشتات جنباً إلى جنب
من أجل إعادة بناء الدولة اليهودية. أيضا فإن القيمة الثقافية لهذا المهرجان تكمن
في أنها أبعد بكثير من قيمته الترفيهية . وتكتب هنرييتا سزولد Szold Henrietta عضو بارز في القيادة
الصهيهونية في صحيفة (بالستين بيوليتن)
وتوجه حديثها إلى الضيوف والمشاركين في هذا المهرجان "إن شعاراتكم وأهدافكم وانجازاتكم التي حققتموها
تدل على أنكم اكتشفتم في (اسرائيل) حقيقة مهملة.... أنتم تعبرون بتوكيد خاص عن
الحقيقة التي نحن كلنا نقبلها وهي أن العودة إلى هذه الأرض هي الفرصة للعودة لحياة
انسانية طبيعية" . [47]
ويقول يكوتيلي أحد قادة
المكابي بعد عدة سنوات أن الاعتراف بأرض
اسرائيل من قبل الاتحادات الدولية [الرياضية] كان نتيجة لمهرجان المكابياه.[48]
وفي الختام ففي الوقت الذي ظهر به المؤرخون الإسرائيليون الجدد مثل إلان بابه Ilan Pappe وبني موريس Benny Morris وتوم سيغيف Tom Segev وغيرهم الذين تحدوا المراجعة التقليدية للتاريخ الإسرائيلي وقاموا بتدوين التاريخ بموضوعية ، نرى أن مؤرخي الرياضة لم يلتزموا بهذا الخط الذي التزم به زملائهم السابقين الذكر .
إن أكثر ما ميز الرياضة في فلسطين التي عكسها هؤلاء المؤرخون بأدبياتهم أنه في الوقت الذي كانت به كل شعوب المعمورة
تستخدم الرياضة بمحتواها الانساني
لتربية اجيالها وتعزيز الصداقة مع الشعوب الأخرى وتطوير مجتمعاتها ، نرى أن الصهيونية استخدمتها ضمن اجندتها الأيديولوجية وبطرق
التلاعب والخداع من اجل بناء دولة تسببت في تشريد ونكبة الشعب الفلسطيني ، وهذه
الظاهرة لم نرَ مثيلاً لها في التاريخ البشري من قبل. لذا فإن اعمال وابحاث هؤلاء
المؤرخين تخدم في النهاية الفكر الصهيوني وتكرس أهدافه ومفاهيمه في جميع المجالات
بما فيها الرياضية.
[1] Issam Khalidi, “Body and Ideology: Early Athletics in Palestine:
1900-1948,” JerusalemQuarterly 27 (2007): 44-58.
[2] Edward Said, The Question of Palestine (New York: Vintage Books, 1980), p 18.
[3] شوفاني، إلياس. الموجز في تاريخ فلسطين
السياسي (منذ فجر التاريخ حتى سنة 1949) مؤسسة الدراسات الفلسطينية بيروت 1998، ص
408
[4] Edward Said,
The Question of Palestine, 72
[5] نور مصالحة ،
طرد الفلسطينيين: مفهوم "الترانسفير" في الفكر والتخطيط الصهيونيين 1882
– 1948 . مؤسسة الدراسات الفلسطينية ، بيروت ، 1992.
[6] عصام الخالدي ، اللقاءات الرياضية
العربية اليهودية في حقبة الانتداب البريطاني في فلسطين ، أنظر:
http://www.hpalestinesports.net/2015/06/blog-post_24.html#more
[7] Herzl, Theodor, The complete
Diaries of Theodor Herzl vol. V, (New York: Herzl Press
and Thomas Yoseloff, 1960), p. 198.
[8] Bloch, B. Notes on Zionism by Max Nordau,
Herzl Year, vol.vii, p. 29.
[9] موسوعة اليهود
واليهودية والصهيونية ، عبد الوهاب المسيري ، دار الشروق ، القاهرة 1999 ، المجلد
السادس، ص. 339.
[10] Processes That Shaped
Sports in Israel during the 20th Century in: Sport History Review Volume 36
Issue 2 (2005) (humankinetics.com)
[11] نفس المصدر
[12] نفس المصدر
[13] The_early_development.pdf
(football.org.il)
التطور
المبكر لكرة القدم العبرية في أرض إسرائيل 1910 – 1928 . ص 82 - 83
[15] Harif, H; Galily, Y. “Sport and Politics in Palestine,
1918-1948: Football as a Mirror Reflecting the Relations between Jews and
Britons” .
Soccer and Society, Vol. 4, no. 1, (Spring 2003), p. 41-56.
[16] (PDF) Sport and politics in
Palestine, 1918–48: Football as a mirror reflecting the relations between Jews
and Britons (researchgate.net)
[17] الهجرة اليهودية منذ بداية
الاستعمار الاستيطاني اليهودي في أواخر الحكم العثماني | مركز المعلومات الوطني
الفلسطيني (wafa.ps)
[20] Sports and
Politics
[21] Sports and
Politics
[23] Ibid.
[24] Ibid.
[25] The Early Development.
P.83.
[27] عصام الخالدي ، فلسطين وعضوية الاتحاد
الدولي لكرة القدم (الفيفا) 1946 – 1998 ، 17 كانون الثاني 2023.
[28] Dan Horowitz and Moshe Lissak, Trouble in Utopia: The Overburdened
Polity of Israel (SUNY Series in Israeli Studies) (Albany: State University of
New York Press, 1989). Pp. 366. | International Journal of Middle East Studies
| Cambridge Core
[30] عصام الخالدي ، تاريخ الحركة الرياضية
في فلسطين ، 15 شباط 2014.
[34] Sports and
Politics.
[35] السفري ،
عيسى فلسطين العربية بين الانتداب والصهيونية الكتاب الأول ص 215- 216
[37] George
Eisen, The Maccabiah Games: A History of The Jewish Olympics. (Maryland:
University of Maryland, 1979).
[38] G. Eisen ، مصدر سابق
[39] G. Eisen ، مصدر سابق
[41] انظر : page175 Eisen, Goerge.
انظر ايضا الموقع : www.jewishsports.net/the_maccabiah_games.htm
[42] يجب الإشارة هنا إلى هذا التعاون الوثيق بين الصهيونية والنازية ففي عام
1933 وقعت شركة الحمضيات الفلسطينية معاهدة تجارية مع ألمانيا النازية تقضي ببيع
الحمضيات لألمانيا من أجل توفيرها للمشاركين في الألعاب الأولمبية في برلين عام
1936 . ولقد كانت هناك فكرة شراء منبر متحرك Portable tribune من ألمانيا من أجل
مكابياد عام 1932 ولكن هذه الصفقة لم تحدث بسبب السعر العالي له.
[43] حسب المصادر الاسرايئيلية فقد شارك وفد "
المكابي " من مصر. انظر: Goerge, Eisen p.261-262
[44] هناك بعض المؤرخين الذين لهم تحفظاتهم على
مصداقية هذه المجموعة.
[45] Eisen G. ، مصدر سابق
[46] G. Eisen ، مصدر سابق
[47] Eisen G.، مصدر سابق
[48] أنظر :Palestine Bulletin 2/4/1932
No comments:
Post a Comment