بطولات كرة القدم في فلسطين منذ عشرينات القرن الماضي وحتى عام 1948

عصام الخالدي

 

كرة القدم العربية في فلسطين

     من المحتمل أن كرة القدم قد دخلت فلسطين في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين عن طريق المدارس التبشيرية . وفي عام 1908 تم تشكيل فريقين لكرة القدم ، احدهما لمدرسة روضة المعارف والآخر لمدرسة القديس جورج في القدس. وفي عشرينيات القرن العشرين تأسست عدة أندية عربية مثل النادي الدجاني والنادي الرياضي العربي ونادي النهضة في القدس ، والساليسي واتحاد الكرمل والنجمة البيضاء في حيفا ، والنادي الرياضي في غزة ، والأرثوذكسي والرياضي الإسلامي في يافا . ويقدر عدد الأندية العربية في بداية الثلاثينات بحوالي عشرين نادياً.

 

في عام 1931 تأسس الاتحاد الرياضي الفلسطيني - العربي (بعد أن قررت الأندية العربية رفضها للاستمرار في العمل مع الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي كان يهيمن عليه الصهاينة. في نيسان عام 1933 تم الاتفاق بين مكتب اللجنة التنفيذية لمؤتمر الشباب وسكرتير الاتحاد الرياضي الفلسطيني الدكتور داود الحسيني على أن يقدم مكتب لجنة الشباب درعا للفرقة المتفوقة في مباريات كرة القدم عُرف ب"درع مؤتمر الشباب" ، [1] واستمر حتى عام 1938. 

 

   في نوفمبر 1933 بدأت منافسة رسمية للحصول على درع عُرف باسم "درع الملك غازي" بمشاركة سبعة أندية (العربي والروضة من القدس ، والنادي الإسلامي (الذي غير اسمه لاحقا ومؤقتا إلى القومي) والنادي الأرثوذكسي في يافا ، والنجم الأبيض والنادي الإسلامي ومدرسة السالزيان المسيحية القديمة .

 

   بسبب الظروف السياسية والثورة العربية 1936 – 1939 اقتصر موسم الدوري العام على اربعة فرق هي: النادي الرياضي العربي – القدس ، والقومي (الإسلامي سابقاً) – يافا ، النادي الإسلامي والكشافة (كلاهما من أندية حيفا)   ، وقد فاز في هذه البطولة النادي الرياضي العربي على النادي القومي في يافا.

 

   توقف نشاط الاتحاد الرياضي الفلسطيني في عام 1938 ، وهذا ما جعل عدد قليل من الأندية العربية إلى المشاركة في درويات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في عامي 1942 و1943. في أيلول 1944 تم إعادة تشكيل الاتحاد الرياضي الفلسطيني ، وكان يضم في موسمه الافتتاحي 1944/45 خمس وعشرون ناديا ، وقد فاز في هذه البطولة النادي الرياضي الإسلامي في يافا على النادي الأورثوذكسي  في القدس. وفي موسمي 1945/46 و1946/47 فاز نادي شباب العرب في حيفا على النادي الرياضي الإسلامي وكانت النتيجة في بطولة 46/47 خمسة إلى واحد.

 

البريطانيون والصهاينة

   قام البريطانيون بعد فرض انتدابهم على فلسطين بإنشاء نادي القدس الرياضي في عام 1920 حيث مورست هناك كرة القدم والتنس والكريكت. وقد ضم هذا النادي فرق من الشرطة والقوات الجوية والجيش وغيرها.

  يعتبر دوري الدوائر الحكومية أول دوري يقام في فلسطين وقد تم تشكيله في عام 1920. وكان مقتصراً فقط على مدينة القدس. وقد توقف هذا الدوري في عام 1925 بسبب تقليص عدد الموظفين في مختلف الدوائر وخاصة الموظفين البريطانيين.

نظم نادي القدس الرياضي دوري استغرق بين عامي 1924 و 1927 ، إلا أنه توقف بعد فوز سلاح الجو الملكي بالكأس. يعتبر موسم 1924 نقطة تحول في لعبة كرة القدم في فلسطين عندما ظهر في هذا العام كأس زهرة القدس (التي ضمت جمعية الشبان المسيحية ، النادي الرياضي العربي في القدس ، روضة المعارف ، شركة شل ، نورديا ، أوفير ، وهانور هأوفيد) ومسابقات الكأس البلدية. [2]

في عام 1927 تم تنظيم مسابقة كأس فلسطين ، وكما يصفها القيادي الرياضي الصهيوني ياكوتيلي ورئيس منظمة المكابي الرياضية بأنها القوة الكروية العظيمة في البلاد منذ ذلك الحين. ويضيف ياكوتيلي "كما ساهمت مسابقة كأس المكابيين ودوري منطقة يافا في دفع هذه الحركة إلى الأمام بشكل كبير." ولا بد هنا للتذكير بأن هذا القيادي الرياضي الصهيوني كان يتميز بدهائة وهو لم يختلف عن القيادات الصهيونية الأخرى في التلاعب والخداع والكذب من أجل تحقيق الأهداف الصهيونية الملحة. وكانت محاولات تهميش العرب وتجاهلهم والتعامل الفوقي معهم تظهر في كل خطوة تخطوها القيادات الرياضية الصهيونية.

 

 في عام 1929 قدم ياكوتيلي تقرير إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) يذكر به أنه هناك ثلاث مجموعات لكرة القدم في فلسطين : 10 فرق في المجموعة الأولى ، و20 فريق في المجموعة الثانية (خمسة منهم عرب) ، و39 فريق في المجموعة الثالثة (ستة منهم عرب) . بالطبع كان ياكوتيلي (الذي هاجر من روسيا إلى فلسطين باسم سوسمانوفيتس Zusmanovitz) يتعمد إيصال معلومات مضللة بل ومبالغ بها للاتحاد الدولي موحيا أن الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم كان متعاوناً جداً مع العرب من أجل التمشي مع متطلبات الفيفا وتجنب أي انتقاد من  قبلها .

 

 يدعي ياكوتيلي في هذا التقرير بأن اتحاد كرة القدم الفلسطيني قد تأسس عام 1927 (على ما يبدو من أجل الحصول على الفضل في تنظيم بطولة الكأس في ذلك العام)  ، ومع ذلك يبدو أنه لم يتم لعب أي بطولة دوري رسمية حتى عام 1932 . كانت هناك مسابقات كأس في عامي 1928 و1930 ، وتشير مصادر الفيفا إلى أن مكابي هاشموناي القدس فاز ببطولة عام 1928  ، فهي (الفيفا) قامت برفع مستوى فوزه في مسابقة الكأس المثيرة للجدل في ذلك العام  . وينطبق نفس الشيء نفسه على بطولات مكابي تل أبيب المزعومة في عامي 1929 و1930 حيث فاز الفريق الاحتياطي بالأخير. [3]

 

في مقال لياكتوتيلي مع برسي س. سبيد بعنوان "كرة القدم في فلسطين كرة القدم العالمية" ظهر في النشرة الرسمية للاتحاد الدولي لكرة القدم بتاريخ 28 يناير 1931:

  لقد احرزت الأندية اليهودية التقدم الأبرز حيث يوجد الآن ما يزيد عن أربعين نادياً لاتحاد كرة القدم [الفلسطيني] والدليل على ذلك هو أن كأس فلسطين فاز بها أحد أنديتها كل عام منذ تنظيمها. قد يزعم اتحاد كرة القدم الفلسطيني الذي يمر الآن بعامه الثالث [تأسس عام 1928] أنه يسيطر حقا على كرة القدم في فلسطين وكل نادٍ معروف تابع لهذا الاتحاد. تدرك الأندية أن الاتحاد ضروري وتمد يد العون الصادق نحو اهدافه ومساعيه. من المتوقع أن يكون الموسم المقبل عاماً لكرة القدم في فلسطين ، حيث سيشهد هذا الموسم انطلاق أول دوري وطني ، وهو دوري فلسطين لكرة القدم. وسيقام الدوري في مجموعتين وسينقسم إلى مجموعات مرتبة جغرافياً.

 

دوري فلسطين لكرة القدم 1932 – 1947

  بالطبع لم تشارك الأندية العربية في هذا الدوري بسبب انسحابها من الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم (الذي تأسس عام 1928 واصبح عضوا في الفيفا عام 1929) وتشكيلها الاتحاد الرياضي الفلسطيني عام 1931. ويجب التنويه هنا أنه كانت هناك خلافات وحزازيات بين فرق المكابي والهابوعيل التي كانت تنتهي بعض الأحيان بعراك بالأيدي ، والتي بدورها كانت تعكس فقدان الروح الرياضية لدى هذه الفرق. 

 

في موسم 1931/32 فاز فريق البوليس البريطاني بالبطولة .

 لم تكن هناك أي بطولة في موسم 1932/33.

في موسم 1933/34 فاز هابوعيل تل أبيب.

 في موسم 1934/35 تم إلغاء هذه البطولة.

في موسم 1935/36 و36/37 فاز فريق مكابي تل أبيب.

 في موسم 1937/38 تم إلغاء الدوري قبل نهاية الموسم بفترة طويلة ، وبعض المصادر تنسب لقب البطولة إلى فريق هبوعيل تل أبيب ، لكن هذا غير صحيح حيث كان بإمكان العديد من الأندية الأخرى تجاوزهم في الجدول ولم يعلنهم الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم أبطالاً.

 لم تكن هناك بطولة في موسم 1938/39 فقد فاز فريق مكابي تل أبيب بدوري منطقة تل أبيب ، وفاز فريق شرطة القدس بدوري منطقة القدس.  

 فاز فريق هابوعيل تل أبيب في موسم 1939/40.

في موسم 1940/41 لم تقم البطولة ، فقد كانت هناك مسابقات منفصلة لأندية هبوعيل وأندية مكابي وبيتار ، بالإضافة إلى ذلك كانت هناك دوريات إقليمية في القدس وفي المنطقة الشمالية.

في موسم 1941/42 فاز فريق مكابي تل أبيب.

 لم تنتهي البطولة في موسم 1942/43 حيث اقيمت ثلاث بطولات دوري إقليمية ، في حيفا والقدس وتل أبيب ، وتم التخلي عن بطولة دوري حيفا بينما كان من المقرر أن يلعب أبطال القدس الهومنتمن مكابي تل أبيب مباراة فاصلة من أجل البطولة ، ولكن الهومنتمن رفض الدخول وتم إعلان المكابي بطلاً ، لذلك لم يعتبر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم هذه البطولة رسمية.

 تم إلغاء البطولة 1943/44 مع بقاء حوالي عشرين مباراة للعب ، وقد تم إعلان المتصدر هابوعيل تل أبيب بطلاً.

لم تقم البطولة في موسمي 1944/45 و1945/46.

في موسم 1946/47 فاز مكابي تل أبيب في البطولة.

كانت آخر بطولة في موسم 1947/48 التي لم تنتهي بسبب بدء مرحلة التطهير العرقي الذي شنته العصابات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني.[4]

المراجع والملاحظات

 

---

[1]  صحيفة (الدفاع) 30 أيار 1934.  لقد وقد حصل نادي الروضة في القدس على بطولة عام 1934 بفوزه على منتخب حيفا بنتيجة خمسة إلى صفر ، حيث قرر الاتحاد بأن تكون البطولة ليس بين الأندية فيما بينها فحسب ، بل تستطيع مجموعة من الأندية أن تشكل فريق لتتبارى فيما بينها أو أن تشكل المنتخبات وتتبارى هذه المنتخبات فيما بينها أيضا من أجل رفع شأن الرياضة في فلسطين ، ومن أجل إعداد فريق من أمهر اللاعبين لمواجهة الفرق القوية التي تأتي إلى فلسطين من الأقطار الشقيقة وخصوصا القطر المصري.

[2]  ارشيف الاتحاد الدولي لكرة القدم. مقال لياكتوتيلي مع برسي س. سبيد بعنوان "كرة القدم في فلسطين كرة القدم العالمية" ظهر في النشرة الرسمية للاتحاد الدولي لكرة القدم بتاريخ 28 يناير 1931.

[3]  Israel - List of Champions (rsssf.org)

  Israel - List of Champions (rsssf.org) [4]