عصام الخالدي
يعتبر قرار إسرائيل بحظر عمليات الأونروا UNRWA في الضفة الغربية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية وغزة مدمراً
للشعب الفلسطيني حيث تترتب عليه نتائج كارثية في الوقت الحاضر والمستقبل. وتتهم
إسرائيل موظفي الأونروا بأنهم أعضاء في حماس قاموا بالمشاركة في احداث السابع من
تشرين الأول 2023. بالطبع الهدف الأول الذي تسعى إليه إسرائيل هو تجويع الشعب
الفلسطيني وحرمانه من كل ضروريات الحياة بما في ذلك القدرة على تعليم أطفاله. أيضا
فإن ما يقلق إسرائيل هو كل ما له علاقة بآلام شعبنا الناجمة عن نكبته في
عام 1948 ، فمن المعلوم أن الأونروا كانت قد تأسست بعد عام واحد من النكبة
من أجل إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الذين ذاقوا ويلات آلام التشرد والابتعاد عن
ارضهم ، لذلك فإن مهمة إسرائيل إخفاء كل ما له علاقة بالمعاناة وبالهوية الوطنية
للشعب الفلسطيني. ويجب الإشارة أيضا إلى أن الحملة ضد الأونروا بدأت منذ فترة
إدارة الرئيس ترامب من قبل صهره جاريد كوشنير الذي كانت مهتمه تقديم كل الدعم
لإسرائيل بما فيها تقويض وتدمير المؤسسات الوطنية الفلسطينية وطمس نشاط الأونروا
كمؤسسة تقدم العون للفلسطينيين.
يكتب رمزي بارود في البالستين
كرونيكل "لقد مثلت الحرب المستمرة على غزة والدفع نحو ضم أجزاء كبيرة من
الضفة الغربية فرصة ذهبية لنتنياهو وحكومته المتطرفة لزيادة الضغوط على الأونروا.
وقد تمكنوا من ذلك بفضل الدعم الأمريكي غير المشروط ، واستعداد الحكومات الغربية
المختلفة للتصرف بتهور بناءً على مزاعم إسرائيل الكاذبة بشأن المنظمة
الأممية."[I]
في غزة تم تسجيل 1،476،706 فلسطيني كلاجئين في ثمانية مخيمات للاجئين الفلسطينيين. وفي الضفة الغربية يعيش حوالي ربع المسجلين البالغ عددهم 871،537 في 19 مخيما للاجئين ، بينما يعيش آخرون في المدن والقرى. في عام 2021 تم تسجيل حوالي 545،000 طفل في مدارس الأونروا ، ووصلت مساعدات برنامج الأمان الاجتماعي إلى 398،044 شخص ، وتلقى 1،7 مليون شخص مساعدات إنسانية بالغة الأهمية. [II]
تأسست وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدني بقرار من الجمعية العامة للأمم التحتدة في عام 1949، وتعمل هذه المنظمة على تقديم الدعم والحماية وكسب التأييد لقرابة 5،6 مليون لاجىء فلسطيني مسجلين لديها في الأردن ولبنان وسوريا والضفة الغربية وقطاع غزة إلى أن تنتهي معاناتهم. تعتمد الأونروا في تمويلها على التبرعات الطوعية التي تقيمها الدول الأعضاء في منظمة الأمم المتحدة. وكجزء من تفويض الأونروا فهي مسؤولة عن تقديم المساعدة والدعم للفلسطينيين الذين فروا أو طردوا خلال نكبة عام 1948. كما تشمل أيضا احفادهم ، بمن فيهم أولئك الذي تم تبنيهم قانونيا . اعتبارا من عام 2019 تم تسجيل أكثر من 5،6 مليون فلسطيني لدى الأونروا. [III]
يعد برنامج التعليم التابع للأونروا في غزة
الأكبر من بين جميع برامج الأونروا حيث يخدم 291.100 تلميذ وتلميذة من الصف الأول
إلى التاسع في العام الدراسي 2022/2021 يدرسون في 183 مدرسة تابعة للأنروا في جميع
أنحاء قطاع غزة ، ويعمل بها حوالي 9.443 موظفاً تعليمياً. وتدخل حصة التربية
البدنية ضمن منهج الأونروا ، فهناك ضمن المجموعة الضخمة من الطاقم التعليمي العشرات من معلمي التربية البدنية والمشرفين
عليها.
وعند الحديث
عن الأندية في قطاع غزة فمن المعروف أنه في
عام 1934 تأسس نادي غزة الرياضي ، وبعدها تأسست بعض الأندية في غزة وخان يونس في
الأربعينات ، إلا أن الجزء الأكبر من الأندية في القطاع تأسس في خمسينات القرن
الماضي حيث قامت وكالة الغوث
لتشغيل اللاجئين الفلسطينيين UNRWA بافتتاح مراكز خدمات في جباليا، ورفح، وخان
يونس، والشاطئ، والنصيرات، والبريج، والمغازي ، والتي أصبحت أندية لها فرقها
الخاصة، وشاركت في البطولات المحلية والعربية ، ولعبت دوراً كبيراً في تطوير
الرياضة في القطاع. لقد بلغ عدد الأندية الرياضية في القطاع قبل السابع من تشرين الأول عام
2023 حوالي الثمانية وخمسون ناديا بفرقها الكروية ذات الدرجة الممتازة والأولى
والثانية والثالثة.
يشير موقع الأونروا إلى أنها تولي تركيزا خاصا للشباب ، وذلك في ضوء
وضعهم الحالي والاتفاقيات العديدة التي تتناول حقوقهم مثل اتفاقية حقوق الطفل. ويضيف
هذا الموقع: "ويسعى برنامجنا إلى تعزيز رفاه الأطفال والشباب وزيادة مشاركتهم
في الأنشط البناءة. ونحن نعمل على توفير أنشطة لبناء القدرات ورفع الوعي ، إلى
جانب الفرص الرياضية والثقافية والترفيهية. وفي عام 2012 قدم البرنامج الخدمة لما
مجموعه 527،25 طفل وشاب." [IV]
المراجع الملاحظات
No comments:
Post a Comment